خصصت الحكومة العراقية مبلغ 30 مليون دولار لمشاريع المياه والتعليم التي تهدف لمساعدة الأطفال الفقراء في منطقة الأهوار بجنوب العراق، وفقا لأحد كبار مساعدي وزير الدولة لشئون الأهوار.
وأوضح، مستشار وزير الدولة لشئون الأهوار بالعراق عباس السعيدي أن هذه الموازنة ستمول بناء 70 محطة لتنقية المياه و48 مدرسة. وأضاف أن هذه المشاريع تغطي ثلاث محافظات في الجنوب على النحو الآتي: 16 محطة مياه و15 مدرسة في البصرة و21 محطة مياه و16 مدرسة في ميسان و33 محطة مياه و17 مدرسة في الناصرية.
وتعتزم الوزارة إنفاق 13.3 مليون دولار على محطات المياه و16.6 مليون دولار على المدارس. وستبدأ عملية تقديم العطاءات خلال الشهر الجاري وستنتهي جميع الأعمال في المشاريع بحلول نهاية العام 2010.
وأشار السعيدي إلى أنه على الرغم من ضآلة حجم هذه المساعدات إلا أنها تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح للاهتمام بمجتمعات الأهوار التي عانت من الإهمال على مدى «عقود من الزمن».
وقد أشادت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسيف» في 4 مايو/أيار بهذه المبادرة واصفة إياها بكونها الاستثمار الحكومي الأول الذي يركز بشكل حصري على تحسين أوضاع الأطفال في المنطقة. وأفاد ممثل اليونيسيف في العراق اسكندر خان، في بيان صادر عن المنظمة «هذا إنجاز كبير من جانب الحكومة إذ إنه الأول من نوعه، ليس في العراق فحسب». وأضاف أن «هذه المبادرة تعد نقطة الانطلاق نحو سلسلة من مبادرات الاستثمار في مشاريع الطفولة التي من شأنها منح جميع الأطفال حقوقهم التي طالما حرموا منها وخصوصا تلك التي تكفل لهم البقاء وتعينهم على تنمية قدراتهم بشكل كامل».
ووفقا لليونيسيف، فإن «نحو 34 في المئة من نساء الأهوار أميات مقارنة بـ 24 في المئة فقط على المستوى الوطني. كما أن نسبة الالتحاق بالمدارس في أرياف المنطقة أقل بنحو 30 في المئة عما هي عليه في المناطق الحضرية. بالإضافة إلى ذلك، لا ترتبط نحو 81 في المئة من الأسر بشبكة المياه العامة مقابل 26 في المئة فقط على المستوى الوطني حيث يعتمد نحو 99 في المئة من سكان بعض القرى على مياه الشرب التي تصلهم على الشاحنات».
وقدر السعيدي إجمالي عدد سكان الأهوار بنحو 1.2 مليون نسمة، منهم ما يقارب نصف مليون شخص يعيشون في المناطق الريفية. وأفادت اليونيسيف أن مشاريع المياه وضعت لتخدم 250,000 نسمة، من بينهم نحو 125,000 طفل. كما ستمكن مشاريع التعليم نحو 12,000 طفل من الاستفادة من المدارس الجديدة.
وقد أخبر كل من السعيدي والمتحدث باسم اليونيسيف، جايا مورثي، شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين» أنه من المرجح أن تضيف اليونيسيف 6 ملايين دولار لهذه المبادرة، من أجل إعادة إعمار المراكز الصحية والمدارس وتوفير اللوازم المدرسية.
وقد أعلنت الحكومة العراقية في شهر مارس/آذار الماضي عن عزمها بناء 5000 منزل لعدد من الأسر في الأهوار كما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة عن خطة لتخصيص 47 مليون دولار لتطوير المنطقة.
غير أن الشيخ محمد عبادي، الذي يرأس لجنة محافظة ميسان لإحياء الأهوار، يرى أن كل هذه التحركات هي «مجرد مسكنات ألم». فما يتم عرضه لا يشكل أمرا ضروريا لأن المطلوب هو المزيد من الاستثمار في الطرق والكهرباء وشبكات الصرف الصحي. وأشار إلى «عدم وجود استراتيجية واضحة».
وقد عانت الأهوار من أضرار بالغة خلال التسعينيات عندما قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتحويل مجرى نهري دجلة والفرات بعيدا عنها انتقاما لمحاولة ثورة فاشلة من طرف المسلمين الشيعة في المنطقة.
وفي العام 2001، أفاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن 90 في المئة من الأهوار اندثرت وأن الأراضي الرطبة تحولت إلى صحراء ما أجبر نحو 300,000 من سكانها على مغادرتها. وقد تكللت محاولات إعادة إحياء المنطقة التي بدأت منذ 2003 ببعض النجاح على الرغم من المشكلات الناجمة عن انخفاض تدفقات النهرين الرئيسين.
العدد 2437 - الجمعة 08 مايو 2009م الموافق 13 جمادى الأولى 1430هـ