أظهر استطلاع نشرته وحدة إيكونوميست للمعلومات، أن الشركات تتوقع ارتفاع كلفة النقل وقلّة توفره خلال العقدين المقبلين.
وعلى رغم خطط الاستثمار في البنية التحتية في كثير من الدول، إلا أن تنفيذيي الشركات لا يشعرون بالتفاؤل حيال قابلية أنظمة النقل لمواكبة المتطلبات المستقبلية، وذلك تبعاً لبحث جديد أجرته وحدة إيكونوميست للمعلومات برعاية مجموعة MAN. حيث يعتقد 27 في المئة فقط من التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أن البنية التحتية في بلدانهم مؤهلة تماماً لمواكبة المتطلبات، فيما يعتبر 49 في المئة منهم أن البنية التحتية غير المؤهلة تشكل أكبر تهديد لسلاسل التوريد لديهم في المستقبل.
وتم إجراء الاستطلاع في ديسمبر/كانون الأول 2009 ويناير/كانون الثاني 2010 عبر 220 من كبار التنفيذيين حول العالم، معظمهم (62 في المئة منهم) مسئولون عن الإدارة الاستراتيجية أو التشغيلية للأنظمة اللوجستية في شركاتهم. وهذا يدل على انتشار النظرة التشاؤمية حيال التوقعات لكفاءة النقل خلال العقدين المقبلين، بما في ذلك توقعات كبيرة لارتفاع تكاليف الأعمال بسبب أنظمة النقل غير المؤهلة وارتفاع الرسوم وتكاليف الطاقة بالنسبة إلى مستخدمي أنظمة النقل.
ولتقدير اختلاف كلفة النقل بين الدول في ظل هذه النظرة المتشائمة عموماً، أجرت وحدة إيكونوميست للمعلومات دراسة معيارية لكفاءة النقل في عشر دول كجزء من هذا البحث. فقد عرّف المؤشر كفاءة أنظمة النقل بأنها تعمل بأقل كلفة ممكنة من حيث الوقت والمال والحوادث والتأثير على البيئة. وتم تصنيف كلّ من ألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وبولندا، والبرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا.
وقد أظهر استطلاع التنفيذيين والدراسة المعيارية النتائج الآتية:
- تحظى فرنسا بأفضل الظروف الحالية للنقل. تتصدر فرنسا تصنيفنا المعياري من حيث «الإنتاجية» مثل كفاءة التنقل والأمان وحماية البيئة، تتبعها ألمانيا. ومن بين الدول العشر المصنفة، حازت فرنسا على أفضل النتائج الإجمالية لكفاءة التنقل (9.4 من 10) والأمان (9.9)، ما يعكس استثمار الدولة في النقل بالقطارات السريعة وانخفاض حجم ازدحامها نسبياً في كل كيلومتر على الطرق.
- تتمتع ألمانيا بأفضل مؤشرات كفاءة النقل في المستقبل. على رغم الطرقات المكتظة اليوم، أحرزت ألمانيا أفضل تصنيف بفضل طروحاتها لتحسين كفاءة النقل مثل كثافة وجودة البنية التحتية والاستثمار فيها والمخزون الجيد من المركبات. وكانت نتائج فرنسا قريبة من ألمانيا في تصنيف الطروحات لتحسين كفاءة النقل.
- الاقتصادات الناشئة متأخرة جداً في كفاءة النقل، ولكنها ستدرك ركب التطور. على رغم أن الصين والهند تأتيان في آخر تصنيفنا لكفاءة إنتاجية النقل، إلا أنهما في وضع يؤهلهما لتحسين مركزهما في المستقبل، وذلك بفضل استثماراتهما الكثيفة في النقل. وقد حصلت الصين مسبقاً على المرتبة الثالثة بحسب مؤشر «السياسات» المكرسة للارتقاء بكفاءة النقل.
- تركيز السياسة الحكومية على حل مشكلة الازدحام- على الأقل نظرياً. إن تصنيفنا المعياري يسلط الضوء على أهمية السياسة العامة من خلال إظهار علاقة تبادلية قوية بين الطروحات الإيجابية - مثل الكثافة العالية للطرق، والكمية الكبيرة من مستخدمي النقل بالقطارات نسبة لعدد السكان، والمستويات العالية للاستثمار في البنية التحتية للطرق - والنتائج الإيجابية مثل التدفق السلس لحركة السير، والطرق السريعة الآمنة، والانبعاثات المنخفضة. ومع ذلك تظهر المقابلات التي أجريناها شكوكاً بشأن تطبيق الحكومات للسياسات المطلوبة
العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ