العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ

اتفاق «متواضع» بشأن المناخ في «كانكون»

أنتجت المحادثات التي أشرفت عليها الأمم المتحدة في قمة «تغير المناخ» في كانكون (المكسيك) إلى اتفاق متواضع أمس، يلزم لأول مرة جميع الدول الاقتصادية الكبرى لخفض الانبعاثات ، ولكن ليس بما يكفي لتلبية وعودهم من الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين. ..

الاتفاق الذي استغرق إعداده اربع سنوات من التفاوض ، من المؤمل أن يساعد في الحيلولة دون إزالة الغابات، وتعزيز نقل التكنولوجيات منخفضة الكربون إلى البلدان النامية ، وإنشاء صندوق لدعم البيئة بحلول العام 2020 يحتمل أن تكون قيمته 100 مليار دولار في السنة وذلك لحماية البلدان أكثر عرضة للخطر من جراء تغير المناخ. ولكن ومع ذلك فقد فشلت الحكومات في كانكون من التوصل إلى اتفاق حول طرق خفض الانبعاثات العالمية الشاملة، كما أن هناك ثغرات كثيرة للبلدان لتجنب الالتزام بإلاجراءات التي حددها علماء البيئة.


اتفاق في كانكون بشأن آليات للحد من التغير المناخي

كانكون - أ ف ب

تبنى مندوبو نحو 200 بلد اجتمعوا برعاية الأمم المتحدة أمس (السبت) في كانكون (المكسيك) نصاً يتضمن مجموعة من الآليات لمكافحة التغير المناخي، منها إنشاء صندوق أخضر لمساعدة البلدان النامية.

وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية، باتريسيا أسبينوزا التي غطى على صوتها التصفيق المتواصل للمندوبين في الجلسة العامة، إن اتفاق كانكون «يفتح عصراً جديداً للتعاون الدولي بشأن التغير المناخي». وقالت وزيرة البيئة الفرنسية ناتالي كوسيوسكو-موريزيه أنه بهذا الاتفاق «ننقذ نظام التفاوض التعددي حول التغير المناخي من لإفلاس».

وأقر الاتفاق بعد 12 يوماً من المفاوضات الكثيفة وأحياناً المتوترة، على رغم معارضة بوليفيا التي كانت البلد الوحيد الذي أعلن رفضه الاتفاق. وقال المفاوض البوليفي بابلو سولون إن «قاعدة الإقرار هي التوافق»، وتحدث عن «سابقة مشينة».

وردت وزيرة الخارجية المكسيكية أن «قاعدة التوافق لا تعني الإجماع، ولا تعني أن في استطاعة وفد فرض حق النقص على إرادة أنجرت بعد جهود كبيرة».

ويبقي اتفاق كانكون أيضاً المسألة الحساسة المتصلة بمستقبل بروتوكول كيوتو عالقة، وهو البروتوكول الوحيد الملزم قانونياً بشأن المناخ والموجود حتى اليوم. ويسمح النص بنزع فتيل «القنبلة» التي يشكلها الخلاف بشأن تمديد بروتوكول كيوتو، على الأقل مؤقتاً.

وسبب مآل بروتوكول كيوتو، المعاهدة الوحيدة الملزمة قانونياً حتى الآن توتراً حاداً في المؤتمر بعد رفض اليابان وروسيا القبول بالالتزام بها لفترة إضافية. وسيسمح مخرج إيجابي للاجتماع الذي عقد في المنتجع الساحلي المكسيكي في ختام محادثات أهدافها متواضعة، بإنقاذ عملية التفاوض التي تضررت بشدة بفشل مؤتمر كوبنهاغن قبل عام واحد.

والميزة الرئيسية للنص هي أنه كرس عدة نقاط من الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في كوبنهاغن ولم تقره الدول الـ 194 الأعضاء في معاهدة الأمم المتحدة، وترتيبها بشكل دقيق وعملي.

ويؤكد النص مجدداً ضرورة الإبقاء على ارتفاع درجات حرارة الأرض عند درجتين مئويتين، داعياً «الأطراف إلى التحرك بسرعة لتحقيق هذا الهدف على الأمد الطويل».

ووعدت الدول المتطورة في كوبنهاغن بتخصيص مئة مليار دولار كل سنة وحتى 2020 لمكافحة التغير المناخي.

وسيكون للصندوق الأخضر الذي سيمر عبره الجزء الأكبر من الأموال، مجلس إدارة تمثل فيه بشكل عادل الدول المتطورة والدول النامية. ويقضي نص كانكون بأن يتولى البنك الدولي إدارته في مرحلة انتقالية تستمر ثلاثة أعوام.

لكن التساؤلات الكثيرة عن طريقة تمويل الصندوق تبقى بلا رد. واقترحت لجنة تابعة للأمم المتحدة إيجاد تمويلات بديلة مثل فرض رسوم على وسائل النقل والصفقات المالية، وكلها ما زالت اقتراحات.

من جهة أخرى، يضع النص أسس آلية تهدف إلى الحد من انحسار الغابات الذي يسبب 15 إلى عشرين في المئة من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض

العدد 3019 - السبت 11 ديسمبر 2010م الموافق 05 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً