العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ

واشنطن تحاول القفز على «عقبة الاستيطان» لاستئناف المفاوضات

بعد فشلها في إقناع إسرائيل بتجميده

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  يصافح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل خلال اجتماع في القدس        (أ. ف. ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصافح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل خلال اجتماع في القدس (أ. ف. ب)

اعتبر محللون فلسطينيون أن خطاب وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون يشير إلى وجود خطة أميركية تستهدف القفز عن عقبة الاستيطان لاستئناف المفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وقال المحلل السياسي، هاني المصري لوكالة «فرانس برس»، «واضح أن الإدارة الأميركية تسعى إلى حل وسط بين الطرفين يأخذ أقصى ما تريده إسرائيل وأدنى ما يريده الفلسطينيون».

وتوقفت المباحثات المباشرة التي أطلقتها الولايات المتحدة أوائل سبتمر/ أيلول الماضي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إثر رفض إسرائيل المطلب الفلسطيني بتجميد الاستيطان.

وتجنبت الإدارة الأميركية الإعلان رسمياً عن فشلها في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، رغم أن مسئولين فلسطينيين أعلنوا أن الإدارة الأميركية أبلغتهم بهذا الفشل، وهو ما أدى إلى تعطل المفاوضات.

وقالت كلينتون أمام العديد من المسئولين السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين في مؤتمر لمعهد سابان في مركز بروكينغز الجمعة «حان الوقت لمعالجة القضايا الأساسية لهذا النزاع: الحدود والأمن والمستوطنات والمياه واللاجئين والقدس نفسها». وأضافت «نحن ندخل هذه المرحلة مع توقعات واضحة من كلا الطرفين. جديتهما بشأن التوصل إلى اتفاق سوف تقاس من خلال انخراطهما في هذه القضايا الجوهرية».

وستجتمع القيادة الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة، للبحث في التوجهات الأميركية الجديدة.

وقال أستاذ العلوم السياسية، سميح شبيب لوكالة «فرانس برس»، «ما أستغربه هو كيف يمكن للإدارة الأميركية، رغم ما قدمته من مغريات سياسية ومادية لإسرائيل مقابل وقف الاستيطان لثلاثة شهور وفشلت في ذلك، أن تنجح في القضايا الكبرى».

وأضاف «لذلك أعتقد أن القيادة الفلسطينية، ومن خلال اجتماعاتها المقبلة، إذا وافقت على أية مفاوضات في ظل مواصلة إسرائيل للاستيطان سيكون انتحاراً سياسياً لها، ومصداقية السلطة الفلسطينية بين الناس ستكون حينها على المحك».

وفي السياق عينه تساءل المصري «إذا لم تستطع الولايات المتحدة إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، فكيف يمكنها إقناع إسرائيل بقضايا الحل النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود؟».

وأضاف «واضح من خطاب كلينتون أن الإدارة الأميركية، ستسعى للتوصل إلى اتفاق إطار يغطي على حل مؤقت يفضي في النهاية إلى دولة مؤقتة، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية».

وأعلنت كلينتون أن المبعوث الأميركي، جورج ميتشل سيصل إلى المنطقة منتصف الأسبوع الحالي لمتابعة محاولات البحث عن حلول بين الجانبين.

وقال المصري «مهما كانت عليه المفاوضات من سوء، إلا أن المفاوضات الأميركية بين الجانبين لن تتوقف، لكن المفاوضات المباشرة بين الجانبين ستكون مستحيلة في ظل الموقف الإسرائيلي».

وأضاف «لكن ميتشل لن يحمل في جعبته إلا محاولة التوصل إلى اتفاق إطار، بمعنى اتفاق بعيد عن التفاصيل ويستغرق سنوات من الدوامة السياسية بين الجانبين». وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين في الثاني من سبتمر الماضي، في ظل مطالبة فلسطينية حثيثة بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

وأعلنت الإدارة الأميركية عن رزمة من «المغريات» للجانب الإسرائيلي من أجل الموافقة على تجميد الاستيطان لتسعين يوماً، لكن هذه المغريات لم تجد.

من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت، سمير عوض لوكالة «فرانس برس» إن «الولايات المتحدة لا تستطيع عمل شيء طالما هي ملتزمة بالحصول على الموافقة الإسرائيلية».

وأوضح أن «إسرائيل هي التي تمتلك الفيتو وليس الإدارة الأميركية، لذلك لا أعتقد أن هناك شيئاً يمكن انتظاره من الإدارة الأميركية».

وتنشغل القيادة الفلسطينية في هذه الأثناء، في البحث عن خيارات، ومنها حملة دبلوماسية دولية تستهدف الحصول على اعترافات منفردة بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من العام 1967، وخصوصاً أن البرازيل والأرجنتين كانتا من أوائل الدول التي أعلنت هذا الاعتراف.

وأضاف عوض «بتقديري لا يوجد أمام الفلسطينيين إلا التمسك بالدبلوماسية الدولية، واستثمار اعترافات الدول مثل البرازيل والأرجنتين والبناء عليها».

العدد 3021 - الإثنين 13 ديسمبر 2010م الموافق 07 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً