احتفلت الأراضي المقدسة، مهد المسيحية، بعيد الميلاد وسط منطقة أحزنتها هذه السنة مجزرة المسيحيين في العراق ونزوحهم منه، وتواجه مرة أخرى مأزق الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية التي غمرتها الشمس وارتفعت فيها زينة الميلاد وأعلام الفاتيكان، تجرى الاستعدادات على قدم وساق، استعدت الفرق الموسيقية والكشفية لاستقبال بطريرك اللاتين في القدس المونسنيور فؤاد طوال.
وسيدخل المونسنيور طوال المدينة التي ولد فيها المسيح بعد الظهر. وسيرأس قداس منتصف الليل التقليدي في كنيسة القديسة كاترين الكائنة إلى جانب كنيسة المهد في حضور رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وعلى الصعيد الأمني، تلقى الجيش الإسرائيلي الأمر بتسهيل مرور الزوار المسيحيين على الحواجز، ومنهم فلسطينيو الأراضي المحتلة والعرب الإسرائيليين، خلال أعياد الميلاد.
وقررت السلطات الإسرائيلية منح أذونات مرور خاصة إلى فلسطينيي الأراضي المحتلة المسيحيين (7 آلاف شخص) وغزة (500 شخص) لتمكينهم من التوجه إلى بيت لحم وزيارة عائلاتهم المقيمة في مناطق عادة ما تكون محظورة بما في ذلك في داخل إسرائيل.
وللمرة الأولى، سمحت إسرائيل لـ200 مسيحي من بلدان عربية لا تقيم معها علاقات دبلوماسية (باستثناء مصر والأردن) بدخول الأراضي الإسرائيلية عبر الحدود الأردنية.
سياسياً، أكد القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار «التزام» حركته والفصائل الفلسطينية الأخرى بالتهدئة مع إسرائيل. وقال الزهار خلال مسيرة في مدينة خان يونس «إننا ومن واقع القوة وبحجم التضحيات التي قدمناها نعلن في هذه المرحلة التزامنا بالتهدئة بيننا وبين الاحتلال».
وتأتي تصريحات الزهار في ظل تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة مع سقوط صواريخ فلسطينية جنوب إسرائيل وشن غارات إسرائيلية في قطاع غزة.
وتابع مخاطباً الإسرائيليين «ملتزمون بالتهدئة ما التزمتم بها، إذا أوقفتم الاجتياح ،إذا أوقفتم الاغتيالات لأي فرد من فلسطين، ملتزمون بها ما التزمتم برفح الحصار، ملتزمون بضبط النفس، هذا هو اتفاقنا مع فصائل المقاومة».
وأضاف «نقول بوضوح أن التهدئة ليست دليل ضعف وإنما دليل قوة، نحن ملتزمون بها ما التزم العدو الإسرائيلي».
وأوضح الزهار «اذا كان هناك نية لأي طرف بصفقة تبادل فليعلم إننا نبادل ليس من أجل العدو إنما من اجل أبنائنا وبناتنا، إن من يقرر في صفقة التبادل ليس الحكومة الإسرائيلية إنما ما نريده نحن ونتفق عليه».
وتأتي تصريحات الزهار هذه بعد توتر بين قطاع غزة وإسرائيل نتيجة تكثف إطلاق القذائف والصواريخ من القطاع على إسرائيل في الأيام الماضية وسلسلة الغارات التي نفذتها إسرائيل .
وأعرب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال غابي اشكينازي الثلثاء الماضي أمام لجنة برلمانية عن قلقه حيال التوتر على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، بقوله «إن الوضع متوتر وحساس وقد يتدهور بسهولة، و خصوصاً إذا سقط صاروخ في منطقة مأهولة».
وأكد الجنرال اشكينازي من جهة أخرى أن المجموعات المسلحة في غزة استخدمت للمرة الأولى أخيراً صاروخاً مضاداً للدبابات روسي الصنع من طراز «كورنيت»، حسب وسائل الإعلام.
إلى ذلك، أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس أن التحضيرات تجرى حاليا تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لمصر مطلع الشهر المقبل. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن نتنياهو سيلتقي خلال الزيارة الرئيس المصري، حسني مبارك ومدير المخابرات العامة، اللواء عمر سليمان ووزير الخارجية، أحمد أبو الغيط.
وأضافت أن الجانبين سيبحثان مختلف التطورات السياسية والأمنية بما في ذلك الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والتصعيد الأمني في قطاع غزة والمساعي لإطلاق سراح الجندي المخطوف، جلعاد شليط والملف النووي الإيراني. وتأتي زيارة نتنياهو بعد عدة أيام من قيام السلطات المصرية بكشف النقاب عن قضية تجسس لصالح إسرائيل متهم فيها ثلاثة أشخاص بينهم إسرائيليان هاربان ومصري.
العدد 3032 - الجمعة 24 ديسمبر 2010م الموافق 18 محرم 1432هـ