وجدت باحثة من جامعة البحرين أن تركيز الزئبق في عدد من أسماك البحرين يقع تحت المعدل العالمي، وأقل من بعض الأسماك الأخرى المتواجدة في مناطق أخرى من الخليج العربي.

فقد شاركت كل من ميسون نظام، وأفنان محمود فريجة، من قسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة البحرين بكتابة فصل علمي كامل في كتاب عالمي عن مادة ميثيل الزئبق وتأثيرها على الصحة، ويضم مجموعة من الباحثين على مستوى جامعات العالم، نشر خلال العام الجاري، وعنوانه: (Methylmercury: Formation, Sources and Health Effects).

وقالت عوض: «إن فرصة المشاركة في تأليف الكتاب جاءت إثر اطلاع دار النشر العالمية (نوفا العلمية للنشر) على بحثي لرسالة الماجستير حول أضرار ومنافع الأسماك كمصدر غذائي للزئبق وميثيل الزئبق، إذ تم نشر البحث العام 2008 في المجلة العالمية «الماء والبيئة»، وأشرفت عليه د. فريجة».

وأشارت الباحثة إلى أن أهمية البحث «تتمثل في دراسته للأسماك كمصدر غذائي لمادة الزئبق، التي يمكن أن تشكل مادة سامة تؤثر على جسم الإنسان». وأوضحت ذلك بقولها «إن الزئبق يصنف في خانة المعادن الثقيلة، ويعد واحداً من خمسة عناصر توجد سائلة في حالتها العنصرية، كما يدخل الزئبق في الكثير من الصناعات الكيميائية والكهربائية والإلكترونية والتركيبات الطبية مثل موازين الحرارة وأجهزة قياس الضغط الجوي وحشوة الأسنان. وبطبيعة الزئبق فإنه لا يتحلل وبالتالي يتراكم في أنسجة الكائنات البحرية على شكل مركب عضوي يعرف بميثيل الزئبق، ويتضاعف مروراً بالسلسلة الغذائية إلى أن يصل إلى الإنسان عن طريق الغذاء كمصدر أساسي فيؤدي بالتالي إلى التسمم والإصابة بأعراض مرضية خطرة».

وذكرت عوض أن «هدف هذا البحث هو الكشف عن تركيز الزئبق الكلي وبشكل جزئي تركيز ميثيل الزئبق العضوي في خمسة أنواع من أسماك مملكة البحرين التي اختيرت لأهميتها الاقتصادية والغذائية وهذه الأنواع هي: الكنعد، والهامور، والشعري، والصافي، والعوم، كما شملت هذه الأنواع جزءاً لا بأس به من السلسلة الغذائية البحرية فاختير الكنعد والهامور والشعري كأنواع آكلة للأسماك، والصافي كآكل للأعشاب البحرية والعوم كنوع مختلط التغذية (يتغذى على البلانكتونات النباتية والحيوانية وبقايا الطحالب).

وأضافت عوض «اشتملت عينة البحث على 25 سمكة جمعت بشكل عشوائي من السوق المركزي بالعاصمة المنامة. وقد تم استخلاص الزئبق الكلي من عينات البحث بواسطة الأكسدة الكلية لأنسجة الأسماك باستخدام فرن الحرق ومن ثم إخضاع الناتج لجهاز خاص يحدد كمية عنصر الزئبق بشكل كمّي.

ومن ناحية أخرى ذكرت الباحثة «أن عملية تحديد نسبة ميثيل الزئبق العضوي تمت عن طريق استخدام طريقة الفصل الكروماتوجرافيا، وقد خلصت نتائج هذا البحث إلى أن تركيزات الزئبق الكلي وبالتالي ميثيل الزئبق العضوي قليلة».

وأوضحت عوض «أن هذه النتائج تعني أن أسماك البحرين تحت معدلات الخطر التي حددت عن طريق المنظمات العالمية، كما أن هذه النسب في أسماك البحرين أقل بشكل ملحوظ من مثيلاتها في دول الخليج العربي. ومن ناحية أخرى فإن علاقة تركيز الزئبق الكلي في أنسجة الأسماك تمت مقارنتها بكل من تركيز ميثيل الزئبق العضوي، وطول السمكة ووزنها، ووجدت علاقة طردية متزايدة بين الزئبق الكلي وكل من المتغيرات الثلاث السالف ذكرها.

كما قالت عوض «عمدت الدراسة إلى تحديد معدل الاستهلاك الأسبوعي للفرد الواحد بالمملكة حيث تبين أن المعدل أقل بكثير من النسب المصرح بها دولياً».