لكل منا تجارب تترك بصماتها على كيانه الفكري والجسدي، ويبقى تأثيرها سلبا أو إيجابا تبعا لمعطياته الإيمانية. قد يتصور القارئ أن تلك المقدمة ما هي إلا تمهيد لموضوع فكري أو فلسفي. في حين هي سرد موجع لمشاعر روح مفجوعة ومتألمة لفقيد عزيز قضى نحبه وثكلته أمه وهو في عنفوان البراءة والشباب تحت عجلات سيارة متهور.
اكتب عنك يا أخي الصغير بعد ثلاث سنوات من الفراق وعذابات نفس مشتاقة مرت على قتل واغتيال البراءة. لم أشعر أبداً بمرورها فوقع فقدانك وآثاره في ذهني كل يوم، لم تطفئ تلك السنين وطأة تفاصيله. ولطالما كتبت عنك ثم أبادر بتمزيق ما كتبت إلى قصاصات صغيرة لئلا أعيد تركيبها. ببساطة لأنني لم أجد في كل مفردات اللغة وتراكيبها ما هو قادر على احتواء مشاعري نحوك. نقائض مصاديق من الحب والشوق والألم والمظلومية.
أذكر ذلك اليوم الذي دهست فيه ليرتطم جسدك على الأرض وتصعد روحك لبارئها معلقة معها أرواح محبيك. ثلاثة عشر ربيعاً هي عدد سنوات عمرك، رقم صغير اختصرتَ فيه دورة الحياة. فالوقت الذي كنت تحتضر فيه كان زملاؤك يحضرون للامتحانات، وشيع جثمانك بذاك التشييع المهيب في الوقت الذي تسلموا فيه شهاداتهم. حرمنا من رؤيتك خريجا وزوجا وأبا. مفارقات لا تستوعبها إلا الألباب المؤمنة.
عزيزي (علي) يصعب عليّ ألا أتذكرك كل يوم وكأن عقلي نذر نفسه تغذية ذكراك بصورك ومواقفك وصوتك. رحيلك المفجع ترك ألما أذاب قلوب محبيك، كمن ألقي من قمة سفح جبل ليرتطم بكومة من المسامير الصدئة، ألم تسلل ببطء في كل خلايا الجسد.
لم أتصور مستقبلاً بدونك وليس لديّ حتى اللحظة تصور له. ثلاث سنوات من حياة لست فيها وجروحنا رطبة غضة وكل الذكريات الجميلة تأبى شفاءها. ليتك يا صغيرنا رأيت والدتك وهي تجمع متعلقاتك قطعة قطعة تلملمها بدقة، ألمٌ بعد ألم، دفاترك وكتبك وملابسك وألعابك ورسوماتك... وكأن الجلاد حكم عليها بالموت في كل قطعة تحملها. انكسار وشوق ينخران ثنايا قلبها. ولا أعلم من أين جاءت بتلك القوة لتفعل ذلك. إنها يا أخي ووالدك يزوران مرقدك لينثرا عبير الحب والشوق والحسرة، ولا تكاد تراوح ذهنهما فكرة من منا كان المنطق يحتم وجوده تحت التربة ويترحم عليه من هم فوقها. ولكنه القدر.
لا أدري أعزي من بفقدك؟ فمحبوك كثر. أأعزي أصدقاءك الذين ما إن تلتقي عيني بعيونهم إلا ورأيتهم يبحثون فيها عنك، عن بارقة خيط يوصلهم إليك، فأبادر لاحتضان تلك الرغبة لأنها تغذي فيهم حبهم لك. موتك ثمن رباني، فبقدر ما سلب منا الكثير لحكمة، منحنا القوة في نواحٍ عديدة، أضاء فينا زوايا لطالما كانت مظلمة ومهمشة. حتى صرت مقياساً لكل ما نواجهه فما عاد هناك ما يخيفنا وليس هناك أصعب من رحيلك.
عزيزي، يصعب علي مخاطبتك بضمير الغائب، فأنت حيٌ لم ترحل، ليقيننا بأنك معنا طالما نحن نفكر بك والذكرى تغذي الحب الذي لا يموت. وكيف يُثنى من يترك إرثاً من الأخلاق الحميدة والسجايا الجميلة، بصمات تركتها في كل من عرفك. أنت حي بسمو نفسك وتكليفك إياها مهام الرجال. لا أبالغ بوصفك لصلتي بك ولكن الشواهد على ذلك كثيرة، يكفي أن اسمك وصورتك حاضرة في كل مناسبات المنطقة، بل إن أهلها صاروا يقيمون دورة رياضية باسمك تكريما لروحك. وجنازتك التي غصت بها القرية حتى ظن أحد الأغراب بأنها جنازة عالم لا شاب لم يبلغ الحلم بعد وهذه شهادة ممن تولى مراسم عزائك. لا غرابة في ذلك فأنت من رواد المساجد والمآتم، يا جليس القاسم والأكبر، أفراحنا بدونك عقيمة وأحزاننا مضاعفة، نراك بعقولنا وطيفك يداعب أرواحنا، فسلام منا لك ودعواتنا الصادقة وترحمات لا تتوقف من أفواه أحبتك.
واعذر ضعف مفرداتي فهي لا تحتوي حقيقة مشاعري، والتي من مقاصدها رسالة لكل سائق بالتروي والانتباه للأرواح المتنقلة من دهسها وتشويه أجسادها أو حتى قتلها يغير مستقبلك ومستقبل المغدور ويترك جرحاً لا دواء له. ومظلومية ذلك معلقة في رقبتك وقد تنقذك القوانين الوضعية ولكن العدل الإلهي ملازمك.
يا ساكن القلب قد فارقت دنياك
والأرض قد أقفرت من بعد فرقاك
العين جادت وأنَّ القلب من كمد
ما عاد يرتاح لمـــا عزَّ لقياك
فاطمة العلي
نعم... لماذا أخذ الإمام الحسين (ع) معه نساءه وأطفاله وعيالات النبوة مادام يعرف النتائج ويعلم ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لهن من النبي (ص) وما رافقه من فظائع أموية، ولهذا كذلك حكمة ربانية، وخطة استراتيجية إلهية وضعت لغايات نبيلة وأهداف إعلامية كبيرة، يعرفها من دقق التأريخ وخاصّة في الأحداث التي أعقبت المعركة مباشرة... تصور يا عزيزي القارئ أنه لم يكن مع الإمام الحسين (ع) إلا هؤلاء الكرام من أبنائه وأصحابه. ووقعت المعركة وقتل هؤلاء وذهبوا إلى ربهم شهداء. وانتصر أولئك وراحوا إلى ابن زياد لعناء مخذولين... كيف تكون القضية؟ وكيف تتوضّح معالم الثورة الحسينية للأجيال القادمة التي ضحى الإمام الحسين (ع) بكل هذه التضحيات لأجلها؟
إذا لم يكن هناك زينب العقيلة وترفع جسد أخيها المقطّع ولا تلتوي على أبناء، ولا أقرباء، ولا إخوة إلا على أخيها وإمامها الحسين (ع) وترفعه قائلة: اللهم تقبل من آل محمد (ص) هذا القربان... وكذلك عملت على توبيخ المجتمع الكوفي وأظهرت عظمة الفاجعة بقتل أبناء النبي (ص)
ولو لم تكن سكينة، وفاطمة ابنتا الإمام الحسين (ع) من الذي سيوصل صوت الثورة إلى مجلس يزيد ومَلَئِه شخصياً؟
ولو لم تكن رقية (ع) كيف لها أن تكون شهيدة شاهدة على ظلمهم وجبروتهم. ولولا شهادتها ودفنها في تلك الخربة التي كانت سجناً لهم فأصبحت ملاذاً للمؤمنين، والمحتاجين ومنارة تهدي التائهين اليوم بذاك المقام؟
ولو لم تكن زينب، والرباب، وبقية الأحرار، ونساء البيت النبوي الشريف. فمن الذي سينقل حوادث المأساة ويحدّث عن عظيم الفاجعة ويقف أمام ابن زياد أو سيده يزيد ويقول له بكل عزّة وشموخ:
كيد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك. فإنك والله لن تميت وحينا ولن تمحو ذكرنا أبدا. ولا تدرك أمدنا؟
ويذّكر الناس أن المقتول ابن بنت نبيهم (ص) وليس خارجياً خرج على يزيد أمكنه الله منه. والسبايا هم عقائل الوحي، وحرائر الرسالة وليسوا من الترك. ولولا السيدة زينب (ع) من كان لزين العابدين (ع) حافظاً؟ ومن كان غير زين العابدين (ع) يستطيع أن يُبكي يزيد والشامتين في مسجدهم الكبير ويعلن على الملأ أن المقتول بشط الفرات عطشاناً ابن النبي محمد (ص)؟ لا أحد يستطيع أن يقوم بهذه الأعمال إلا تلك الشخصيات المميزة، إلا أن (شاء الله أن يراهن سبايا).
فثورة الإمام الحسين (ع) كلها لله وفي سبيل الله... جعلنا من زواره الدائمين ونيل الشفاعة من جده (ص) يوم المعاد.
منى الحايكي
هذا طريقك... بين القلب والبصرِ
فاسلكْ بنوركَ ، تجرِ الروح في الصور!
هذا مقامُــكَ؟ كلا!لستُ مبتدعاً
كيمـــــــــا أحــدّكَ بينَ الشمس والقمر...
تدري بأنك مهما عدتَ من قدمٍ
قلنا... حنانكَ... يـعيــَــا كــلُّ مُــــــدّكر
تدري بأنك مهما تنأى عن أحـدٍ
يجدك في النور أو يلقاك في المـطــر!
تدري بأنك لولا سرت مبتكرا
لاختلّ في الكون نظــــمُ العهدِ والسير
تدري بأن نواميساً بك اكتُشفت
و قد أضفت عهـــود البشـــــر والنُذُر
وصار للموت معنى الحق معتقدا
وصار للجرح معنى العقــــل والفِكَـر
تدري بأن لواءً كنت رافعه
أمسى دثـــــاراً لأهـل الحق والغِـيـــَرِ
تدري بأنك إذ صلّيت مفتجعا
صلىّ وراءك زحف المــــاء والشجر
تدري بأن (يغوثا) قام مفتخرا
وكاد يعبد في بدوٍ وفي حضــــــــــر
لولا بأنك قد أجريت فيضَ دمٍ
قد راح يجرفُ شوك الغيّ و الأشـــر
لما نهضت الى الأصنام تحطمها
لهم تراءى (خليل الله) في الأثـــــــرِ
والسحر لما غدوتَ اليوم تبطله
فرعون ثار وثارت عصبة البطــــر
فاحمل بفلكك من بالله معتقدا
فأنت وارث نوحٍ مُنــقذ البـشــــــــرِ
قم ... قم تجلى حُسينًا شامخًا بطلاً
يظلّ وجهك حلمَ الأرض بالســـورِ
وامدد غصونك للأعشاش تسكنها
وابسط جناحك للأحرار في ســـفر
وارفع أذانك في الأرجاء إنّ بـــهِ
يُهدى السراةُ ومن قد تاه في السحر
أتيتَ من صرخة الأحرار ملحمة
ومن دموع اليتامي جئت كالنــــهر
يا سيّد العنفوان الطهر يا جبــلا
رسى فأرسى نظام الموت في ظفر
شيء يشدّ لك الأرواح زاحـفـة
كيما تلاقيك في الأفراح والكــــــــدر
ما غبتَ عن مدمع او مبسمٍ فنٍ
أنتَ الحياةُ، وملء السمع والبصـــــر
فمذ وعينا و في الأنحاء مئذنـةٌ
تنعاك في رقة الاحساسِ كالوتــــــــر
والصوتُ يأتي شجيًّا «ليتنا معكم»
كي نسرج الخيل او نفديك من حجر!
هوت إليك قلوب الناس أجمعها
لما نزلت بوادٍ... كـــان ذا خطـــــــر!
تلكم خطاك، كأن الله صيّرهـا
نبض القلوب وطرف العين في النظر
فأنتَ منتجعُ الأمثالِ في الصغر
وانت مجتمعُ الآمــــــالِ في الكـــــبر
وأنت كنزٌ يظل القلب يحمــله
حتى يسلّمه الأملاك في الحُفــــــــــر
أحبّني اللهُ إذ أحببتُ طــــلعته
هذا بيـــان تـــــــلاهُ سيـــّـدُ البشـــــرِ
جابر علي
الرياضة هي شيء مهم في حياتنا ولكن هل هي أهم ما في حياتنا؟ هذا التساؤل يدور في بالي كلما رأيت الاهتمام الكبير الذي تحوز عليه الرياضة في جميع أنحاء العالم، وكيف أن الدول فيما بينها أصبحت تتنافس من أجل كرة تركلها الأرجل أو تتقاذفها الأيدي أو رجل يركض ليكون الأول.
أستغرب عندما اقرأ او أسمع عن تلك الملايين التي تبذر من أجل استقدام مدرب أو شراء لاعب أو حتى بناء منشأة رياضية، بينما يموت الملايين فقراً وجوعاً حول العالم، فمن الأولى بتلك الملايين التي قد تكفي لسد حاجة دولة كاملة.
أستغرب كذلك ممن يجعل الرياضة فقط كرة ويغفل بقية أنواع الرياضات المختلفة والمتعددة.
وأحزن عندما أرى أن تلك المجموعة قد عادت المجموعة الأخرى ذلك لأن فريقها قد خسر المباراة بل وقد تصل هذه المعاداة إلى الضرب والتعصب الأعمى. فأي القضايا أولى بهذا الموقف الحاسم وتلك الوقفة الجادة ويستفزني الحجم الذي صنعه الإعلام للرياضة ولا أقصد التقليل من شأن الرياضة ولكني أظن أن الأمة لديها هموم أكبر من الرياضة وليست الرياضة وحدها من سيعرف العالم بنا أو سيصنع لنا مكانة بينهم.
ثاجبة المؤذن
ان مأساة العاشر من محرم توضح كيف ان الرسول (ص) مارس عادة عدم الثأر من الذين آذوه وعادوه قبل فتح مكة، حيث بعد فتح مكة قال لهؤلاء اذهبوا فانتم الطلقاء ووصل الى حد قوله بان من دخل بيت ابوسفيان فهو آمن وكان ابوسفيان من زعماء محاربي الرسول ومع ذلك لم يلجأ الرسول (ص) الى الثأر بل الحكمة وقبول كلام اعدائه عندما قالوا انهم نادمين وسيصبح الاسلام الدين الرسمي الجديد ويتم تكسير وهدم الاصنام كلها الموجودة داخل الكعبة وخارجها ولكن العجيب ما حدث عندما قام جيش يزيد بن معاوية بعكس ما قام به الرسول الكريم فالجيش المعادي في العاشرمن محرم كان من المفروض ان يدفن الحسين وباقي الشهداء ويصلى عليه ثم يعتنى بالنسوة ويتم ارسالهم الى بيوتهن في المدينة حيث كُنَّ يسكنَّ فالحسين الى جانب كونه شخصيةً فذة فهو حفيد الرسول (ص) الذي عفا وسامح عن الذين قاتلوه وحاربوه وحاولوا قتله مرارا وتكرارا واما جيش يزيد فانه وضع رأس الحسين المقطوع على رمح واخذ البقية من نساء وشباب وسار بهم حتى وصلوا الى دمشق ليبين يزيد للناس وصوله الى ثأر اقربائه وموتهم في حروبهم السابقة ضد الرسول (ص). وحادثة غير عجيبة وقعت بعد ان قتل عبدالله بن الزبير وهو ابن صحابي ليراه الناس حتى قالت امه اسماء «اما آن لهذا الفارس ان يترجل» وكذلك ما حدث في معركة الهجوم على المدينة (واقعة الحرة) موقع قبرالرسول (ص) من قبل جيش يزيد واستباحة المدينه ثلاثة ايام حيث قتل اغلب الصحابة وسرق المال واستبيح النساء.
عبدالعزيزعلي حسين
قلب واحد هو من يجمع هذه المشاعر سوية، كيف بالقلب الذي يحب ويعشق يداري مشاعر الغير ويفرح، أن يجمع العشق والكره في آن معاً، هل خلقنا متناقضين؟ أم أننا نحاول الوصول إلى ضفة التوازن الروحي من خلال كره شخص مقابل كل شخص نعشقه؟ لكن ذلك يجعل قائمة أحبائنا مماثلة لأعدائنا. هل يعقل أن جارنا العجوز ذا السحنة السمحة أن يحمل الضغينة في قلبه مثلنا؟ لطالما اعتبره الجميع مختلفاً كما كان بالنسبة لي دوماً، يقابلني صباح كل يوم في طريقي للجامعة بابتسامة ودعاء صادر من قلب شيخ عجوز مضى من عمره أكثره، أيكون من هو مثله يعرف ماهية الكره حقاً؟! لا أظن ذلك البتة.
إذاً لم نكره ولم نحب؟ ألدوافع داخلية؟! أم أن دواعي الحياة تقتضي منا هكذا أفعالاً؟ أنحب من نريد أن نشبههم بتصرفاتنا ونكره من نعلم يقيناً أننا لن نصل لمستواهم مهما صنعنا ولو طال الزمان أو قصر فإننا لن نرقى أبداً لقصرهم العاجي، فنذبح أمنية حصولنا على ما يملكون حتى قبل أن تولد هذه الفكرة في رحم الحياة؟
بشرى العريبي
إعلامية
في عاشوراء في ذكرى استشهاد الحسين والقاسم وعلي الاكبر، تتجدد مراسم العزاء، كنا في نفس المكان والزمان منذ اربعة اشهر، نتلقى العزاء فيك، لم نودعك، جاء موتك على غفلة منا مع هلال شهر رمضان اعتدنا استقباله بالفرح، لأول مرة نستقبله بحسرة. اليوم تجدد فراقك مرة أخرى... الآن يا سيدتي يا زينب استطيع ان اواسيك... فلقد فقدت انا أيضا اخا... لأول مرة جرت دموعي ساخنة... فقد احسست بعظم مصابك، شعرت بلوعة الفراق، سيدي يا حسين نعزيك وبصدق ومن صميم القلب... فلقد فقدنا ابناً... فقدنا شاباً لم يزف بعد... طالما تخيلتك أمك عريسا... تزفك ببدلة العرس، لكننا زففناك جميعا الى قبرك بثوب ابيض... بكفن لم يكن لك بعد... يعتصرنا الالم كلما سمعناها تنوح... لقد جرحنا موتك... اعتصر قلوبنا... فما بالها هي؟ عيناها لم تجف بعد... مع إشراقة كل صباح تتذكرك... ومع قدوم كل مساء تتجدد دموعها... كنت تتمنى أن يكون لك بيت... وغرفة لك... أن يكون لك عنوان ثابت... لم تتحقق أمنياتك... فقط اصبح لك سرير دائم... سرير من تراب... حين انطفأت نبضاتك المنجلية... انطفأت البسمة من بيتنا... حتى العيد أصبح شؤماً علينا... نحاول الهرب من ذكراك...لكنها تفرض وجودها... اسمك اصبح ثقيلا... موجعا... لم اعد أتجرأ على نطقه.. هل قتلوك... أم ظلموك... سرقوا منك زهور عمرك... حرموك أحلامك... أخذوا منك كل ما هو جميل... وأعطوك رقماً... «23» الضحية رقم 23 أكان رمز وفاتك؟ أم خلود ذكراك؟ الكل ينعاك، من سبقك ومن تلاك، محمود... ياوجع القلب... وجرح الأيام... في كل مأتم نذكرك... وفي كل عرس أيضا... أخي العزيز... نشتاق لك كثيرا.
زينب سلمان
الحكومة مازالت تتخذ قرارات تشوبها الأهواء والأمزجة، من وقف الدعم للمواد الغذائية الضرورية، إلى وقف دعم المحروقات إلى إعادة النظر في سن التقاعد، من إيقاف التقاعد المبكر إلى زيادة السن الى ما فوق الستين عاماً، تحت حجج واهية لأجل التوفير أو ما يسمى بتغطية العجز الحكومي والذي يشوبه الغموض والريبة، في المقابل هناك زيادة مفرطة في عدد المسئولين وهناك تعديل لرواتب ومكافآت وعلاوات المجلس الوطني المكون من 80 عضواً في مجلسي النواب والشورى، إلى تعديل كادر الإداري لأمانة المجلسين وزيادة لمخصصاتهم المستقلة عن الكادر الحكومي، وهنا نطرح مجرد سؤال هل فقدت الحكومة البوصلة في إدارة المال العام، والمحافظة عليه كما جاء به الميثاق والدستور ؟
فهي اليوم تكيل بمكيالين فهنا شد على خصر وقصم لظهر المواطن البسيط الذي يعيش سنوات عجاف، فهو اليوم قد فقد الشحم واللحم ويعيش اليوم علي العظم، هنا تقشف وهناك إسراف حكومي «رسمي» بلا حدود لأجل شراء ذمم مجلسي النواب والشورى، الذين اقسموا على الحفاظ علي المال العام، وهم بالتأكيد سيقومون بإقرار رفع الدعم عن المواطن المنحوس وزيادة السن التقاعدي له !
خالد قمبر
فضلاًًًًً عن انه واجب أخلاقي تمليه علينا قيمنا الدينية والعربية الأصيلة فهو واجب إنساني يساهم في كشف الحقيقة وسوف نتناول هذا الواجب من الناحية القانونية.
السند القانوني لإلزام الشاهد بأداء الشهادة نصوص قانون الإجراءات البحريني من المادة 114 حتى المادة 127 وقد دعم المشرع هذا الواجب بجزاء جنائي على مخالفته قد تصل إلى ثلاثة أشهر حبس في حالة عدم الامتثال لأوامر سلطات التحقيق والمحاكمة في أداء الشهادة.
وسبب إباحة المشرع ذلك ترجيح المصلحة العامة على المصلحة الشخصية للمتهم وإن كانت تمس شرف واعتبار من تسند إليه فالمصالح الاجتماعية أهم في تلك الحالة.
في جميع أحوال الشهادة تلزم الصفة القانونية بمعنى ألا توجد موانع قانونية للشهادة.
أن تتم أمام إحدى الإدارات الأمنية بدون حلف اليمين -إلا في استثنائات الضرورة- ومثالها رجل المرور حينما يعاين حادث بليغ يحتمل وفاة الشاهد فيه فيستطيع تحليفه اليمين في هذه الحالة اما في مجمل الشهادة أمام رجال الأمن فتكون على سبيل الاستدلال وإظهار الحقيقة .
أو أن تتم أمام إحدى جهات التحقيق و المحاكمة سواء علم أو تيقن من وقوع الجريمة حيث أوجبت -المادة 256 من قانون العقوبات- على كل من علم بوقوع جناية أو جنحة ضرورة الإبلاغ عنها وعن مرتكبيها .
أن تكون في نطاق الدعوى ووقائعها فإن تطرق مؤديها لأمور أخرى تحمل مسئولية ذلك كاملة - إن لم تصدق - كمن طلب منة الشهادة في جريمة قتل وأرشد جهة التحقيق عن جريمة إخفاء مسروقات مقترنة بها، فيكون بذلك قد أفاد التحقيق والعدالة في إثبات أن القتل تم بهدف السرقة وذلك من شأنه تضييق دائرة البحث عن الجاني إن صحت شهادته.
توافر حسن النية، فأداء الشهادة صورة من صور استعمال الحق أوصورة من صور تنفيذ واجب قانوني في أي من الحالتين حسن النية أحد شروط الشهادة، حيث إن ما رمى إليه المشرع هو العدالة الاجتماعية بكشف الحقيقة ويفترض هذا الشرط الاعتقاد بصحة الواقعة، وبذل المجهود المعتاد في تحري دقتها أو المحافظة على أدلتها من النسيان كمن يقوم بتسجيل رقم مركبة قام قائدها بتعريض حياة الموطنين للخطر أو ارتكاب جريمة جنائية، فيجب على الشاهد تحري الدقة بتدوين الرقم الصحيح في مذكرة حفظ حتى لا يتسبب إبدال رقم مكان آخر بتعريض مالك سيارة أخرى للمساءلة القانونية. وينتفي حسن النية إذا كان غرض الشاهد التشهير وهو ما يقرره نص عبارات الشهادة ومواءمتها مع وقائع الدعوى.
ويجوز الامتناع عن الشهادة في حالة وجود صلة القربى حتى الدرجة الرابعة وذلك حماية للاعتبارات الأسرية .
وزارة الداخلية
ألا تستطيعين أن تشاهدي ذلك الضوء المنبعث من طيات قلبي، اِلمسيه إن استطعتي ذلك، اشعري بنبض قلبي يخفق حباً وحناناً، تأملي في عيوني كي تعرفي مدى عشقي، اِلمسي إحساسي النابض بالحياة، حياة أشبه بالموت إذا كانت بدونك، إذا لم تستطيعي فعل ذلك... فأرجو، كي أبقى للذكرى مكانٌ في قلبك، فلعلها تخبرك يوماً ما بحبي وعشقي، فتملأ الجو من حولك حباً وضياءً، ويملأ كيانك عشقاً مات قبل أن يولد، فإذا كان ذلك، فاتركي العنان لعقلك كي يفكر ثانيةً، ويسأل قلبك: ما معنى الحب؟!
أحمد مصطفى الغـر
في إحدى الأمسيات ارتديت ثوبي الأسود الطويل ومعطفي الأزرق القاني، حقيبتي الصغيرة، نعلي الأسود، ألقيت نظرة أخيرة خاطفة على المرآة قبل انطلاقتي، كنت أتوقع حضوره فهو مهتم بهذه الأمسيات، اتخذت إحدى المقاعد القريبة من بوابة الدخول، مضى الوقت بطيئاً ولا أثر لوجوده، هكذا أنا وهو دائماً لا يجمعنا مكان سويةً.
زينب سيد جميل
العدد 3032 - الجمعة 24 ديسمبر 2010م الموافق 18 محرم 1432هـ
بوعلي
مات الجسد وبقى الأحساس فيني
ليت اموت الأحساس ويبقى الجسد فيني
الى فاطمه
مقالك يضج بالالم ويحرك الجلمود وكلماتك افجعتني وتخيلت بل عشت معك جو الحزن والالم ساعك الله اخيه وفقد الشباب صعب ومر .
الله يرحم اخاك فعلا الحيا ة دار ممر الى دار مقر.
صبرا
اعلمي يافاطمة انك لوكتبت خطابك هذا عند كريم من اهل الدنيا وكانت لك عنده او لأخيك حاجة ماردها، فاليكن لله عزائك وله الشكوى والصبر على البلوى وهو اكرم المعطين.
تعزي بعزاء الله
بارك الله فيكم يا كتاب بريد القراء
الحمد لله ان جعل هذه الصفحات
تكتب باقلام قراء الوسط
مواضيع جدا ممتازة
للامام يا اقلام الوسط