جوزيف مايتون - رئيس تحرير منظمة «بكيا مصر» الإخبارية، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»
27 ديسمبر 2010
يبدو العالم أحياناً كثيرة، وخاصة في الشرق الأوسط وكأنه عالم للرجال فقط.
وحتى في عالم الإعلام، يستمر الرجال بدفع الأجندة في الاتجاه الذي يرونه مناسباً. ولكن لا يجب أن يكون الأمر كذلك بالضرورة، فقد أثبت اكتشاف الإعلام الجديد المستقلّ أن بإمكان عمليات أصغر حجماً أن يكون لها وقع فوري على العالم.
لنأخذ على سبيل المثال «بكيا مصر»، التي أنشأت في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2009 كمصدر مستقل تقدَّم فيه الأخبار المحلية لجمهور واسع. وتعني كلمة «بكيا» بالعامية المصرية أمتعة قديمة قابلة للبيع. ويتعمّق الموقع في هذه الأمتعة ليقيس أسلوب العمل الداخلي في مصر. وخلال سنة واحدة صعدنا إلى حواف إعلام التيار الرئيس: منشورات تتمتع بالاحترام مثل النيويورك تايمز ولوس أنجليس تايمز والغارديان، مع ما يزيد على 100,000 زائر لموقعنا شهرياً.
كانت غالبية مساندينا والغالبية الساحقة من كتّابنا من النساء. تريد النساء اللواتي يتصلن بنا الكتابة عما يعتقدن أنه قصص إخبارية «حقيقية»، تتعامل مع الأخبار المحلية أو حياتهن الشخصية، التي ضاعت إلى درجة كبيرة في وسائل التيار الرئيس الأخرى.
مازالت واحدة من المقالات وعنوانها «لماذا ألبس الحجاب» والتي كتبتها المعلّقة المصرية دينا خليل واحدة من المقالات الأكثر قراءة في الموقع. كما كتبت داليا زيادة، وهي مدونة رئيسية في مصر عدداً من المقالات لـِ «بكيا مصر» عارضة منظوراً ذا فروق دقيقة حول حقوق المرأة في العالم المسلم. وقد فازت بجائزة مؤسسة آنا ليند للصحافة الإلكترونية في أكتوبر العام 2010، مما يثبت أن باستطاعة حتى المنظمات التي لا تحقق دخلاً كبيراً أن تساعد الصحافيين لأن يكون لهم أثر كبير.
وتعتبر إمكانية توفير منبر لأصوات المرأة مثل دينا خليل وداليا زيادة واحدة من أكثر الإنجازات فخراً في زماننا على الإنترنت. وقد أوجدت منتديات جديدة على الإنترنت سوقاً لمن لا يملكون أحياناً المؤهلات التي توصل مقالاتهم إلى الوسائل الجديدة الأخرى، ولكنهم يملكون، فهماً مماثلاً، إن لم يكن أفضل حول المنطقة التي يكتبون عنها عند مقارنتهم مع صحافيين خارج المنطقة.
وللمرة الأولى، تقوم وسيلة إعلامية بتشجيع النساء على ملء ذلك الفراغ. تملك النساء اليوم منبراً لعرض وجهات نظرهن وإخبار العالم عن الواقع الذي يواجه المرأة في الشرق الأوسط.
أخبرتني شريفة غانم، وهي امرأة إماراتية بدأت تكتب للتو لِـ «بكيا مصر» مؤخراً أنها أرادت الكتابة لوسائل الإعلام غير المرتبطة بمستثمرين كبار والمحلية بطبيعتها لأنها تفهم أن الأخبار التي يكتبها محليون، وخاصة من النساء، تستطيع أن تذهب بعيداً.
يستطيع هذا النوع من وسائل الإعلام الأصغر حجماً، والتي بدأت تبرز، أن تعطي الجمهور العالمي منظوراً أفضل لقضايا المنطقة. ورغم أنها مفهومة للقارئ الأجنبي، إلا أن هذه القصص والتقارير التي تكتبها نساء ذكيات من الشرق الأوسط مازالت محلية في مضمونها.
وبينما يستمر العالم في التحول نحو الإعلام الإلكتروني لتغطية قضايا محددة والتعليق عليها، يتوجب على النساء في الشرق الأوسط أن يأخذن هذا الوسط بعين الاعتبار حتى يتسنى سماع أصواتهن. تستطيع النساء من خلال الإعلام الإلكتروني أن يوجدن مكاناً لهن يأخذ الحوار بعيداً عن الصور النمطية ويلقي الضوء والفهم الحقيقيين على القضايا الدقيقة، مثل تمكين المرأة والتحرش والمعايير المجتمعية، والتي تفتقر أحياناً عديدة لتغطية مهمة.
يشكّل الإعلام الإلكتروني الجديد هذا قوة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ويمكن أن تكون مكاناً قد يحصل فيه الفهم الحقيقي والحوار حول القضايا قيد الاعتبار.
يجب عدم الحط من قدر مشاركة النساء في الشرق الأوسط في التدوين ونقل الخبر إلكترونياً، فقد أثبتن استعداداً لأن يُسمَعن وأن يقرأ العالم كتاباتهن. لا يمكن تجاهل تمكينهن من خلال الكتابة. يتوجب علينا دعم هؤلاء الكاتبات المستقلات ومواقع الإعلام المستقل غير التابع حيث وجدن منبراً لهن.
العدد 3035 - الإثنين 27 ديسمبر 2010م الموافق 21 محرم 1432هـ