احتفل الأقباط المصريون أمس (الجمعة) بعيد الميلاد في أجواء حزينة بعد الاعتداء على كنيسة القديسين الإسكندرية الذين حصد أرواح 20 منهم في ليلة رأس السنة وفجر غضب الأقباط مما يقولون إنهم يتعرضون له من «تمييز».
وبدأ بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنوده الثالث عظته القصيرة في ختام قداس عيد الميلاد في كارتدرائية عند منتصف ليلة (الجمعة) بتقديم العزاء «لأبنائنا في الإسكندرية بعد استشهاد عدد كبير من الأبرياء» كما أعرب عن تعازيه «لأولادنا في نجع حمادي إذ مرت سنة على استشهاد أشخاص منهم» في إشارة إلى مقتل ستة أقباط لدى خروجهم من قداس عيد الميلاد في السادس من يناير/ كانون الثاني 2010 في هذه المدينة الواقعة في صعيد مصر.
وحرص البابا في عظته على تهدئة الأقباط الذين قاموا بتظاهرات غاضبة تخللتها أعمال عنف في مناطق عديدة عقب اعتداء الإسكندرية، مؤكداً أن عيد الميلاد يذكر بأن المسيح طلب من اتباع ديانته «حب الخير وحب الغير».
لكنه وجه كذلك رسالة غير مباشرة إلى الرئيس المصري حسني مبارك مفادها أن الأقباط ينتظرون معاقبة مرتكبي الاعتداءات التي استهدفتهم عندما قال إنه «يشكر الرئيس على عبارته التي قال فيها إن دماء أبنائنا ليست رخيصة».
وفي الإسكندرية، كانت المشاعر لاتزال ملتهبة داخل كنيسة القديسيين في سيدي بشر (غرب المدينة).
وقال جميل (40 سنة) الذي جاء لحضور قداس عيد الميلاد مع زوجته وابنتيه في هذه الكنيسة «النظام بدلاً من أن يحمينا يقمعنا، العام الماضي وقع اعتداء في نجع حمادي وهذا العام كان الهجوم في الإسكندرية» متسائلاً «على من الدور في المرة القادمة؟».
وحاول بعض المسلمين تهدئة الأقباط وجاء بعضهم يحمل الشموع للإعراب عن تضامنهم مع المصلين في كنيسة القديسين.
وقالت صحيفة «الأهرام» إن الرئيس المصري أجرى اتصالاً هاتفياً الخميس بالبابا شنودة الثالث أكد له خلاله أن «الإرهاب لن يفلح في ترويع أبناء الشعب».
ونقلت «الأهرام» عن رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف قوله إن «اعتداء الإسكندرية جرس إنذار يشير إلى أن الإرهاب مازال يقظاً ويعمل ضدنا بشكل كبير ولا علاقة لهذا الحادث بالطائفية».
وتعهد نظيف بترسيخ «قيم المواطنة وعدم التمييز من خلال تشريعات» من دون أن يوضح طبيعة هذه القوانين التي تعتزم الحكومة إصدارها.
من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس (الجمعة) بوجود «مخطط تطهير ديني شرير» يستهدف الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، وذلك بعد الاعتداءات التي استهدفت كنائس في العراق ومصر.
وجاء تصريح ساركوزي هذا في خطاب تمنيات وتهنئة للسلطات الدينية في البلاد شارك فيه هذه السنة بشكل استثنائي ممثل الجالية القبطية في فرنسا الانبا جرجس لوقا كاهن كنيسة شاتيناي مالابري القريبة من باريس. وحضره أيضاً وزير الداخلية بريس اورتوفو (الملف الأديان أيضاً) ووزيرة الخارجية ميشيل اليو ماري.
وقال الرئيس الفرنسي إن «التهديدات التي استهدفت منذ أيام الكنائس القبطية في فرنسا لا يمكن السكوت عليها وقد طلبت من الحكومة التعامل معها بجدية»، في إشارة إلى الإجراءات الأمنية التي اتخذت بمناسبة عيد الميلاد القبطي.
إلى ذلك يعتزم رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي في ألمانيا فولكر كاودر زيارة العاصمة المصرية القاهرة اليوم (السبت) وذلك عقب حادث التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية.
ووفقاً للموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيجل» الألمانية أمس (الجمعة) فإن السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، سيلتقي في القاهرة بممثلين عن الحكومة المصرية وجامعة الأزهر كما سيعقد جلسة محادثات مع وزير الأوقاف المصري محمود زقزوق.
العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ
عثمان بلوش
كل عام والاقباط بخير مواطنيين مصريين مهمشين هذا كله بسبب التكفير وكراهية المواطن بسبب دينه وهذا موجود بس عند المسلمين الاقصاء والتهميش والاضطهاد ..