العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ

«المفوضية»: استعدادات استفتاء جنوب السودان «مكتملة تماماً»

الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في مؤتمر صحافي بالسودان أمس               (أ. ف.ب)
الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في مؤتمر صحافي بالسودان أمس (أ. ف.ب)

أعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء في جنوب السودان جورج ماكير أمس (الجمعة) أن الاستعدادات لإجراء الاستفتاء «باتت مكتملة تماماً». وأضاف في تصريح لوكالة «فرانس برس»: «وصلت البطاقات إلى كل مراكز الاقتراع في الجنوب كما أن كل الترتيبات الإدارية جاهزة ليوم الأحد»، مضيفاً أن الاستعدادات «باتت مكتملة تماماً».

وأوضح أن قوة الأمم المتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع إلى المناطق النائية. وتفتح مكاتب الاقتراع صباح الأحد التاسع من يناير/ كانون الجاري على أن تتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني والتي تفتقر إلى أدنى مقومات المواصلات.


مجلس الأمن يدعو إلى التصويت في «سلام وهدوء»

اكتمال الاستعدادات لاستفتاء جنوب السودان والمجتمع الدولي يشارك في الرقابة

جوبا، نيويورك- أ ف ب، د ب أ

قبل اقل من 48 ساعة من موعد بدء استفتاء الجنوب السوداني بشأن تقرير المصير، باتت كل الاستعدادات «مكتملة» بحسب مفوضية الاستفتاء، في حين تدفق المراقبون الأجانب ليكونوا شهوداً على حسن سير هذه العملية التي يرجح أن تشهد ولادة دولة جديدة في جنوب السودان.

وأعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير أن «الاستعدادات لإجراء الاستفتاء باتت مكتملة تماماً».

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس أمس (الجمعة) «وصلت البطاقات إلى كل مراكز الاقتراع في الجنوب كما أن كل الترتيبات الإدارية جاهزة استعداداً ليوم الأحد».

وأوضح أن قوة الأمم المتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع إلى المناطق النائية.

وتفتح مكاتب الاقتراع صباح الأحد التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري على أن تتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني والتي تفتقر إلى أدنى مقومات المواصلات.

الجنوبيون استفادوا من اليوم الأخير للحملة الانتخابية للنزول إلى شوارع جوبا والدعوة إلى الانفصال. وتأخذ تظاهراتهم شكل الاحتفال المسبق بإعلان الاستقلال تحت شعار «الخطوات الأخيرة نحو الحرية».

وتقدمت فرقة موسيقية تظاهرة جوبا وارتدى أفرادها قمصاناً كتب عليها «نحن مغادرون» أي عازمون على الانفصال عن السودان والتصويت لصالح الانفصال.

ووراء الفرقة الموسيقية تجمع عدد من طلبة المدارس داخل شاحنة وهم يرقصون على أنغام مكبرات ضخمة للصوت تردد «نعم للانفصال لا للوحدة».

على صعيد متصل، دعا مجلس الأمن الدولي أبناء الجنوب السوداني أمس إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء حق تقرير المصير في مناخ من «السلام والهدوء» ، كما دعا الخرطوم والجنوب إلى التقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاق السلام الموقع العام 2005 .

وأعرب مجلس الأمن الذي يضم 15 من الدول الأعضاء، والذي أطلق عملية حفظ سلام يشارك فيها مئة ألف فرد لمراقبة اتفاق السلام الشامل الذي وقعه شمال السودان وجنوبه، عن قلقه إزاء عدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن منطقة أبيي الحدودية لإجراء الاستفتاء. كما دعا المجلس الجانبين إلى الموافقة على الشروط التي ستسمح لمنطقة أبيي الغنية بالنفط باتخاذ القرار بشأن الانضمام إلى الشمال أو الجنوب. ويمثل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان وأبيي الخطوة الأخيرة في تنفيذ اتفاق السلام الشامل.

من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن الدولي ايفان بارباليتش، الممثل الدائم للبوسنة والهرسك لدى الأمم المتحدة، إن أعضاء المجلس «رحبوا بتأكيد الأطراف السودانية مجدداً على التزامهم بشأن تنفيذ اتفاق السلام الشامل في الوقت المناسب، وكذا التزامهم بشأن احترام نتيجة الاستفتاءات».

وأفادت الأمم المتحدة، التي ساعدت على تنظيم التصويت، بأن ما يقدر بنحو 60 ألفاً من أبناء الجنوب السوداني يعيشون بالخارج تم تسجيلهم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء في ثماني دول، بينها كندا وأثيوبيا والولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا. وهناك مخاوف من أن يؤدي انفصال الجنوب السوداني إلى اندلاع موجة عنف جديدة مع الشمال. وكان اتفاق السلام الشامل أنهى في العام 2005 عقوداً من الحرب الأهلية المميتة بين شمال عربي وجنوب ذي أغلبية مسيحية.

وصارت الأمم المتحدة أكثر يقيناً من أنه يمكن تجنب العنف بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان أمس الأول، معلناً أنه سيحترم نتيجة التصويت. ومن المقرر إعلان النتائج في شهر فبراير/ شباط المقبل.

وفي حال اختار الجنوب الاستقلال، سيستغرق الأمر ما يقرب من خمسة أو ستة أشهر لاستكمال العملية القانونية.

ويحظى هذا الاستفتاء باهتمام عالمي واسع خصوصاً من قبل الولايات المتحدة التي أرسلت السناتور جون كيري الذي أعلن من الخرطوم الأربعاء أن تصريحات الرئيس السوداني «مشجعة جداً».

وقالت المسئولة في منظمة أوكسفام في جنوب السودان مليندا يونغ «مهما كانت نتائج هذا التصويت فإن الفقر المزمن وغياب التنمية والخوف من عودة العنف هي أمور باقية ولن تحل بإجراء الاستفتاء».

وبدوره أشاد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر (الجمعة) بعمل لجنة الاستفتاء وتغلبها على «الصعوبات الكبرى» التي واجهتها في الإعداد للاستفتاء المقرر الأحد بشأن حق تقرير مصير جنوب السودان.

وقال كارتر بعد لقاء مع رئيس اللجنة محمد إبراهيم خليل ورئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي «لقد واجهوا صعوبات كبرى مع تأخر اختيار الأعضاء ومع مشاكل في التمويل. لذلك نسعد بتهنئة الدكتور خليل وفريقه».

ورداً على سؤال عن إمكانية تجدد العنف إذا ما اختار جنوب السودان الانفصال، قال كارتر إن التصريحات الأخيرة للرئيس السوداني عمر البشير أشعرته بالاطمئنان. ومن المقرر أن يلتقي كارتر البشير اليوم (السبت) قبل توجهه إلى جوبا غداً (الأحد).

وقال كارتر «قبل شهر كنا نشعر بقلق شديد. إلا أن التطورات الأخيرة كانت مشجعة جداً وخاصة تعليقات الرئيس البشير»، مضيفاً أن «تقديراتنا الحالية لعملية الاستفتاء إيجابية جداً».

من جهته، قال الرئيس السوداني، عمر حسن البشير في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية إن شمال السودان وجنوبه يمكن أن يشكلا اتحاداً على نمط الاتحاد الأوروبي إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر الأحد.

وأضاف البشير في المقابلة أن الجنوبيين يمكن أيضاً أن يحصلوا على حقوق حرية الحركة والإقامة والعمل والتملك في السودان بعد الانفصال، لكنه أضاف أنهم لا يمكن أن يكونوا مزدوجي الجنسية.


جنوبيون مسلمون يدعمون الانفصال

جوبا - أ ف ب

يؤكد مسلمو الجنوب السوداني الأصليون أنهم جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة ولا يخفون تأييدهم للانفصال، في الوقت الذي يبدي فيه المسلمون النازحون من الشمال بعض المخاوف على مستقبلهم في حال استقل الجنوب.

ويعمل قسم كبير من مسلمي جوبا، عاصمة الجنوب السوداني، في التجارة، وهم من الميسورين مقارنة بغالبية السكان التي تعيش في حال فقر شديد. أبوعبيدة مصطفى كوراك (55 عاماً) يرتدي الجلباب الأبيض والعمامة وقد غطى الشيب لحيته الكثة، يقول «أنا مواطن جنوبي أصلي أتمتع بكل حقوق جنوبيي السودان».

من حركته في سوق جوبا الرئيسي في وسط المدينة، ومن التحيات التي تلقى عليه من المارة يبدو أبوعبيدة من النافذين في السوق. وهو نائب رئيس هيئة الشورى في المجلس الإسلامي لجنوب السودان. يقول أبوعبيدة: «أنا لن أغادر جوبا بأي حال من الأحوال. لقد قدم جدنا الأكبر إلى جوبا قبل 110 سنوات من ولاية نهر النيل، شمال الخرطوم، وأصبحنا جزءاً لا يتجزأ من هذه المدينة».

وأضاف «حصلت أحداث العام 2005 ولم أغادر، وأنا مطمئن إلى أن أسرتنا ستبقى هنا في جوبا». وكانت حصلت أحداث دامية في مناطق عدة من السودان كردة فعل على مقتل الزعيم التاريخي للتمرد الجنوبي جون قرنق في حادثة تحطم طائرة في العام 2005. وعن طريقة تصويته غداً (الأحد) أجاب أبوعبيدة «أنا جنوبي ابن جنوبي والإجابة لا تحتاج إلى سؤال» في إشارة إلى عزمه على التصويت لصالح الانفصال.

وعن تخوفه من تعرض المسلمين لتجاوزات في حال الانفصال قال «أنا لا أتخوف ما دامت هناك حكومة في الجنوب لديها دستور وقانون وتحفظ أمن البلد، والأجهزة الأمنية هي التي تضبط الانفلاتات في حال حصولها». ويعتبر أبوعبيدة أن مشاركة رئيس حكومة الجنوب سالفاكير في المؤتمر الأول لمسلمي جنوب السودان الذي عقد في جوبا في ديسمبر/ كانون الأول كانت حاسمة لجهة طمأنة المسلمين والشماليين على أملاكهم في الجنوب.

ويؤكد أن الزعيم الجنوبي قال أمامهم «إن أمن المسلمين والشماليين وأملاكهم في الجنوب هو خط أحمر». وكان المؤتمر الأول لمسلمي جنوب السودان عقد بحضور ممثلين عن عدد من الهيئات الإسلامية من دول عربية وإسلامية وانتهى إلى صدور تطمينات من حكومة الجنوب السوداني بحماية التعددية الدينية في الجنوب وعدم التفرقة بين المسلمين والمسيحيين.

وبشأن التسامح الديني في الجنوب المسيحي بغالبية سكانه قال أبوعبيدة إن «المساجد الكثيرة في جوبا هي الشاهد على الحرية الدينية» داعياً مسلمي الجنوب إلى «وضع أيديهم في أيدي الحكومة الجنوبية». ويختلف وضع الضابط في الجيش الشعبي لتحرير السودان داود اكيم نوي (48 سنة) عن وضع أبوعبيدة. فهو ولد من أب يعتنق الديانات الأرواحية الإفريقية واعتنق الإسلام بملء إرادته. يقول «أنا من مواليد ولاية وأرات الجنوبية قدمت إلى جوبا مع عائلتي واعتنقت الإسلام لدى بلوغي الـ 14 من العمر».

يؤكد داود أنه يعمل في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان منذ 18 عاماً، ولا يجد أي حرج في أن يكون مسلماً وأيضاً مقاتلاً في صفوف الجيش الشعبي، ويؤكد أن نحو عشرة في المئة من قوات هذا الجيش من المسلمين.

تلقى داود دراسات إسلامية في جامعة الخرطوم قبل أن يعود إلى جوبا. ومع دعوته الصريحة إلى الانفصال يعتبر «أن عدم الانفصال سيؤدي إلى ثورة ثالثة» للجنوبيين ضد الشماليين، في إشارة إلى التمرد الجنوبي الأول في العام 1955 ثم الثاني في العام 1983 الذي انتهى باتفاقية نيروبي للسلام.

العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:03 ص

      ........................

      لماذا لا يكون استفتاء في الجنوب لاجل معرفة هل الجنوبيين يريدون الانفصال ؟؟؟ ^_^

    • زائر 2 | 1:19 ص

      من التالي ؟

      المخطط لن يقف عند السودان بل هناك خطط محكمة ومدروسة لتقسيم الدول الى دويلات ظعيفة ؟

    • زائر 1 | 12:58 ص

      yes Karter

      هذا الكتر الصهيوني المتمركن علباله الناس اغشمه راقده على اذونها ، ما يدري ان السالفه اطلعت ريحتها من زمان ، وقصدهم تقسيم السودان حسبي الله ونعم الوكيل ، حاطين دوبهم ودوب العرب المسلمين ، ولا قريبا بتشوفون السفير اللي طلع من عندنا بيروح هناك عاد يا اقسم الشمالي وإلا الجنوبي ، هذلين الأمريكان لاعبين لعبة علينا وأحنا واقفين انتطمش ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

    • العبدالفقير | 12:00 ص

      اين حقوق الكشميريين ؟

      لانهم مسلمين لا يلتف اليهم الغرب ! واما السودان فهي دولة مسلمة عربية فهي هدف شرعي للمخطط الصليبي ضد امتنا الاسلامية . فالمنظمات التي تدعي حماية الاقليات انشئت لتقسيم البلاد الاسلامية فقط . اين حقوق المسلمين في الغرب ( الحجاب , النقاب . بناء مساجد لهم .احترامهم كسائر البشر )

اقرأ ايضاً