العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ

المسلمات البريطانيات يجابهن الصور النمطيّة وجهاً لوجه

شيلينا زهرة جان محمد - مؤلفة كتاب «الحب في الحجاب» ولها مدونة، وقد سميت واحدة من أكثر النساء المسلما 

07 يناير 2011

عندما يتعلق الأمر ببحث موضوع المرأة البريطانية المسلمة، فأنت مغفور لك التفكير بأننا نعيش أسلوب حياة أحاديّ البعد: النقاب ولا شيء سوى النقاب. تلوح في المخيلة صورة عباءة طويلة سوداء وعيون حزينة، ويشكل هذا جزءاً من الطرح الذي يعرّف المرأة المسلمة بشكل كامل عبر ما تلبسه.

من ناحية أخرى، هناك خطر رسم صورة شخصية بوليانا من الأدب الإنجليزي على التقدم الذي تحققه المرأة المسلمة من خلال اتخاذ أمثلة ونماذج هذه الشخصية في المنظور العام.

على سبيل المثال، ظهرت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي البارونة سيدة وارسي، رئيسة الحزب المحافظ وواحدة من أقوى الشخصيات البريطانية حسب الرأي السائد، في الصحافة، ليس لأنها امرأة مسلمة وإنما بسبب دفاعها عن خفض الإنفاق الحكومي. وقد انضم إليها في الإعلام سيدتان عضوان في البرلمان من وزارة الظل في حزب العمل المعارض، وأحد مقدمي برنامج «Xtra Facto» المشهور عالمياً.

من الجيد رؤية وجوه النساء المسلمات كجزء من نسيج الأمة، ليس بسبب صفة «المرأة المسلمة» وإنما بسبب مواهب هذه المرأة ومساهماتها. إلا أن هذه الثنائية من الظلم والاختفاء مقابل التحرر والظهور العام مبسّطة وغير حقيقية.

لا يتم تعريف معظم وجود المرأة المسلمة في المملكة المتحدة من خلال قرارهن لبس الحجاب أو عدم لبسه، وهو ليس أيضاً بريقاً وشهرة على أعلى مستويات السياسة والترفيه. فمثلهن مثل النساء الأخريات، تتركز اهتماماتهن على القضايا الاعتيادية من الحياة اليومية مثل التعليم وفرص العمل والصحة والأسرة. إلا أن ما يثير القلق هو أنهن يواجهن معوقات إضافية.

لنأخذ مجال العمل على سبيل المثال، فحسب تقرير صدر العام 2010 من قبل لجنة المساواة وحقوق الإنسان في المملكة المتحدة، لا تعمل سوى 24 في المئة من النساء المسلمات في المملكة المتحدة. ويسرع هؤلاء الذين لا يملكون سوى معرفة محدودة بالإسلام والمسلمين للادعاء بأن ذلك ينسجم مع ما يسمى «بظلم المرأة» في الإسلام من قبل أفراد عائلتها.

إلا أن تقريراً صدر العام 2008 من جانب «مؤسسة الشباب»، التي تدرس النساء المسلمات من الجيل الثاني، يستنتج أن «هذه الرؤى الشائعة حول المواقف والمعوقات مضللة. فمعظم النساء يحصلن على دعم أسرهن في قراراتهن بالعمل»، مضيفاً أن «بعض المعوقات التي تؤثر على المرأة البريطانية المسلمة تؤثر على جميع النساء، مثل التمييز في النوع الاجتماعي وعدم المرونة وانعدام رعاية الأطفال. إلا أن النساء البريطانيات المسلمات يواجهن كذلك تحديات إضافية، بما فيها التمييز المرتكز على أسلوب اللباس والعقيدة».

إلا أن النساء البريطانيات المسلمات يتعاملن مع ذلك وجهاً لوجه. فلدينا جيل من النساء المسلمات العاملات في مجال السياسة، وقائدات مجتمع وصاحبات أعمال وكاتبات مثلي. نعمل جميعاً بجد لتغيير الطرح السائد وإيجاد صور وقصص وثقافات جديدة. سوف يكسر ذلك جمود الصور النمطيّة المبسّطة جداً السائدة عن المرأة المسلمة وتوفر لها الحرية والفرصة لتحدد هويتها حسب شروطها.

يتوجب علينا أن نفعل ذلك من خلال إيجاد رؤية مشتركة ومستقبل أفضل. لنأخذ حالتي أنا شخصياً. أنشأت مدوّنتي Spirit 21 قبل خمسة أعوام بهدف توفير مخرج لصوت المرأة البريطانية المسلمة غير المسموع. أشارت محطة الـ «بي بي سي» إلى الموقع على أنه أحد أكثر المدونات في المملكة المتحدة تأثيراً. وتجري الإشارة إليه في كافة وسائل الإعلام، وقد دعيت لأكون واحداً من أصوات المرأة المسلمة في الإعلام الوطني والعالمي. نتيجة لذلك جرت تسميتي واحدة من النساء المسلمات المئة الأكثر تأثيراً في المملكة المتحدة.

كما تمت ترجمة كتابي «الحب في الحجاب»، الذي يسرد قصة النمو كامرأة بريطانية مسلمة تبحث عن الحب، تمت ترجمته عالمياً، وهو يتبوأ المركز الثاني للكتب الأكثر مبيعاً في الهند.

أو لنأخذ جوبيدا علي، التي نظّمت منبراً سينمائياً يعرض أفلاماً من كافة أنحاء العالم عن المرأة المسلمة. أو شيستا جوهر وموقعها «الأخت الكبرى» (www.bigsister.org.uk) الذي يوفر للشابات المسلمات نماذج إسلامية نسائية من كافة أنحاء طيف المهن والأعمال.

قامت سارة جوزيف، وهي بريطانية اعتنقت الإسلام، بإصدار مجلة «إيميل» التي قد تكون أول مجلة لامعة حول أسلوب حياة المسلمة. أما روحي حسن فهي محررة إخبارية تلفزيونية، وعضو في الفريق الذي أعد نشرة أخبار القناة الخامسة، وهي واحدة من البرامج الإخبارية الأكثر شعبية في المملكة المتحدة. في هذه الأثناء تركّز مليحة مالك، المحامية وأستاذة القانون بكلية كنجز كوليدج الشهيرة بلندن على قانون التفرقة وحماية الأقليات ونظرية الحركة النسائية.

يتوجب علينا بوجود مسلمات ذكيات ابتكاريات كهؤلاء يعبرن حدود العديد من العلوم ومجالات العمل أن نبقى متفائلين بأن الصور النمطية المبسّطة سوف تُنسى وأن غنى المواهب التي تظهرها النساء المسلمات سوف تنتظم ويُجاد استخدامها.

العدد 3046 - الجمعة 07 يناير 2011م الموافق 02 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:32 ص

      لندن

      قد تكون الاسماء التي طرحت في المقال هي لنساء من اصول مسلمة ولكن عند زيارتي الاولى قبل شهرين الى لندن وفي محطة فيكتوريا وسط لندن شاهد فتاة بريطانية شقراء شرطية محجبة جميلة جدا بلباس شرطة لندن واقفة كحارسة ، وكيف كان الناس عاديين لا ينظرون اليها كانها مميزة او مختلفة ، مجتمع مثقف واعي حر بعكس ما هو موجود لدينا

اقرأ ايضاً