يمثل اعتلال شبكية السكري الذي يصيب العين في المئة من أكثر أمراض العين انتشاراً في البحرين، كما أن الوقت يعتبر عاملاً رئيسياً في نجاح عمليات الشبكية، فالتأخير يؤدي إلى تلف الخلايا الحساسة بصورة مستديمة، في لقائنا مع استشاري طب وجراحة الشبكية والجسم الزجاجي سيدجلال الموسوي يبين لنا كيف يتم علاج اعتلال شبكية العين من خلال هذا الحوار:

حدثنا عن أكثر أمراض الشبكية انتشاراً في البحرين؟

يُعتبر «اعتلال الشبكية السكري» اكثر امراض الشبكية انتشارا في البحرين، وفي منطقة الخليج ويمثل أكثر من 90 في المئة من مرتادي عيادة الشبكية، ويأتي في المرتبة الثانية إصابة الأوردة والشرايين في الشبكية بالانسداد والتجلط بالإضافة إلى «انفصال الشبكية الرتقي» بنسبة 4 في المئة.

ما هي الأسباب الرئيسية؟

أهم الأسباب ترجع إلى ارتفاع نسبة مرض السكري في المنطقة، حيث تصل إلى نسبة 10- 20 في المئة، وهي نسبة عالية مقارنة بالدول المتقدمة والتي لا تتجاوز الـ 4 في المئة.

إذا كيف لنا الوقاية من هذه الامراض؟

تنظيم الغذاء للوقاية من الأمراض بما فيها السكري، واما المصابون بالسكري فانهم يحتاجون إلى تغيير في نمط حياتهم والتعايش مع السكر بطريقة سليمة خالية من الاهمال، فهو بحاجة إلى طبيب مختص لضبط نسبة السكر في الدم وفحص روتيني منتظم للتأكد من خلو الجسم من مضاعفات السكر بما فيها الأعراض المرتبطة بالعيون والكلية والقدمين... الخ، ناهيك عن تغيير نظام الغذاء بالتعاون مع أخصائي التغذية والابتعاد عن الأغذية ذات السعرات العالية والغنية بالمواد السكرية والكربوهيدرات وممارسة الرياضة وبالاخص رياضة المشي، كل هذه العوامل تؤدي إلى التقليل من فرص الإصابة بالسكري ومنع أي مضاعفات أخرى.

هل «انفصال الشبكية» يُصنف على انه خطير في السابق؟

نعم يعتبر خطيراً، فـقد كان سبباً رئيسياً يؤدي للعمى، ولكن بتطور العلم وتوافر سرعة التشخيص والعلاج بتقنياته الجبارة في وقتنا الحالي أصبحت نسبة النجاح تفوق الـ 90 في المئة، وهذا يُعتبر طفرة في علاج العيون في العالم بما فيه البحرين.

منذ متى كانت هذه العمليات تجرى في البحرين؟

يوجد العلاج في البحرين منذ فترة طويلة، ولكن وجود الضغط المتزايد للمترددين ربما يؤدي إلى نقص بعض المواد والادوات في بعض الفترات، وربما يكون هناك تأخر في الإجراءات، وهنا انوه إلى الوقت عامل رئيسي في نجاح عمليات الشبكية فالتأخير يؤدي إلى تلف الخلايا الحساسة بصورة مستديمة.

ماذا يعني النجاح «التشريحي»؟

المقصود بنجاح العملية «التشريحي» هو إرجاع الشبكية إلى مكانها وإزالة الشوائب والنزيف والتليفات، ولكن هناك نجاح «وظيفي» وهو استعادة وظيفة العين والمقصود به النظر، ففي بعض الاحيان النظر لا يتغير عن قبل العملية او يكون التغيير بسيطا رغم نجاح العملية التقني والتشريحي وذلك للتلف في خلايا الشبكية الناتج عن مرض السكر او انسداد الاوعية الدموية أو التلف في العصب البصري. الذي غالبا يكون ناتجا عن التأخير في اجراء العملية.

هل هذا يدل على تصنيف البحرين على انها من الدول التي توفر سياحة علاجية مُنافسة؟

نعم البحرين هي بالفعل مقصد للعلاج في أكثر المجالات التخصصية وبالأخص في مجال طب وجراحة العيون، ويرجع هذا لوجود الكفاءات العالية والمتطورة والمتخصصة في جميع التخصصات ولسهولة الوصول إليها وسرعة العلاج واجراءاته، كما تتميز بوجود الاطباء الزائرين في التخصصات النادرة الذين يكملون الجسم الصحي في البحرين، وعامل آخر مهم ايضا ساعد على ازدهار السياحة العلاجية في البحرين.

حدثنا اكثر عن آلية عمل عمليات «الانفصال والنزيف السكري» وماهي فكرتها؟

هي عمليات متطورة ودقيقة جداً تتم عن طريق عمل فتحات صغيرة في بياض العين خلف القرنية مُباشرة من خلالها يتم ازالة الجسم الزجاجي والنزيف والتليفات وعمل الليزر وحقن العين بالغاز الطبي او زيت السلكون، وهي عمليات تتم حاليا بدون خياطة عن طريق فتحات متناهية الصغر لا تحتاج الى اغلاق بالخياطة.

هل من كلمة اخيرة توجهها الى مرضى العيون؟

انسجة العيون هي من اكثر اجزاء الجسم دقة وحساسية للأمراض والاصابات فيجب علينا حمايتها والمحافظة عليها ويجب استشارة الطبيب المختص في حال اي عرض طارئ، والكشف المنتظم لقاع العين لتلافي المُضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان أغلى جوهرة يملكها الانسان.