استعرض حضور مجلس الدوي بالمحرق أسباب الغليان الذي تشهده عدد من الأقطار العربية انطلاقاً من ثورة الياسمين في تونس التي أطاحت بزين العابدين بن علي، وتصاعد قوة الانتفاضة الشعبية المصرية، مجمعين على عدم قبول تحول الأوطان العربية الى «وقف خاص» للأنظمة تعبث فيها كيفما تشاء.
وتحدث في اللقاء عضوا الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين كريم رضي وإبراهيم القصاب مساء أمس الأول السبت (29 يناير كانون الثاني 2011) وأداره عضو مجلس بلدي المحرق الناشط غازي المرباطي، وتناول المتحدثان جوانب عديدة أسهمت في انتفاضة الشعوب وخصوصاً دور القوى العاملة، واستهل المرباطي اللقاء بالإشارة الى أنه في الوقت الذي يعقد فيه اللقاء فإن هناك ليلة ساخنة تشهدها الأمة العربية من خلال نبض الأمة في مصر بما تطلبه الشعوب من عدالة ومساواة وعيش كريم، مشيراً الى الوتيرة المتسارعة منذ انطلاقة ثورة تونس (ثورة الياسمين) والتي انتقلت لتتحول الى بركان في قلب القاهرة... قلب تاريخ الحضارة... قلب مدينة الأمة العربية.
وأوضح أن «هناك قواسم مشتركة بين الطبقة العاملة في جميع الدول العربية من دون استثناء، وهذه القواسم ترتبط بالمساواة والعدالة وزيادة الأجور والتأمين الصحي، وأمور تتعلق بتحسين مستوى المعيشة، ولعلنا نرى في الأيام القادمة براكين في الدول العربية من دون استثناء من المحيط الى الخليج».
وبعد دقيقة حداد على أرواح الشهداء وقراءة سورة الفاتحة، تناول المحاضران رضي والقصاب تطلعات ودور القوى العاملة التي تتجه نحو إرساء العدالة والمساواة بين جميع فئات الطبقة العاملة نحو مطالب رئيسية ومشروعة وواضحة، وبعد استعراض منطلقات ثورة الياسمين بعد حادث الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010 اعتراضاً على مصادرة عربة الخضار التي يكسب منها عيشه، عرج كريم رضي على مخاطر زواج الثروة والسلطة، مستعرضاً أملاك عائلة زين العابدين بن علي، في حين أوضح أن كلا من زين العابدين وحسني مبارك خلقا حولهما صحراء، فبعد سقوط بن علي كان الناس يبحثون عن أحد يقوم مقامه لكن لم يكن هناك أحد حتى الغنوشي الذي مسك رئاسة الحكومة لأكثر من عشرين سنة لم يظهر في أي تصريح حكومي ولم يظهر في التلفزيون حتى أن بعض التونسيين - حين رأوه يتكلم - استغربوا منه، وهو لم يتمكن من السيطرة على الوضع حتى الآن، ما يعني أن هناك استئثارا بالسلطة والفردية.
وتناول القصاب من جهته، الأوضاع التي تعيشها الشعوب العربية بسبب تسلط الأنظمة، مؤكداً أن «النظام المصري سيلحق بالنظام التونسي مع توقعات بانتفاضات شعبية في عدد من الدول العربية كالجزائر والسودان والأردن وسورية، وانتقل حضور اللقاء الى المداخلات حيث وصف الكاتب عبدعلي الغسرة معاناة الشعب العربي باعتبارها واحدة في كل مكان، وكذلك الأنظمة العربية فلا يمكن لأي رئيس عربي أن يرحل إلا بطريقتين: إما الوفاة أو الخلع، والخلع لا يتم إلا بطريقتين: إما الانقلاب العسكري أو الثورة.
وعرج على الأسباب بالإشارة الى تغييب الديمقراطية، وإن كانت موجودة، فهي ديمقراطية إعلامية تعطي الشرعية للحكم وتحرم أهل الشرعية من حقهم في المشاركة في القرار، ومن الأسباب أيضاً أن الأنظمة العربية تعمل على إثراء أهل الحكم، وتجوع الآخرين الذين لا يرضون بمثل هذا الأسلوب، أي بمثل إشباع كلاب النظام وتجويع الشعب، وقد أصبحت الأقطار العربية وقفا خاصا للأنظمة قائلاً: «الحاكم العربي شعاره أنه هو القانون والسيادة والديمقراطية وهو الشعب... وليس قاصراً إلا أن يقول: أنا ربكم الأعلى، فالحكام العرب يتحكمون ولا يحكمون».
وفي مداخلته، أشار غازي المرباطي الى أن من القواسم المشتركة في الدول العربية من المحيط الى الخليج، هي الاستيلاء على السلطة والاعتداء على الحريات العامة والطعن في شرعية الشعوب، وعندما نلتفت حولنا نسأل: «هل هناك أنظمة ستتعلم من هذه التجارب»، فيما أثار الكاتب عبدالله العباسي في مداخلته تساؤلات: هل الفساد في الوطن العربي ناتج عن عدم قدرة الحكومات في إدارة الدولة، أم من السرقات من دون تفكير في تطوير إمكانات الدولة؟ وهل عندنا مشتركات مثل الدول الكبرى في الوطن العربي، أو عوامل تؤدي الى حركات ضد الأنظمة الخليجية؟ وهل الفساد بلغ الى المستوى الذي يرفع احتمال أن تصل العدوى من هناك الى دول الخليج؟
فيما تناول النقابي عبدالجليل المرباطي في مداخلته الإشارة الى أن «الثورة التونسية وكذلك المصرية، تذكرنا بثورات أوروبا، وأشهرها الثورة الفرنسية، ففي تونس وفي مصر هناك وضع شبيه بثورة الشعب الفرنسي التي كانت من دون قيادة ومن دون أحزاب ومن دون حركة سياسية... ثورة عفوية... وهذه ثورات شبيهة، وأعتقد بأن غياب الديمقراطية وغياب مؤسسات المجتمع المدني، يؤدي الى أن تثور الشعوب العربية من تلقاء أنفسها، وأهم عامل هو عامل النظام السياسي، والنظام السياسي هو الذي يتسبب في انطلاق الثورات نتيجة الجشع والهيمنة وعدم معالجة الثغرات الصغيرة التي تجعل الناس تكرهه، فقبل عامين، كتبت موضوعاً عن أسباب وعوامل كراهية الحكومة وتطرقت الى البحرين وتساءلت: لماذا الناس تكره الحكومة في البحرين؟ لكن الصحافي المسئول في الصحيفة اقترح تغيير العنوان ليشمل أسباب وعوامل الكره بين المواطن العربي والنظام السياسي أو الحكومات العربية، وهذه حقيقة، وأنا أتساءل على سبيل المثال، لماذا لا تعالج الحكومات الثغرات البسيطة... مثلاً، منذ العام 1976 بحثت عن قضية واحدة في محاكم البحرين حكم فيها القاضي لصالح عامل مفصول من عمله لإرجاعه الى عمله، ولم أجد ولا قضية واحدة، فالعمل، عامل من عوامل المناعة للإنسان والمجتمع، وأن الحد الأدنى للإنسان أن يعمل ولا يفصل بكل بساطة، ثم لا يجد من يحميه إذا كانت المحاكم لا تحميه».
وفي النقطة المثارة عن دور النصح والإرشاد وأهمية الخطاب الديني ومخاطر تخدير الشعوب بخطاب ديني يخوف الناس من المطالبة بحقوقهم والحاجة الى علماء دين يقومون بدورهم الشرعي ومسئوليتهم الدينية والوطنية، وعدم تخدير الشعوب كواحد من المظاهر السلبية، علق ضيف المجلس محمد الزياني بالقول إن هذه الممارسة قائمة على مستوى الطائفتين، لكنه اتجه الى الأشراف من الكتاب والمثقفين إلى أن يطرحوا آراءهم وأفكارهم وينشروها، فيما أشار ضيف المجلس عبدالحميد الأنصاري الى أن العالم العربي منذ القديم وفي مراحل الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي، كانت جميع فئات الشعب متحدة وقاومت الاستعمار الفرنسي في سورية ولبنان وفي ليبيا أيام عمر المختار، وفي كل دولة عربية هناك أحزاب وجمعيات وكتل اوليس هناك وحدة وطنية، فأي ثورة تقام لابد أن تكون فيها قيادة ونظام واحترام لأبناء الشعب.
العدد 3069 - الأحد 30 يناير 2011م الموافق 25 صفر 1432هـ
إياك أعني وأسمعي يا جارة
لا تعليق
شقائق النعمان
اجتماع موفق ولكن لمذا يتم تسمية ما يجري في تونس ومصر با انتفاضة وفي بعض البلدان بتخريب وعنف اليس هذا كيل بمكيالين فهذة الظاهرة هي نتيجة احتقان الشارع العربي ووصولة الى درجة الغليان
الشعوب
لا تستهينوا بالشعوب فاذا ثارت لن يقف امامهم شيء
عميان وصمخان
جايين من المريخ وينكم عن البحرين
تعديل على العنوان
اتفاق على عدم قبول تحول الأوطان العربية إلى عوائل وراثية