العدد 3074 - الجمعة 04 فبراير 2011م الموافق 01 ربيع الاول 1432هـ

«موجة» آل غريب ترسو في البلاد القديم وتظفر بـ «شاعر الحسين»

3 سعوديين يحتكرون المراتب الأولى من بين 96 مشاركاً

لجنة التحكيم      (تصوير: أحمد آل حيدر)
لجنة التحكيم (تصوير: أحمد آل حيدر)

ظفر الشاعر السعودي ياسر آل غريب بلقب «شاعر الحسين» في المهرجان الشعري الذي نظمته «الحسينية المهدية» مساء أمس الجمعة (4 فبراير/ شباط 2011) في البلاد القديم للعام الرابع على التوالي، فيما حظي الشاعر فاضل عباس رحمة بلقب شاعر الجمهور.

واستطاع آل غريب، نيل المركز الأول متفوقاً بذلك على 95 شاعراً شاركوا بقصائدهم في المسابقة، فيما نال كلٌ من الشاعرين السعوديين جاسم محمد عساكر، وزكي إبراهيم السالم، المركزين الثاني والثالث على التوالي.

وشارك في المسابقة المذكورة 96 قصيدة؛ شعراؤها من الجنسين، منهم 24 مشاركة نسائية، وشملت المشاركات شعراء بحرينيين، بالإضافة إلى شعراء من السعودية وعمان والعراق ولبنان.

وتوجت الأمسية الشعرية بمشاركة شرفية للشاعر غازي الحداد الذي أتحف الحضور بإلقائه وجزالة شعره، إذ توافد جمهور عريض على البلاد القديم، وغصت منطقة الاحتفال بالحضور، وألقى الشعراء الستة الذين اختارتهم لجنة التحكيم قصائدهم خلال الأمسية، كفائزين بجوائز المسابقة النقدية البالغ مجموعها 1650 ديناراً موزعة على المراكز الستة.

وتوّج آل غريب بلقب «شاعرَ الحسين» عن قصيدته التي ألقاها في الأمسية «موجة من سلالة (لا)»، فيما أحرز الشاعر جاسم محمد عساكر المركز الثاني عن قصيدته «كربلاء سدرة العز»، فيما جاءت قصيدة «عشقتك في الآفاق» في المركز الثالث للشاعر زكي إبراهيم السالم، تلاه الشاعر فاضل رحمة بقصيدته «أوحى لي الماء»، ولم تخلُ قائمة شعراء الحسين من النساء، إذ حصدت الشاعرة زهراء أحمد المتغوي المركز الخامس عن قصيدتها «تغريبة العشق»، كما جاءت قصيدة «نافورة الأحرار» للشاعر محمد مرهون في المركز السادس.

وكرمت اللجنة المنظمة للاحتفال جمعاً من الشعراء المشاركين قدموا قصائدهم لها من البحرين ومن السعودية وعمان ولبنان والعراق، كان من بينها 24 مشاركة نسائية، فيما بلغ سن أصغر المشاركين 11عاماً.

وبدأ المهرجان الشعري الساعة الثامنة تقريباً واستمر قرابة الثلاث ساعات، انقضت وسط تفاعل كبير من الحضور، الذي كان يطلب من الشعراء إعادة إلقاء قصائدهم أكثر من مرة.

وتمحورت القصائد التي ألقيت في الأمسية الشعرية عن القضية الحسينية، في إبراز ما تستطيع من ألق النهضة الحسينية بأسلوب أدبي رفيع، حظي بإعجاب الجمهور الذي حضر الأمسية، وتخلل إلقاء القصائد مداخلات نقدية من قبل لجنة التحكيم.

وعن هذه المسابقة، قال رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار لـ «الوسط»: «إن اللجنة المنظمة للمسابقة عملت بجهد متواصل مدة لا تقل عن شهر ونصف الشهر رغبة في إخراجها بأفضل صورة ممكنة».

وأشار الصفار إلى أن «هدف المسابقة جاء لإبراز القصيدة الحسينية وإعطائها المكانة التي تستحقها، ولتسليط الضوء على الشعراء المهتمين بهذا النوع من القصائد»، مؤكداً أن «لجنة التحكيم تسلمت القصائد المشاركة بأرقام سرية من دون أية معلومات عن الشاعر أو جنسه أو جنسيته، بهدف الحفاظ على حيادية اختيار المساهمات الفائزة من قبل أعضاء اللجنة».

وأوضح أن «الفائزين بالمراكز الستة الأولى الذين قاموا بإلقاء قصائدهم في الحفل، حصل الفائز منهم بالمركز الأول على 500 دينار، والثاني 400 دينار، والثالث 300 دينار، والرابع 200 دينار، والخامس 150 ديناراً، والسادس 100 دينار، في حين كُرّم عدد آخر من المشاركين بجوائز عينية، كما حظي «شاعر الجمهور» بجائزة عينية كذلك».

ولفت الصفار إلى أن «فريقاً جديداً قاد هذا العام لجنة التحكيم والتعليق على القصائد، ويتكون من النقاد علي عمران، علي فرحان، وحسين السندي».

وشدد رئيس اللجنة المنظمة على أن «عملية التقييم للقصائد تمت من دون معرفة النقاد الثلاثة أسماء أصحابها، تحقيقاً لأكبر قدر من النزاهة والموضوعية».

يذكر أن المسابقة تقام للعام الرابع على التوالي بتنظيم من الحسينية المهدية في منطقة البلاد القديم وبرعاية إعلامية من صحيفة «الوسط»، وحاز الشاعر مجتبى التتان لقب شاعر الحسين (ع) ثلاث مرات على التوالي في الأعوام الماضية من بين 100 شاعر في العام الماضي، و82 شاعراً في العام الذي قبله، كما شارك في النسخة الأولى من المسابقة 63 شاعراً.


موجة من سلالة لا

حسبي من الكلماتِ الحُمْرِ مقتطفُ

حرفانِ في كربـ (لا)ءَ: اللامُ والأَلِفُ

أدغمْتُ عَبْرَهُمَا روحي مُصاهَرَة

حتَّى تماهى بذاتِ الجمرةِ التَلَفُ

وقلتُ: يا نارُ كوني الآن قنطرَةً

إلى السماءِ التي يفتضُّها الشَّرفُ

قد ترتمي أحرفُ الدُّنيا مُعَوَّقَةً

لكنَّ (لا) بشموخٍ واثقٍ تَقِفُ

يا شذرةً من قواميسِ النِّضالِ زَهَتْ

وخيرَ ما أجَّجَتْهَا الألسنُ/ الصُّحُفُ

هِيَ اشتعالُ زفيرٍ, وامتدادُ رؤى

مازالَ منها صدى الأحرارِ يغترفُ

سحابةٌ تحملُ التاريخَ في دَمِهَا

طافتْ بأسرارِ من ضَحُّوا وَمَنْ نَزَفُوا

من الأذانِ أطلَّتْ من قداستِها

شهادةً برؤى التوحيدِ تعترفُ

تلاحَمْتْ صُورٌ شتَّى لهيبتِهَا

أيقونةٌ عن طيوفِ الكونِ تختلفُ

كانتْ على شكلِ فأسٍ حينما انهمرتْ

أيدي النَّبيينَ, والأوثانُ تنكسِفُ


كربلاء سدرة العز

تَمرُّ بيَ الذكرى فأستلهمُ الذكرى

صلاةً تعيدُ الفجرَ في أفقهِ فجْرَا

وآتيكَ من أقصى ابتهالاتـيَ التي

أهالتْ عليكَ الشوقَ هائمةً سَكْرَى

وأدخلُ محرابَ الفجيعةِ علّني

أقوّمُها وزناً وأجبرُها كَسْرَا

تضوّي سماءَ الجرحِ روحي فأنحني

لأشبعَهُ لثماً وأسبرَهُ غَوْرَا

وتضْوي ليالي (الأربعينَ) مواجعي

وترجعُ، لم تطفئْ (لياليّكَ العشْرَا)

وألقاكَ حيثُ القلبُ عانقَ (سهمَهُ)

فأورَقَتِ الأحلامُ من نزفهِ زهْرَا

كقلبكَ (يومَ الطفِّ) قدّمتُ خافقي

إلى مذبحِ الآلامِ يوسعُهُ نحْرَا

وما غيرُ قلبي صغتُ محبرةً ومَا

سوى نبضهِ المحزونِ أنزفُه حِبْرَا

هُوَ الحزنُ لـمْ أنظمْهُ إلاّ مشعّباً

بثلثينِ من قلبي ولم ينتظمْ شعْرَا

فخُذني (أبا السجَّادِ) خُذني حمامةً

تلهّتْ بِها ريحٌ فلاقتْ بكَ الوكْرَا


عشقتك في الآفاق

عَشقتُكَ فِي الآفاقِ قُطباً ومِحورا

فأوقدْ لِي الأيامَ بالحزنِ مِجمرا

وصُغتكَ مِن دَمعِ المُحبينَ مَأتَماً

رقيتُ بهِ فوقَ المجرة مِنبرا

وعشتكُ آلاماً إذا ما نكأتُها

أتيتُ المنايا هازئاً مُتبخترا

تَأوَّهَ قلبِي عند ذِكراكَ لَوعةً

فكادَ من الآهاتِ أنْ يتفطرا

ومدّتْ له الدنيا كفوفاً تبعثرتْ

عَلى رَاحةِ التاريخِ وُسطى وخُنصرا

مصائبُ يَسبِي أعينَ الدهرِ هَولُها

فترجو بأنَهارِ الدُّموعِ التَحرُرا

تسيلُ على خَدِّ الحياةِ مراجِلاً

فتحفر فِي وادي المحاجر أنْهرا

أتيناكَ أفواجاً نَحجُّ لِمشعَرٍ

أقمتَ به قلبَ الموالينَ مَشعَرا

وطفنا بأشلاءِ الضحايا تَقودُهمْ

إلى المجد والعلياءِ نصراً مُؤزرا

وجئناكَ من خلفِ الغيوبِ جحافلاً

نَمدُّ لك الأشواقَ جِسراً ومَعبرا


قصيدة «نعى لي كربلا شعري»

نعى لي كربلا شعري

فسالت أدمع الحبرِ

لأني قد رأيتُ السبطَ

دونَ عمامةٍ يجري

يئن وروحُهُ تنسابُ

بينَ الشطِّ والنهرِ

ويلقي نفسَهُ ولهاً

بجسمٍ أزهر درِّي

ويبدو من جسارتِهِ

هوى والسيفُ بالثغرِ

تصوب في مقادمِهِ

من الإقدام والكرِّ

عدا الكفين قد فرت

وحاشاها من الفرِّ

طويلُ القامِ مطلعُهُ

تجاوز مطلعَ البدرِ

وهامتهُ كناظرِهِ

بها خسفٌ من الطرِّ

وساعدُهُ شديدُ النزفِ

عند مفاصلِ البتر

يعانقُ راية خضرا

بفاضل زندِهِ المبري

كأن الهامة انفضخت

وبيرقه على الصدرِ

يضم بهِ وفاء النفس

حتى آخرِ العمرِ

ومات ظما فلا سكبت

ثقوبُ الجود بالقطرِ

وصوتٌ أسمع الجوزا

رنينَ يعوقَ والنشرِ

العدد 3074 - الجمعة 04 فبراير 2011م الموافق 01 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 2:09 م

      ردا على 17

      يبدو أنك ممن لا يفقهون لغة الإبداع فرياح لجنة التحكيم تميل بك يمنة ويسرى.. على أي أساس بنيت أن قصيدة محمد مرهون مملة؟

    • زائر 18 | 12:25 م

      رداً على السادس الأول

      ألم تستمع رأي لجنة التحكيم ؟؟ ...نقدهم للقصيدة كان واضحاً فعليك الرجوع إليه. وللعلم فإن الخمس القصائد كلها طالها النقد عدا القصيدة التي فازت بالمركز الثني لجاسم عساكر ...فقد كانت رائعة، ولكن تبقى هناك جوانب معينة نظرت لها لجنة التحكيم. حقيقة كانت قصيدة محمد مرهون مملة وتقليدية وإن حاول أن يضفي عليها بعض ما يخرجها من هذا الإطار.
      من : مشارك في المسابقة

    • زائر 17 | 10:52 ص

      شطر و ط

      أنا أميل إلى اعتبار قصيدة فاضل رحمة هي القصيدة التي تستحق المركز الأول.
      على كل حال نتمنى في المرات القادمة أن تكون المسابقة في مركز المعارض فهو محل دافئ و نضمن فيه عدم سقوط المطر..
      وشكرا لكل من دعم هذا العمل الخيِّر

    • زائر 16 | 9:44 ص

      السادس الاول

      قصيدة محمد مرهون في اعتقادي هي الاول فهي قوية متجدده حاكة الواقع الذي استلهم الثورة الحسينية في مقارعة الظلم والدكتاتورية فيجب على الشعراء التطرق الى الجانب المؤثر لثورة الحسين وليس البقاء في الرثاء فقط والله يعطيكم العافية والله اعودكم وماجورين

    • زائر 15 | 5:40 ص

      المناصرين

      مازالت صرختك ياحسين تدوي من ذلك الزمان ( ألا من ناصر ينصرنا ) فهاهى الحناجر تدوي لمناصرتك يا إمامي الى هذا الزمان تناصرك بالكلمات والحناجر الحسينيه لتوصلها وتسمعها أمويون هذا الزمان .
      كلمات الشكر قليله لمن شاركوا في هذا المهرجان فشكرا للجميع للمنظمين والشعراء وجائزتكم هى الشفاعه يوم الورود .

    • زائر 14 | 5:16 ص

      قصائد جميلة جدا

      السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.. السلام على أهل البيت جميعا
      سلم الله أنفاسكم شيعة موالين.. والى الامام دوما في خدمة أهل البيت برقي وحضارة لارسال رسالتهم الحضارية لكافة العالم

    • زائر 13 | 4:50 ص

      مبرووك

      مبرووك للفائزين .. انشاء الله نفوز بشفاعة الحسين يوم الورود

    • زائر 12 | 4:03 ص

      للعلم 2

      قصيدة «نعى لي كربلا شعري» للشاعر الكبير غازي الحداد، والمذكور هنا بداياتها لنها طويلة واستمر يلقيها لأكثر من ربع ساعة قصيدة مفجعة مبكية..

    • زائر 11 | 3:46 ص

      السلام عليك يا ابا عبد الله

      من قال فينا بيتاً من الشعر بنى له الله بيتاً في الجنة... الصادق (عليه السلام).
      فهنيئاً لكم القصور والحور بما خدمتم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

    • زائر 10 | 3:43 ص

      للعلم...

      هذه ليست القصائد كاملة وإنما بداياتها فقصيدة جاسم آل عساكر الرائعة "كربلاء سدرة العز"من 37 بيتاً....حقيقة قصيدة رائعة نابعة من عشق وفن شعري راقي غير متكلف. أعجبني الشاعر قصيدته جداً.
      من : مشارك في المسايقة لأجل أن أكتب في الحسين شعررً..

    • زائر 8 | 2:24 ص

      ما شاء الله جدا جميل

      للأسف لم تسمح لي الفرصه بالذهاب ولكن السنه الجايه واتمنى ل اعرف اي طريقه للتبرع للمسابقه في السنه المقبله حبا في الإمام الحسين شهيد كربلاء عليه السلام

    • زائر 7 | 2:15 ص

      الله الله الله

      اثلجتم صدورنا وجوارحنا بهذا الجمال والابداع وهذه المسابقة الادبية والرسالية الجميلة.
      نرجوا ان يتواصل هذا العطاء وأن ياخذ حيزا اعلاميا يليق بمستواه الرائع.
      اقترح أن يرعى تجار الخليج الكبار هذا الحدث الكبير
      بارك الله فيكم.

    • زائر 6 | 1:06 ص

      مبارك

      عقبال زهراء مرة ثانية

    • زائر 5 | 12:47 ص

      السلام عليك با أبا عبدالله هنيأ من يكتب شعرا فيكم

      الله يوفق الجميع مبروك للفائزين الى الامام ان شاء الله كلها ما شاء الله قصور في جنه الله يرحم وفاء جاسم الفرادن كنت من فائزين سنوات الاخيره

    • زائر 4 | 11:10 م

      مبروك لزهراء المتغوي

      مبرووك لك زهراء حصولك على المركز الأول " نسائيا "
      كالعادة
      متميزة دوما أيتها لقصيدة الضائعة :)
      ومبروووك للفائزين جميعا
      جعله الله في ميزان حسناتكم
      أم مريم

    • زائر 3 | 10:39 م

      السلام عليك يا أبا الأحرار

      تمنياتي لجميع الحضور بالتوقيق في كل عام وخصوصاً الدكتور علي عمران يعطيك العافية

    • زائر 2 | 10:15 م

      نعم ياملهم الشعراء والأحرار

      اذا كان دمك الطاهر سال على أرض الطف وغير لون ترابها فهاهي كلمات محبيك تملأ صفحات الدواويين ولا تبرح تتجدد في كل عام لانك بحق ملهم الشعراء وملهم الاحرار وملهم الساعين للاصلاح وستبقى ما بقي الليل والنهار انشودة في فم الزمان وصوت يقرع الأذان وسلام عليك ياأبا الأحرار وملهم الثوار يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا وبارك الله جهود جميع المشاركين في هذه المسابقة ...

    • زائر 1 | 10:12 م

      سلام عليك يا با عبدالله

      يا ملهم الاحرار في هذه الدنيا هنيئالمن تكون انت له رمزاً

اقرأ ايضاً