قال المواطن سيدمحمد سيدعطية إن البحرين كانت تزخر قديماً بالعديد من المهن الجميلة، موضحاً أن استخراج الملح الطبيعي كان يعتبر من المهن الجميلة التي زاولها الآباء والأجداد والتي كان تعتمد عليها الكثير من العائلات بالبحرين، مؤكداً في الوقت ذاته على أنه تعلم هذه المهنة على يد خاله منذ نحو 35 عاماً ولايزال يمارسها بين الحين والآخر حتى الآن.

«الوسط» أجرت حواراً قصيراً مع السيدمحمد سيدعطية وكان كالآتي:

كيف كانت بدايتك مع مهنة استخراج الملح؟

- البداية كانت منذ نحو 35 عاماً، وتحديداً كان عمري حينها 13 عاماً، حيث كنت أذهب بمعية خالي رحمه الله، بالإضافة إلى صديق الطفولة حينها وقريبي حسن الحلال، حيث كنا نذهب لاستخراج الملح في منطقة تسمى اللوزي، ومن بعدها انتقلنا لمنطقة بالقرب من شركة ألبا البحرين.

هل كنت تذهب رغبة وحباً في تعلم المهنة أم هناك سبب آخر؟

- حقيقة كان الأمر بداية من أجل الحصول على مبلغ 500 فلس نظير استخراجنا الملح، ولكن مع مرور الوقت أحببت المهنة وعشقتها والدليل أنه وبعد وفاة خالي واصلت بالعمل وأنني بالرغم من مرور نحو 35 عاماً، لاأزال حتى الآن مستمراً في مزاولتها بين الحين والآخر.

وكيف يتم استخراج الملح من المنطقة التي تقصدونها؟

- هي مثل الجسر المكون من الملح يأتي على شكل متوازٍ، وأستطيع أن أقول إليك إننا عندما نتوجه إلى هناك في فصل الصيف ومع الدرجة العالية للحرارة، فإننا نعاني كثيراً لاستخراج الملح الذي هو الآخر يكون حاراً جداً لتفاعله أيضاً مع الحرارة.

وكم هو حجم الملح الذي بإمكانكم استخراجه سابقاً وحالياً؟

- سابقاً كانت البحرين تزخر بالعديد من المهن والموارد المتعددة، وما استخراج الملح إلا إحدى هذه المهن الجميلة التي كان آباؤنا وأجدادنا يمارسونها وذلك لكثرتها في طبيعة البحرين، وأتذكر سابقاً كنا نتمكن من استخراج 600 كيس أرز من الملح، بيد أن حالياً وبين فترة طويلة لا نتمكن من استخراج إلا نحو 40 كيساً من الملح، وهذا طبعاً نتيجة لشح الملح الذي كان متوافراً بكثافة سابقاً، إلا أنه تقلص وكاد وربما ينقرض بالمستقبل القريب.

هل يوجد إقبال من قبل المواطنين على شراء هذا الملح؟

- بالطبع، بل إنني في بعض الأوقات أذهب لقرية سماهيج والدير وذلك لطلب الأهالي هناك لهذا الملح، الذي يمتاز حقيقة بطبيعته ونظافته، بالإضافة إلى سعره الرخيص جداً مقارنة بالملح الاصطناعي الذي عادة ما يكون ممتلئاً بمواد حافظة وكيميائية.

وكم هو سعر الملح لديكم؟

- إنني أبيع الكيس 500 فلس ويحتوي على 5 كيلوات، بينما الملح المستورد قد لا يتجاوز الكيلو وسعره يتراوح بين 200 فلس للعبوة، ولهذا فإن كثير من العائلات مازالوا يفضلون استخدام هذا الملح لجودته ولعدم احتوائه على مواد حافظة وكيميائية، بالإضافة إلى سعره الرخيص أيضاً.

سيدمحمد، هل سوف تستمر بمزاولة هذه المهنة، بالإضافة إلى بيع الملح كذلك؟

- الملح حالياً شحيح وهو بالأمس موجود وبكثرة واليوم أصبح شحيحاً وربما بالغد ينقرض، وحقيقة إنني الآن لا أدخل لاستخراج الملح وذلك بسبب إصابتي بالظهر، ولهذا فإن ابن عمي هو من يقوم باستخراج الملح عوضاً عني وأنا أقوم بشرائه من عنده، ومن ثم أقوم بتصفيته من الشوائب وتنظيفه وتعبئته وبعدها أقوم ببيعه، ولهذا إنني هنا أنتهز الفرصة لأقول عبر «الوسط» إن البحرين جميلة بأهلها، وهي أجمل بمهن مواطنيها، والمحافظة على مثل هذه المهن بات ضرورياً، بالإضافة إلى أن خطوة الصحافة بتوثيق هذا الشيء خطوة موفقة وتستحق الشكر والتقدير.