العدد 3080 - الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 07 ربيع الاول 1432هـ

خالد بن أحمد: ما حدث في تونس ومصر يثبت أن الشعوب العربية تتطلع إلى الأفضل

وزير الخارجية البريطاني: السلطات المصرية تأخرت في الإدلاء ببياناتها

المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية مع نظيره البريطاني
المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية مع نظيره البريطاني

قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: «يجب أن ننظر بإيجابية إلى ما حدث في كل من مصر وتونس، وإن كانت هناك نواقص يجب أن يتم حلها والتعامل معها. وهذه فترة مهمة ويجب أن نحقق فيها الكثير ولا نتخلف عنها وعن ركبها، وما حدث يعتبر أكبر إثبات على أن الشعوب العربية تتطلع إلى الأفضل وأن تشعر بأنها تنتمي إلى هذا العالم ولديها الكثير من التطلعات».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية يوم أمس الخميس (10 فبراير/ شباط 2011)، بمناسبة زيارة نظيره البريطاني وليام هيغ إلى البحرين.

وأوضح وزير الخارجية البحريني أن زيارة نظيره البريطاني للبحرين تأتي في إطار جولته في عدد من دول المنطقة، لافتاً إلى أن هيغ التقى يوم أمس جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

وأشار إلى أن النقاشات مع الوزير البريطاني ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين، واستعراض ما تم تحقيقه بين البلدين من خلال عمل الفريق المشترك الذي تم تشكيله بعد زيارة عاهل البلاد في الصيف الماضي لبريطانيا في مختلف المجالات الاستثمارية والخدمية.

كما أكد أنه تم بحث التطورات الأخيرة في مصر، وأن الطرفين أكدا ضرورة عودة الاستقرار إلى البلاد، بما يسمح تقديم الالتزامات التي قدمتها الحكومة المصرية في جوٍّ من الثقة المتبادلة بين الجميع.

وقال: «أكدنا خلال لقائنا الوزير البريطاني ما حققته البحرين بفضل مشروع جلالة الملك الإصلاحي منذ انطلاقته، وأن ما تم تحقيقه هو بمثابة بداية جديدة لمسيرةٍ لم ولن تتوقف في بناء المجتمع البحريني، وذلك بشراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني والاستقرار الثابت والقائم على أسس العمل الديمقراطي الضامن للعدالة والكافل للحريات بما تضمنه دستور البحرين في نصوصه».

وأضاف أن «الاستقرار في المنطقة أساسه تحقيق تطلعات شعوب المنطقة إلى حياة كريمة قائمة على الإصلاح والعدالة والحرية والتنمية بما يتيح الفرص لكل فرد في تحقيق تطلعاته إلى مستقبله ومستقبل أبنائه، وهذا يتطلب التعاون مع كل الجهات».

ورحب الشيخ خالد بتصريحات وزير الخارجية البريطاني فيما يتعلق بالقضية الفسلطينية وضرورة التوصل إلى حل دائم لها ومن دون تأخير لدفع عملية السلام من جديد، وخصوصاً أن الصراع أثر على نفسية المواطن العربي وأهدر الكثير من الموارد، مؤكداً ضرورة التوصل إلى سلام شامل وعادل على أساس حل الدولتين وبحسب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

كما أشار إلى أنه تم خلال اللقاء مع هيغ مناقشة الملف النووي الإيراني والقضايا في العراق واليمن، وتم التأكيد على السعي الدائم إلى الوصول إلى ما يحقق الأمن والاستقرار.

أما الوزير البريطاني، فأشار إلى أن زيارته للمنطقة شملت تونس واليمن والأردن، وأنه قام في إطار زيارته للبحرين بزيارة القاعدة البحرية البريطانية في البحرين والتي تقوم بعمليات مضادة للإرهاب والقرصنة. وقال: «نحن نعتقد في بريطانيا أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق التطلعات في الشرق الأوسط، ونؤكد أهمية الاستجابة الجيدة لتطلعات الشعب المصري، كما نتطلع إلى الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي في دول المنطقة لتلبية تطلعات الشعب في المنطقة». وأضاف أن «البحرين خاضت الكثير من الإصلاحات السياسية، ونعلم أنها تريد أن تستفيد من ذلك في المستقبل، ووافقنا على ضرورة أن يكون هناك حل للمشكلات والتحديات في الفترة المقبلة».

واعتبر هيغ أن الوقت مناسب للإسراع في الجهود لحل مشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بناء على حدود العام 1967، مؤكداً ضرورة القيام بوضع أسس الاتفاقات الدائمة التي يجب ألا تؤجل على هذا الصعيد.

أما على صعيد الملف النووي الإيراني، فقال: «نشعر بالإحباط، بعد أن رفضت إيران مناقشة برنامجها النووي في اسطنبول، ونتطلع إلى المزيد من الجهود في هذا المجال، والباب مع إيران لايزال مفتوحاً ولكن يجب أن يتسم بالصدقية».

وأضاف «في ظل عدم تعاون إيران يجب أن يكون هناك ضغط سلمي، ونحن نتعاون مع جميع شركائنا في الشرق الأوسط، ونريد أن نزيد من روابطنا في دول المنطقة، بما فيها البحرين». وفي تعليقه على تطورات الأوضاع في مصر، وخصوصاً في ظل ما تردد عن توقعات بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن الحكم، قال وزير الخارجية البريطاني: «منذ بداية الأزمة أكدنا ضرورة أن يكون هناك انتقال منظم للسلطة، وهذا يشمل أن تكون هناك حكومة واسعة النطاق في مصر، وأن نعطي المصريين دليلاً ماديّاً للتغيير، ونحن نرى أنه يجب على المصريين أن يحلوا خلافاتهم بطريقة سلمية معاً، ولكن لا نعرف حتى هذه اللحظة ما سيعلنه الرئيس المصري في خطابه المرتقب».

وفيما إذا كانت لديه مخاوف في حال تسلم الحكم في مصر قوى إسلامية متطرفة، قال هيغ: «ستكون هناك خطورة على استقرار المنطقة وعملية السلام، ويمكن أن يعقِّد ذلك عملية السلام، في حين يجب أن تتم مضاعفة الجهود لعملية السلام».

وتابع أن «السلطات المصرية تأخرت في الإدلاء ببيانات مثل ذلك الذي أدلى به المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، وكان يجب أن يتم ذلك في الأسبوع الماضي، والتظاهرات كانت ستقل لو تم الإدلاء بهذه البيانات في وقت أبكر. وإذا أفضت نتائج الأحداث في مصر إلى وجود نظام سياسي أكثر انفتاحاً وتلبية لتطلعات الناس، فهذه فرصة للشرق الأوسط، ويجب ألا ينظر إليه على أنه لعبة إستراتيجية».

وختم حديثه بالقول: «أود أن أشير إلى أنه في الوقت الذي تعاطفت فيه إيران مع التظاهرات التي تمت في مصر، فهل نتوقع منها مثل هذا التعاطف مع التظاهرات التي ستحدث في إيران في الفترة المقبلة؟».


بريطانيا والبحرين تشددان على الهدوء والاستقرار في مصر

المنامة - أ ف ب

أكد وزيرا خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وبريطانيا وليام هيغ أمس الخميس (10 فبراير/ شباط 2011) على ضرورة عودة الهدوء والاستقرار إلى مصر، لكنهما امتنعا عن إعلان أي موقف حيال البديل الذي يحتمل أن يخلف الرئيس حسني مبارك الذي يتوقع أن يعلن تنحيه عن السلطة خلال ساعات.

وفي مؤتمر صحافي عقده الشيخ خالد وهيغ في المنامة، قال الوزير البريطاني: «أكدنا على ضرورة أن تكون هناك حكومة ذات تمثيل واسع في مصر وإعطاء الشعب المصري دلائل جدية على التغيير والاستجابة لمطالبه».

ورفض هيغ التعليق على ما إذا كان انتقال السلطة إلى الجيش أو إلى نائب الرئيس عمر سليمان «يلبي الموقف البريطاني» مكتفياً بالقول «علينا أن ننتظر ماذا سيعلن الرئيس مبارك حتى نعلن موقفنا من ذلك».

ومن جهته، قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد إن ما جرى «في مصر ومن قبلها تونس هو نقطة تحول كبرى في المنطقة ويتعين أن ننظر إليه بإيجابية»، مضيفاً «إذا كانت هناك نواقص يجب أن يتم حلها وأن يتم التعامل معها الآن».

وأضاف الشيخ خالد «لا نعلم المدى الزمني الذي ستستغرقه هذه الأحداث وتبعاتها لكن يتعين ألا نتخلف عنها وعن ركبها (...) هذا أكبر دليل على أن الشعوب العربية يقظة وتعلم كل ما يجري في العالم ولها التطلعات المشروعة نفسها مثل غيرها من الشعوب».

ورفض هيغ «اعتبار ما يجري في مصر مكافأة لإيران»، موضحاً «هذا يعتمد على ما ستسفر عنه الأزمة الراهنة (...) إذا رأينا نظاماً منفتحاً ويحظى بقبول المصريين فإن ذلك سيكون فرصة للمنطقة بأسرها وليس مكسباً لإيران (...) الإيرانيون أظهروا تعاطفاً مع ما يجري في مصر، لكن علينا أن نرى كيف سيتفاعلون مع أحداث مماثلة أعتقد أنها قريبة داخل إيران نفسها».

العدد 3080 - الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 07 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً