قصف سلاح الجو الباكستاني أمس (الاثنين) أهدافا عسكرية في وادي سوات إذ دخل الجنود بلدات استراتيجية في محاولة للسيطرة على عاصمة الوادي معقل حركة «طالبان» الباكستانية، في بداية الأسبوع الرابع من الهجوم ضد مقاتلي الحركة.
وقد تسبب الهجوم الذي شن في ثلاثة أقاليم هي دبر السفلى وبونر ووادي سوات بنزوح نحو مليون ومئة شخص. وجدد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني دعوته «طالبان» إلى تسليم سلاحها وذلك خلال مؤتمر في إسلام آباد ضم جميع الأحزاب، في إطار الحرب التي شنها الجيش للقضاء على المقاتلين الإسلاميين «الذين يهددون سيادة الدولة».
وقصفت الطائرات الحربية والمروحيات مخابئ المسلحين وخطوط تزويد المؤن في الوادي الذي كان مقصدا سياحيا قبل أن تسيطر عليه «طالبان» لمحاولة فرض الشريعة. وأعلن الجيش الباكستاني أنه تقدم في مينغورا عاصمة الوادي وأصدر خارطة تظهر تحرك قوى الأمن جنوبا من الشمال وشمالا من الجنوب في محاولة ليضع المدينة بين طرفي كماشة.
وكانت باكستان أعلنت أمس الأول (الأحد) أن قواتها دخلت إلى كانجو التي تبعد كيلومترين عن مينغورا وإلى ماتا بالإضافة إلى مناطق شمالية تستمر فيها العمليات. وقال مسئول عسكري في المنطقة طالبا عدم كشف هويته أن الطائرات الحربية والمروحيات استهدفت مخابئ تعود لمسلحي «طالبان» في بيشاور وتختا باند في الوادي صباح أمس.
وأعلنت السلطات الباكستانية مقتل أكثر من ألف مسلح و46 جنديا على الأقل في الهجوم الذي شنته على ثلاثة محاور في دير السفلى في 26 أبريل/ نيسان وبونر في 28 أبريل وسوات في 8 مايو/ أيار. وأضاف الجيش أن نحو 15 ألف جندي يواجهون أربعة آلاف مسلح في سوات بعد أن أمرت إسلام آباد بشن هجوم للقضاء على المسلحين الذين وصفتهم واشنطن بالتهديد الأخطر على الغرب. جاء ذلك فيما، أعلنت مصادر رسمية أن مئات الأسر من نازحين بدأت الاثنين تعود إلى قراها شمال غرب باكستان في مناطق «تم تطهيرها» من حركة «طالبان». وقال الناطق باسم خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة للنازحين عدنان خان إن «مئات العائلات تعود إلى إقليم بونر في مدينة خوازاخيلا (منطقة سوات) ومناطق مجاورة». وأضاف «لا أستطيع أن أذكر لكم أرقاما دقيقة لكنهم آلاف يعودون إلى بيوتهم».
وأكد الوزير المحلي سردار حسين بابك أن الجيش استعاد السيطرة على بونر وجزء من سوات حتى خوازاخيلا، داعيا السكان إلى العودة إلى مناطقهم. وتابع أن هذه المواقع «تم تطهيرها».
في سياق آخر، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن باكستان توسع بسرعة ترسانتها النووية مما يثير مخاوف في الكونغرس الأميركي من احتمال تحويل إسلام آباد لمليارات الدولارات التي ستقدم في إطار المساعدة العسكرية، إلى برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة الليلة قبل الماضية إن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية أبلغ أعضاء في الكونغرس بنشاط باكستان النووي في جلسات سرية وعلنية. وأضافت أن جهود باكستان لصنع مزيد من الأسلحة النووية يشكل مصدر قلق متزايد لواشنطن لأن هذا البلد ينتج مزيدا من المواد النووية بينما تركز الولايات المتحدة أكثر فأكثر على أمن بين ثمانية ومئة وحدة من هذه الأسلحة في باكستان حتى لا تقع بين أيدي «طالبان».
العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ