العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ

سريلانكا تعلن انتهاء حرب أهلية استمرت ربع قرن

بعد مقتل قائد التاميل وعدد من مساعديه

أعلن أمس (الإثنين) قائد الجيش في سريلانكا ساراث فونسيكا انتهاء الحرب الأهلية في البلاد والتي استمرت 25 عاما، بعد القضاء على متمردي «التاميل» بأيدي قوات الجيش. جاء ذلك عقب إعلان وسائل الإعلام الرسمية مقتل زعيم التاميل فيلوبيلاي برابهاكاران (54 عاما) الذي أشعل الحرب من أجل إقامة دولة مستقلة لأقلية التاميل في شمال وشرق سريلانكا.

وأفادت تقارير وسائل الإعلام السريلانكية أيضا بمقتل تشارلز أنتوني، نجل برابهاكاران، ونائب زعيم المتمردين ورئيس الاستخبارات الخاصة بالمتمردين الانفصاليين بوتو أمنة بالإضافة إلى زعيم وحدة البحرية سواي. وقال فونسيكا للتليفزيون الرسمي «أكملنا الآن هدفنا بتحرير الشمال والشرق من الإرهابيين».

وأضاف «المهمة التي أوكلت لنا من الرئيس (ماهيندا راجاباكسا) انتهت»، مشيرا إلى أن القضاء على متمردي «جبهة نمور تحرير تاميل إيلام» وتحرير المدنيين الذين حوصروا في المناطق التي كان يسيطر عليها المتمردون.

ومن المقرر أن يلتقي كل قادة أفرع الجيش في وقت لاحق مع الرئيس راجاباكسا الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع لاطلاعه على ملخص إنهاء العملية العسكرية. ولم يصدر بيان رسمي بشأن مقتل زعيم المتمردين، غير أنه يعتقد بأن تعليقات رسمية ستصدر في هذا الشأن عقب الاجتماع مع الرئيس.

وذكرت مصادر عسكرية متمركزة في المنطقة أنه تردد أن زعيم المتمردين حاول الفرار في سيارة عندما واجهته القوات الخاصة إذ اندلع اشتباك مسلح قتل خلاله برابهاكاران. وأوضحت المصادر أن سيارة أخرى أيضا تحمل أعضاء بارزين من المتمردين تعرضت للهجوم. وكانت وزارة الدفاع أعلنت في وقت سابق أنه عثر على نحو 250 جثة، يجري تحديد هويتها.

وقال المتحدث باسم الجيش البريجادير أودايا ناناياكارا للتليفزيون الرسمي بعد ظهر أمس (الإثنين) إن قيادة التاميل محاصرة في منطقة مساحتها 100 متر مربع في شمال شرق سريلانكا، ولكنهم لايزالون يبدون مقاومة.

وفي حديث على الهواء مباشرة، قال المتحدث إنه يعتقد بأن هناك نحو 200 متمرد يقومون بحراسة قادتهم، مضيفا أن القوات الحكومية تقوم بعملياتها الأخيرة لتطهير المنطقة في فيلامولايفايكال. وذكرت الوزارة أن الجثث الأخرى كانت لرئيس الجناح السياسي للمتمردين بي ناديسان، ورئيس أمانة السلام في جبهة نمور تحرير تاميل إيلام إس بوليديفان وأحد قادة الجناح العسكري والمعروف فقط باسم راميش وأيضا رئيس جناح الشرطة لدى المتمردين إيلانجوفان ونائب رئيس جناح الاستخبارات كابيل عمان ومساعد مقرب من تشارلز أنتوني يدعى سوندارمان.

وأعلنت «جبهة نمور تحرير تاميل إيلام» أمس الأول (الأحد) إلقاء السلاح والاستسلام لإنهاء أكثر من 25 عاما من القتال من أجل وطن مستقل لأقلية التاميل في سريلانكا. وعثرت القوات الليلة قبل الماضية على أسلحة وذخيرة ومعدات عسكرية خلفها المتمردون.

ومن المقرر أن يعلن الرئيس راجاباكسا صباح اليوم (الثلثاء) بشكل رسمي، انتهاء القتال ضد المتمردين. وسيكون ذلك في خطاب في البرلمان موجّه للأمة. وخرج أفراد الشعب إلى الشوارع إذ أطلقوا الألعاب النارية ولوّحوا بالأعلام الوطنية ووزعوا «أرز باللبن» في عدة بلدات احتفالا بالانتصار العسكري.

وفي كولومبو، وبعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل زعيم المتمردين، شوهد المواطنون يشعلون الألعاب النارية في التقاطعات كما أوقفوا حركة المرور فيما شوهد الشباب يصافحون الجنود خلال خدمتهم في نقاط الحراسة.

ونظمت مظاهرة صاخبة أمام سفارة بريطانيا في كولومبو صباح أمس تطالب بريطانيا بالتراجع عن التدخل في الشئون الداخلية لسريلانكا. ويقيم أكثر من 250 ألف مدني - فروا من مناطق المتمردين - حاليا في مخيمات بالإقليم الشمالي مع وعد من الحكومة بنقلهم إلى قراهم التي فروا منها بسبب القتال في أقرب وقت ممكن. ولم يحدد جدول زمني لذلك.

وكان الصراع الطائفي أدى إلى مقتل أكثر من 80 ألف شخص، فضلا عن أضرار اقتصادية هائلة بينها تدمير قطاع السياحة.

العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً