العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ

فيتنام تحيي الذكرى الـ 50 لبناء طريق هوشي منه أو «طريق الدم»

تحيي فيتنام اليوم (الثلثاء) الذكرى الخمسين لبناء طريق هوشي منه أو «طريق الدم» التي تربط شمال البلاد بجنوبها وأسهمت بهزيمة الولايات المتحدة قبل أن تصبح اليوم طريقا سريعة وطنية.

وذكر الجنرال المتقاعد فو كسوان فينه الذي كان قائدا لقاعدة عسكرية على مسار هذه الطريق «إنها طريق الدم. فكثيرون من الناس سقطوا ضحايا عليها».

ولم تحدد أي حصيلة دقيقة لعدد الأشخاص، وبينهم العديد من النساء، الذين قتلوا من أجل بنائها والدفاع عنها.

ويتحدث كارل ثاير وهو متخصص في شئون فيتنام في أكاديمية قوات الدفاع الاسترالية (اوستراليان ديفنس فورس أكاديمي) من جهته عن «تضحيات خارقة وخصوصا تضحيات النساء» من أجل هذه الطريق.

وحتى متحف طريق هوشي منه في هانوي لا يزال صامتا في هذا الصدد فيما تشير الصحف الفيتنامية إلى نحو عشرين ألف قتيل.

ويؤكد الجندي المتقاعد ترونغ خوات (80 عاما) الذي كرس إحدى عشرة سنة من حياته للطريق التي تعبر سلسلة جبال تروونغ سون «لم يكن لدي أي خوف من الموت. كنت مستعدا للتضحية بنفسي من أجل الجنوب».

وسلك ملايين الجنود مع ملايين الأطنان من الأسلحة والأغذية هذه الطريق التي تتفرع منها ممرات ودروب، ووسعتها قوات الهندسة العسكرية لتصبح شبكة طرقات كبيرة شيد جزء منها على أراضي لاوس وكمبوديا، ليعبروا من شمال فيتنام إلى جنوبها على الرغم من عمليات القصف الأميركية المتواصلة.

وقال الجنرال فو كسوان فينه إن «الطريق كانت بمثابة الشريان الذي ينقل الدم، يأتي من القلب ليزود الجنوب بالقوات والأدوية والأسلحة والذخيرة ونقل كوادر الجيش من الشمال».

وكان القادة الشيوعيون قرروا تطويرها في 1959 لأنهم كانوا مصممين على تحرير جنوب البلاد عبر استخدام هذه الطريق الإستراتيجية.

و»جرى حفل سري في 19 أيار/مايو» عندما بدأ بناء الطريق في عيد ميلاد الرئيس السابق هوشي منه بطل استقلال فيتنام.

وأوضح الجنرال نغوين دينه فوك وهو قائد سابق وأيضا مؤرخ وصحافي، أن الدروب المتفرعة عن الطريق لم يتم تحسينها في البداية سوى لسلوكها سيرا على الأقدام. «لكنها لم تكن كافية لحاجاتنا واضطررنا لتوسيعها لتكون صالحة للعربات ولنقل العتاد الثقيل وأيضا الأغذية» كما يتذكر الجنرال فوك.

ويضيف «لم تكن مجرد طريق بل وأيضا قاعدتنا الخلفية» فيما بني بمحاذاتها خط أنابيب للنفط بطول 1400 كلم مع 113 محطة لإمداد الشاحنات العسكرية بالوقود. و»بدونها لكان من الصعوبة البالغة تحرير الجنوب» برأي الجنرال فينه.

والطريق التي يصادف تاريخ بنائها بعد الذكرى الخامسة والخمسين لمعركة ديان بيان فو في السابع من مايو 1954، التي انتصر فيها الشيوعيون على الفرنسيين، أصحبت اليوم طريقا سريعة تربط الشمال بالجنوب. وبناؤها سيكتمل نهائيا في العام 2020 بطول 3167 كلم.

وترى السلطات فيها طريقا جديدة إستراتيجية على الصعيد الاقتصادي والعسكري. واعتبر الجنرال فوك «أن هذه الطريق السريعة الجديدة توفر فرصة للدفاع عن البلاد ووحدتها».

وأسفرت حرب فيتنام عن سقوط ثلاثة ملايين قتيل على الأقل في الجانب الفيتنامي و58 ألف قتيل في الجانب الأميركي قبل أن تنتهي في 30 أبريل/ نيسان 1975.

العدد 2447 - الإثنين 18 مايو 2009م الموافق 23 جمادى الأولى 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً