دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس (الثلثاء) الدول لإظهار إرادة سياسية قوية لبدء مفاوضات عالمية للحد من الأسلحة النووية.
وقال مون في كلمة أمام مؤتمر عن نزع السلاح ترعاه الأمم المتحدة في جنيف إن مسودة اقتراح لبدء المفاوضات بشأن المواد الانشطارية في نفس وقت المحادثات المتعلقة بمنع اندلاع سباق تسلح في الفضاء الخارجي يمكن أن تحقق إجماعا.
وأضاف هناك الآن عدد من المبادرات من الدول النووية والدول غير النووية تشكل معا قوة دفع جديدة من أجل نزع السلاح. وأضاف هذه المؤشرات عن إرادة سياسية كبيرة تمثل فرصة يجب ألا نضيعها.
ويأمل دبلوماسيون بان تعرض الإدارة الأميركية الجديدة مبادرات لإحياء المؤتمر المتوقف. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى عالم بلا أسلحة نووية.
ورحب مون بالتحديد بجهود بدء المفاوضات لحظر إنتاج المواد الانشطارية مثل البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب المستخدم في صنع أسلحة نووية.
ويتضمن أحدث اقتراح من الجزائر التي ترأس المؤتمر حاليا آلية تفتيش للتحقق من عدم حدوث عمليات تلاعب فيما يتعلق بمعاهدة التوقف الانشطاري. وقال الأمين العام هذه خطوة مهمة إلى الإمام. حان الوقت لكسر أكثر من عشر سنوات من الجمود.
ويشارك في منتدى جنيف 65 دولة. وفشل المنتدى حتى الآن في التوصل إلى أي اتفاقات جديدة منذ التوصل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية ومعاهدة تحظر إجراء تفجيرات نووية تحت الأرض.
ومن بين أعضائه الدول الخمس التي تملك رسميا أسلحة نووية. ويعتقد على نطاق واسع أن بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالإضافة إلى الهند وباكستان اللتين تملكان قدرات نووية و»إسرائيل» التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في الشرق الأوسط.
وصرح الأمين العام للأمم المتحدة بأنه تشجع من تحرك الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لخفض الأسلحة النووية يحل محل معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت 1) لعام 1991 التي ينتهي العمل بها في ديسمبر/ كانون الأول.
وفي غضون ذلك، بدأ المفاوضون الأميركيون والروس مفاوضات للحد من التسلح في العاصمة الروسية موسكو أمس من أجل التوصل إلى اتفاق حول نزع الأسلحة النووية يحل محل اتفاق (ستارت 1) عند انتهاء مدته في ديسمبر/ كانون الأول.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس إن المحادثات بدأت في الساعة السابعة (جمت) ومن المتوقع أن تستمر حتى اليوم (الأربعاء).
ولم تشأ موسكو ولا واشنطن كشف تفاصيل حول مضمون اللقاء ومن غير المقرر عقد أي مؤتمر صحافي حول نتائج هذه المحادثات التي سبقتها مفاوضات فنية جرت في أبريل/ نيسان الماضي في روما.
والوفد الأميركي بقيادة مساعدة وزيرة الخارجية المكلفة مراقبة اتفاقات نزع السلاح روز غوتيمولر، فيما يرئس الوفد الروسي مدير قسم الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية اناتولي انتونوف.
وأعلن الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والأميركي باراك أوباما أن هدفهما التوصل إلى اتفاق حول نزع الأسلحة النووية قبل انتهاء مدة معاهدة (ستارت 1) الموقعة عام 1991، في حين لم يسجل أي تقدم في هذا الملف في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
غير أن خلافات تقوم بين البلدين حول مسائل جوهرية.
وتصر موسكو بصورة خاصة على ضرورة أن يشمل الاتفاق جميع الرؤوس النووية وحاملاتها الإستراتيجية من صواريخ وغواصات وقاذفات، فيما تدعو الولايات المتحدة إلى التركيز على الأسلحة المنشورة والعملانية.
واستبعدت الصحف الروسية الثلثاء التوصل إلى معاهدة جديدة طالما لم تتخل الولايات المتحدة عن مشروع نشر درع مضادة للصواريخ في الجمهورية التشيكية وبولندا، وهو مشروع تعتبر موسكو أنه يشكل خطرا على أمنها.
وكتبت صحيفة فريميا نوفوستي «ستسعى موسكو لربط (مستقبل) اتفاق (ستارت 1) بمسألة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا». وتابعت «إذا ما قررت إدارة باراك أوباما عدم مراجعة ... مشروع نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الجمهورية التشيكية وفي بولندا، فسوف يكون من المستحيل التوصل إلى اتفاق ستارت جديد».
وفي مقال بعنوان «ستارت: أمر بإحراز نتيجة قبل كانون الأول/ديسمبر» رأت صحيفة ايزفستيا أيضا أن الدرع الصاروخية الأميركية ستكون موضوعا جوهريا مطروحا في سياق المفاوضات حول نزع الأسلحة النووية.
وكتبت الصحيفة القريبة من السلطة الروسية «أن بدأ بناء (الدرع)، عندها سترفض موسكو بالتأكيد أي تخفيض (لترسانتها النووية) في إطار اتفاق ستارت جديد».
العدد 2448 - الثلثاء 19 مايو 2009م الموافق 24 جمادى الأولى 1430هـ