العدد 3127 - الثلثاء 29 مارس 2011م الموافق 24 ربيع الثاني 1432هـ

وزير الخارجية: حين تم تشديد الأمن والنظام والقبضة الأمنية في البلد قالوا نريد إجراء الحوار

في حديث يُنشر اليوم (الأربعاء) في «الحياة»... ووزعت وكالة أنباء البحرين أجزاء عديدة منه...

اعتبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن «الاحتقان الطائفي في كل مكان، وعمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين، بل في أماكن أخرى».

وقال الوزير في حديث الى صحيفة «الحياة» تنشره فى عددها اليوم الأربعاء (30 مارس/ آذار 2011): «نحن نعاني من هذا الشيء ما بين السُّنة والشيعة، هذه ليست مشكلتَنا، هذه مشكلة غيرنا، لكننا نعاني منها اليوم في البحرين، بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا نمثِّل قصةَ نجاح».

وأضاف أن «ليس هناك هلع ولا ذعر في البحرين، لأن الدولة اتخذت إجراءاتها لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد».

وقال الوزير إن المسألة الطائفية واضحة في البحرين. وأشار بعدما قال: «لا وساطة في الوقت الحاضر بين البحرين وإيران»، إلى أنه إذا كان هناك «أيٌّ من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة، أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، لأننا لا نستغني بعضنا عن بعض».

وشدد على ان «حزب الله» درَّبَ مواطنين بحرينيين في لبنان، وقال: «لدينا كمٌّ هائل من المعلومات ضد الحزب».

وأكد ان البحرين لم تطلب وساطة تركية مع المرجع علي السيستاني، وقال: «من الضروري للسيد السيستاني أن يستمع الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مثلما يستمع الى الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين». وشدد على أن كانت دائماً لسورية مواقف توفيقية بين البحرين وإيران.

وعن الوساطة الكويتية، قال انه لا وساطةَ اليوم، في البداية، وقبل أن تتطور الأمور وندخل في قانون السلامة الوطنية، سعى أمير الكويت وحاول أن يوفد مرسلين الى الإخوان في البحرين، الذين كانوا يعترضون، ليحضّهم على التعاون وقبول الدخول في الحوار. هذه كانت محاولات لم تُقبل ولم يتم الاستجابة لها من طرفهم. نحن نُقدِّر هذا الدور. أما الآن، فقد عادت مسألة الهدوء والأمن والنظام.

وأكد وزير الخارجية أن البحرين طبعاً علاقاتُها متشعِّبة شعبياً ورسمياً مع كل دول العالم. نريد فقط أن يثقوا أن البحرين قادرة على التعامل مع أمورها السياسية كما كانت قادرة دائماً. ونريد أن نؤكد للعالم أن ليست لدينا مشكلة بين حكم ومعارضة، هناك مسألة طائفية واضحة في البحرين، هناك انقسام في المجتمع، ونحن قادرون بإذن الله على إعادة النظام والهدوء والخروج من هذه المسألة، نحن قادرون.

وقال اننا انتظرنا شهراً زيادةً للحوار، ولم تتم الاستجابة له، بل وبلغ الأمر أنه كان هناك محاولة للتخريب وإغلاق الطرق وإشاعة الفوضى في كل البلد وتهديد المجتمع في كل مكان، من المدارس إلى المدن إلى قَطْع الطرق. والمسألة الآن أن الناس لابد أن ينعموا براحة البال ويكون عندهم أمن وأمان. نحن لسنا من رفض الحوار، بل رفضه الآخرون.

وقال ان الإجراءات الأمنية كانت لإعادة النظام إلى البلد، وليست كحل، المسألة سياسية، آليات الحل السياسي واضحة عندنا. عندنا الدستور، وعندنا المشروع الإصلاحي وعندنا التزام كامل بالتقدير السياسي، هذه ليست إلا إجراءات لفرض النظام في البلد.

وردا على تساؤل للصحيفة عن التوجه إلى المعارضة مرة أخرى للجلوس والحوار أجاب الوزير... وما الذي منعهم من قبل أن يأتوا هم إلى طاولة الحوار؟ مؤكداً أن الآن هي فترة تثبيت الأمن.

وتابع الوزير «لنكن صريحين، نحن الآن في فترة إعادة النظام والأمن والهدوء، في فترة يجب فيها تثبيت الأمن والاستقرار في كل البلد، وهذه لها متطلبات كثيرة، هذا ما نركز عليه خلال هذه الأيام، وطبعاً ليس هناك شك في أن العملية السياسية ستبدأ وستتطور، وستسير إلى الأمام بعد تثبيت الأمن والاستقرار».

وقال الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة: «نحن انتظرنا شهراً كاملاً، لماذا نُلام نحن ونُعتبر مَنْ رفض؟ إن الآخرين هم الذين رفضوا الحوار، والآن حين تم تشديد الأمن والنظام وتشديد القبضة الأمنية في البلد قالوا نريد إجراء الحوار. نحن لم نرفض، لكن دعونا نُتِمَّ مهمتنا في تثبيت الأمن وكل شيء سيأتي إن شاء الله».

وعن جهود الوساطة، قال وزير الخارجية إن البحرين أصدقاؤها كُثر في العالم، ودائماً إذا حدثت مشكلة يظهرون، جزاهم الله خيراً. إنهم يريدون مساعدة البحرين، من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة. وما حدث بيننا وبين إيران لم نبدأه نحن. في لحظة، تتهم البيانات الرسمية الإيرانية والمواقف التي نسمعها من كبار مسئوليهم البحرين بشتى الاتهامات وبشتى المواقف، قناة تلفزيونية إيرانية اسمها «العالم»، وقناة تلفزيونية إيرانية أخرى اسمها «برس تي. في» تعملان 24 ساعة، 24 ساعة لا أقول تغطي الأحداث، بل أقول هي أكاذيب.

وأضاف أن هناك محطات مسئولة عالمياً غطت الأحداث في البحرين، رغم أن فيها شيئاً من التضخيم، لكن هذه الصحافة وهذه المهنية، اللتين نراهما دائماً لم نرهما في إيران. وقناة «المنار» أيضاً في لبنان، التي نعتبرها تابعة لهم، قامت بهجوم غير مبرر. قبل سنتين، عندما حدثت في طهران ثورة حقيقية، لم نتكلم. نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي الإيراني، لكن هذا ما حدث منهم اليوم.

وردا على تساؤل عن ما تردد عن جهود للأمين العام للامم المتحدة للوساطة بين البحرين وإيران قال وزير الخارجية: «لم أسمع بوساطة بين البحرين وإيران. طرْحُ الأمين العام حول ما إذا كان في الإمكان أن يساعد إذا كان هناك حوار أو أي شيء، ونحن نقدِّر له هذا الشيء ونعتبره اهتماماً منه، لكنّ وساطة ما بين البحرين وإيران لم نسمع بها».

وأكد فى هذا الصدد أن لا نريد أي وساطات، نحن لدينا علاقات مباشرة مع إيران. ندعو الإيرانيين إلى أن يكفوا عنا هذه الهجمة التي نتعرض لها، وإذا كان هناك أي من الإخوة أو الأشقاء أو الأصدقاء سيتحدثون معهم، نريد أن ينصحوهم بهذه النصيحة: «أن البحرين ستظل لهم جاراً، وستظل لهم أخاً، ولا نستغني بعضنا عن بعض».

وحول اتهام البحرين لحزب الله ووصفه بـ «التنظيم الإرهابي تساءل الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة هل نحن الذين بدأنا؟ مضيفا «نحن أفقنا ذات يوم لنسمع على محطات التلفزيون هجوماً من الأمين العام لهذا الحزب يهاجم البحرين ويتهمها بالظلم ويشتم قادتها بأفظع الألفاظ، ويتعهد، يتعهد بأنه سيتدخل، وأنه سيكون له دور في ما يحدث في البحرين. أليس هذا هو الإرهاب؟

وحول امتلاك البحرين أدلة، قال ان الدليل والشاهد الظاهر هو الخطاب الذي سمعناه، ويتضح ذلك من فقرات الخطاب بكل وضوح. لكن ليس هناك من شك في أن هناك أدلة تجمعت لدينا على فترة طويلة عن كيفية الاتصال، وكيف يتم التنسيق الدائم بين حزب الله وبين أطراف أخرى وبين أطراف هنا في البحرين.

وقال ان ما يسمى حزب الله درب عناصر في مناطق كثيرة في المنطقة، وله دور واضح وهذا التدريب تم في لبنان لقد حدث أن تم تدريب في لبنان.

وقال وزير الخارجية «لنترك الأيام إلى أن نُعلن التهم التي سنوجهها. أنا لا أريد أن أتدخل في مسألة سير أشخاص معروضين أمام القضاء الآن»، مشيرا الى أن المقبوض عليهم الآن بدأوا بـسبعة (7)، ولايزال العمل جارياً الآن لكشف المزيد.

وفيما يتعلق باحتجاج البحرين رسميا لدى الحكومة اللبنانية وماذا تلاه، قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة: «نحن تلقينا اتصالاً من الرئيس ميشال سليمان الذي تحدث مع جلالة الملك، ونقدر هذا الاتصال، وتلقينا اتصالاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، وكذلك تلقينا اتصالات من كثير من الأصدقاء، فقط يريدون أن يطمئنوا، وأن يتبرّأوا من هذه التصريحات، وأن يطمئنوا على أحوال الجالية اللبنانية في البحرين، ونحن طمأنّاهم. كل ما هناك، أن إجراءات أمنية احترازية ستُتخذ، لكن الجالية المعروفة لأهل البحرين حالهم حالنا».

وردا على تساؤل ما اذا كانت الإجراءات الأمنية، تقتضى قطع العلاقات مع دول، نفى الوزير نفيا قاطعا وقال: «لا، لا، السفارة اللبنانية موجودة هنا».

وتابع الوزير فى هذا الصدد قائلا «بالنسبة لإيران فقد استدعينا سفيرنا للتشاور، ولم نقل للسفير اللبناني أيَّ شيء. السفير اللبناني شقيق وأخ وموجود في بلده هنا، لكننا نعرف مَن سَبَّبَ لنا مشكلة في لبنان. مَن سنخاطب إذا لم نخاطب الحكومة اللبنانية؟ ليس لدينا خيار».

وقال وزير الخارجية «نحن لا نعاقب أحداً، كان هناك خطاب، هذا الخطاب أثر فينا كثيراً، وهذا الخطاب هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير في ما يتعلق بما لدينا من كم هائل من معلومات ضد هذا الحزب المسمى حزب الله».

وأضاف الوزير «طبعا أقصد «حزب الله»، أما وقد وصلت المسألة إلى هذا الحد، يجب أن ندافع عن وطننا، لكن أرجو ألا يُعتبر أن هناك أيَّ عقاب للشعب اللبناني. الشعب اللبناني شعب عزيز علينا. أنت أدرى بالأمور كلها، أدرى كيف أن البحرين كانت دائماً سباقة إلى أن يكون لها دور في مساعدة لبنان، منذ سنة 1975، إلى لجنة اتفاق الدوحة إلى... إلى».

واضاف «نحن لا يحق لنا ان نقول إن هناك إجراءات اتُّخذت تجاه البحرين عندما خرج مسئولون في العراق يتهمون البحرين بأنه بلد يقمع الشيعة؟ عندما يأخذ البرلمان العراقي عطلة عشرة أيام من أجل أحداث البحرين؟ ما هذه المهزلة؟ هذه مهزلة. كل هذا لم نبدأه نحن. نحن لم نقطع علاقاتنا. عندما يتوجَّه لنا العداء من جهة أو من شخص لابد من أن نتصرف».

ورداً على تساؤل حول زيارة رئيس الوزراء التركي الى العراق ليبحث مع المرجع السيستاني في مسألة البحرين قال وزير الخارجية «لم نكلف أردوغان بهذا الشيء».

وأكد أن مسألة البحرين أصبحت مسألة تهم المنطقة كلها، لذلك أنا توجهت إلى تركيا، ونقلت رسالة من القيادة إلى الأشقاء في تركيا، ووجدت منهم كل تفهم وكل وضوح في سياسة جمهورية تركيا تجاه المنطقة. ونحن حقيقة نُقدر سياستهم، ونثمِّن موقفهم. تركيا حريصة، وهي الآن، مع مجلس التعاون، أهم اللاعبين الرئيسيين في هذه المنطقة. وإذا كان هناك لاعب رئيسي آخر فهو إيران. نحن على خلاف مع إيران، فإذا توجه أردوغان إلى أكبر شخصية في العالم الشيعي الآن، فهذا مسعى نشكره عليه من أجل بلورة الصورة وإيجاد نوع من التفاهم الواضح. لكن ضروري للسيدالسيستاني ان يسمع رجب طيب أردوغان كما يسمع الكثير من المستشارين، الذين لم يقولوا كلاماً صحيحاً عن البحرين.

وحول الاحتقان الطائفي في البحرين قال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة: «إن في كل مكان، الاحتقان الطائفي عمره 1400 سنة، ولم يُخلق في البحرين. خُلق في أماكن أخرى. اليوم نحن نعاني من هذا الشيء بين السُّنة والشيعة. هذه ليست مشكلتنا، هذه مشكلة غيرنا، لكن اليوم نحن في البحرين نعاني منها بعدما كنا نظن طوال هذه المدة أننا قصة نجاح. يعني في بلد آخر يوجد انهيار أمني، في بلد آخر يوجد جمود سياسي ولا يستطيعون تشكيل حكومة، في كل مكان نحن البلد التي كانت تعمل، انظري أين وصلنا اليوم».

وشدد وزير الخارجية على أن الخسائر المدنية والمواجهة الطائفية غير مقبولة بالنسبة لمملكة البحرين، مشيرا الى أن الاتراك قالوا إنهم غير سعداء بعدم قبول أطراف لا تأتي إلى طاولة الحوار، هذا أيضاً كان تصريحاً من تركيا. السؤال الآن هو من الذي لا يريد الحوار؟ عندما بدأ تطبيق الأمن، أصبح النظام يطلب وساطات؟ ما هذا العبث؟.

وردا على تساؤل للصحيفة مفاده: هل القيادة في البحرين مستعدة للاعتذار؟ كما حدث فى بداية الاحتجاجات، قال وزير الخارجية في أول الأمر: «نحن لا نعتذر، لكن جلالة الملك ترحَّم عليهم في الخطاب وأمر بأن يكون هناك يوم حداد في البحرين على من سقط من قتلى في الأيام الأولى للتظاهر».

وأتابع الوزير «نعتذر لمن؟ نحن لم نخطئ ابداً. حضر رجال الأمن لحفظ النظام. لماذا لا يعتذرون للشرطة الذين قتلوا وسُحِلوا بالسيارات؟. وقال للصحفية «أنا مستعد لأن أعطيك فيلماً، لكن أخشى عليك أن تريه، لأنه فيلم صعب رؤيته، ناس تقتل في الشوارع».

وأضاف «أتعتذر قيادة لشعبها لانها تريد أن تفرض الأمن والنظام، أم تعتذر لمجموعة من الناس أدخلوا شعبهم في نفق مظلم؟ لم يكن هناك خطأ يتطلب الاعتذار. كانت هناك قيادة، وترحَّم جلالة الملك على من قُتل في خطابه، وبعد ذلك أُعلن يومُ حداد، وفي الأيام التي تلت يوم الحداد قُتل رجال أمن كما لم يقتل أحد».

وردا على ما طرحته الصحفية عن وجود مآخذ دولية وإقليمية، بأن البحرين تتصرف بنوع من الهلع ومن الذعر، تساءل وزير الخارجية مستهجنا: «ممن؟».

وأضاف «لا يا سيدتي، ليس هناك هلع ولا ذعر، في البحرين في الأيام الأخيرة كان الهلع والذعر في قلوب المواطنين. الدولة اتخذت إجراءاتها كدولة لحفظ الأمن والنظام. لا يخيفنا أحد، ولا يرهبنا أحد. نحن قمنا بمسئوليتنا تجاه شعبنا بكل طوائفه، لأن الحقيقة أن الذين كانوا خائفين ليسوا فقط السنة. الذين كانوا خائفين أيضاً أبناؤنا الشيعة، لكن من كانوا يحاولون الدخول في هذا النفق، بهذه الأيدي، لا يخيفوننا، بل هم الذين يجب أن يخافوا».

وحول الاحصائيات التى ترددها اطراف معارضة ويقولون بأنهم يشكلون 70 في المئة من عدد السكان اكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد ال خليفة أن هذه الأرقام نسمعها فقط من محطات تلفزيونية، ليس هناك 70 في المئة، في الحقيقة هناك أرقام موجودة لدى الحكومة لا نفضل أن نتطرق إليها. إن كان هناك أكثرية شيعية أو أكثرية سنية، فكلنا مسلمون. ليس هناك سؤال في أي ورقة، في أي مرحلة، لو اتخذ إجراء أنت سُني أو أنت شيعي. لا نسأل هذا السؤال،. لكن الـ 70 في المئة هي محض اختلاق وغير صحيحة.

وشدد وزير الخارجية على أن مثيري الفتنة هم الذين يجب أن يخافوا، يخافوا من تطبيق القانون عليهم، وقال: «أنا لا أوجِّه تهديداً لأيٍّ من الشعب. أوجه التهديد لمثيري الفتنة الذين يحاولون أن يُدخلوا شعب البحرين في نفق مظلم، هؤلاء هم الذين أهددهم».

وحول الملكية الدستورية، ومنصب رئيس الوزراء قال وزير الخارجية «نحن ليست لدينا محاصصة لهذا المنصب للطائفة الفلانية، كما في لبنان، أو هذا المنصب للديانة الفلانية، أو هذا المنصب»، مؤكدا أن «العائلة الحاكمة هي بيت الحكم في البحرين. هذا النظام في البحرين، لكن أن نقول إن هذا المنصب لهذه الطائفة وهذا المنصب للطائفة الأخرى، هذا سيدخلنا في خراب طويل. نحن لا نقسِّم على هذا الأساس، ودائماً العملية السياسية في تطور، شيئاً فشيئاً».

وقال ان منصب رئيس الوزراء يعينه جلالة الملك وهذا القرار في يد جلالة الملك.

وأكد وزير الخارجية أن الإصلاحات فى البحرين لم تتوقف وأن المطالبة بالإصلاح دائماً مستمرة ولا تأتي فقط من 70 في المئة بل من كل شعب البحرين سُنة وشيعة. هناك مطالب، هناك إصلاحات نلتزمها. قلنا إن هناك بطئاً في العملية الإصلاحية في العقد الماضي، لكن أن يُقال نحن نرفض أي مطالب للشعب؟ نحن اعتدنا على تلبية مطالب الشعب.

وقال «نحن ملكية دستورية، نحن لسنا أقرب ما يمكن، الملكية الدستورية هي أن الملك يحكم من خلال المؤسسات، وهناك دستور في البلد. والملكية الدستورية مكتوبة في الميثاق الوطني الذي وافق عليه شعب البحرين. هناك من يقول إننا لسنا ملكية دستورية، وأنا لا أفهم هذا الكلام».

وأضاف «ليس من المعقول ان نقول إنه ليس هناك إصلاح فى البحرين أو لن يكون هناك إصلاح».

وجدد وزير الخارجية التأكيد أن الإجراءات الأمنية هي للمحافظة على النظام والأمن وليست إجراءات سياسية. هذا حرص أمني للإجراءات في البلد ولن تطول. هذا أقرب شيء أستطيع قوله. لن تطول، لأن العملية السياسية جارية. الجرائد في البحرين تبين أن هناك بيانات وأن هناك مواقف وحواراً سياسياً مفتوحاً. ليس هناك أحكام عرفية، والدستور ليس معطلاً، والحكومة غير معطلة، القوانين غير معطلة أما عن حظر التجول فإنه يُطبق في شارع واحد ولخمس ساعات يومياً.

وفيما يتعلق بمنع التظاهرات قال وزير الخارجية «طبعاً، منعنا المظاهرات، التي كانت سبب المشكلة. انما هذه فترة محدودة، لأن القانون في البحرين يسمح بالتظاهر».

وشدد على ان مسألة الأمن في البحرين واضحة تهم دول الخليج كلها. التنسيق جاء بدخول قوات «درع الجزيرة». أول شيء كان هناك دعم اقتصادي كبير، لأن البحرين عندها مشاكل اقتصادية ومهتمة بالبرامج المخصصة للإسكان وجاء الدعم في هذا المجال. التنسيق لم يأت لأن البحرين كانت ستبطش بالشعب. قوات الشرطة كانت كافية لهذا. جاء لأن مسألة حقن الدماء كانت ذات أهمية لدى الملك. وفي مملكة البحرين رجال دفاع الحرس الوطني كانوا محتاجين أن يعاونوا في حفظ الأمن في البلد. من كان سيحفظ هذا الأمن؟ قوات «درع الجزيرة». هذا التنسيق جاء من قوات «درع الجزيرة» لحماية المنشآت، فيما نحن نحفظ الأمن والنظام في البلد.

ونفى الوزير وجود توتر في العلاقة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة وقال «ليس هناك توتر مع الولايات المتحدة الأميركية، علاقتنا مع الولايات المتحدة تاريخية وقديمة ودائمة. هناك بعض الوضوح وعدم الوضوح في العلاقة، وهذا طبيعي، لكن الآن واضح من تصريحات الولايات المتحدة أنهم يفهمون الصورة في المنطقة بكل وضوح. يفهمون أن هناك تهديداً أمنياً مباشراً على جميع دول الخليج».

وقال «ان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اجرى اتصالات مع سمو ولي العهد، والرئيس باراك أوباما كلَّم جلالة الملك، ووزيرة الخارجية كلينتون كلمتني ونحن على اتصال بالمسؤولين كافة. وهم كانوا يحاولون أن يعرفوا ما هي الصورة في البحرين، الآن الصورة بين الولايات المتحدة والبحرين واضحة، وهي ان مسألة تثبيت الأمن والاستقرار هي أولوية لأي عمل سياسي ناجح».

وأضاف انهم فى الولايات المتحدة يدعموننا فى ذلك، كان هناك تحفظ فى البداية لأن الصورة لم تكن واضحة. الان وضحت، لأنهم شاهدوا عندنا التزاماً بالتوجه السياسي للإصلاح والتطوير. والولايات المتحدة إذا لم يروا التزاماً لدى أي من أصدقائهم وحلفائهم في طريق الاصلاح والتطوير، لا يقفون معه. واضحة وقفتهم الاستمرارية معنا، لأنهم راوا التزامنا صريحاً وجدياً.

وحول ما اذا كانت الولايات المتحدة تقف مع البحرين فى عدم الدخول في الحوار السياسي الآن؟ قال وزير الخارجية: «لا هذه مسألة بحرينية خالصة. ونحن لم نقل إننا لا نريد الدخول في حوار، نحن نقول إننا الآن مشغولون فقط بتثبيت الأمن والاستقرار. أرجو ألا تكون هناك نظرة أننا نتهرب من الحل السياسي. أبداً، وستثبت لك الأيام القليلة المقبلة أننا ملتزمون بالإصلاح وبالتطوير السياسي».

وحول الإجراءات في الأيام القليلة المقبلة قال الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة إن الأمور كثيرة، وهناك مطالب سمعناها واضحة، هناك مسألة تتعلق بالمجلس النيابي. هناك مسألة تتعلق بأن تكون الحكومة محاسبة وتكون مسئولة أكثر في عملها. هذا ما سنتخذه من إجراءات. هناك أمور كثيرة ولا تُمنع المطالبة بها، ولكن ليس بالطريقة التي حدثت الشهر الماضي.

وبشأن ما اذا كانت هناك فجوة في العلاقة بين الولايات المتحدة ودول في مجلس التعاون الخليجي قال وزير الخارجية: «هذا كلام فيه تضخيم كبير. هناك آراء وهناك اتصالات يومية تجري بيني وبين كبار المسئولين في الولايات المتحدة، وبين دول الخليج وكبار المسئولين في الولايات المتحدة بأجمعها. تقولون ان هناك فجوة بيننا وبين أكبر حليف لنا في العالم؟ لا والله، هذا كلام مبالغ فيه كثيراً. الاسطول الخامس موجود في البحرين والتعاون قائم وليس هناك فجوة».

وعن نظرته الى العلاقة الأميركية مع إيران في هذه المرحلة قال وزير الخارجية: «إن لدى الولايات المتحدة وإيران قضايا كثيرة، وأهمها الملف النووي الإيراني»، اما فيما يتعلق بالبحرين وايران وموقف الولايات المتحدة اشار إلى تصريح وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، عندما قال إن إيران حاولت أن تتدخل في الأحداث في البحرين ولديهم (الأميركيون) أدلة واضحة بأن إيران تتدخل.

وقال الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة: «لقد بينا لهم الأمور ونحن على صلة معهم في ما يجري في البحرين. ومن ثم، إن كان هناك أي تصريح بين الولايات المتحدة وإيران فهذا شيء بينهم».

وحول وجود دور لسورية قال «والله حاولت، ووليد المعلم قام بدور وذهب إلى إيران وعاد، ونشكره على هذا، لأن سورية دائماً لها مواقف توفيقية بين البحرين وإيران».

واشار الى أن الجانب الإيراني أعطى المسألة التي قام بها وليد المعلم حقها، لأنه كان مسعى جاداً جداً وأخوياً. لكن حقيقة، لاتزال التصريحات من إيران إلى يوم أمس غير أخوية. وأحمِّل إيران عدم حصول نتائج.

وعن الدور السوري، بين البحرين وبين «حزب الله» قال وزير الخارجية «ليس هناك أي دور».

وفى معرض رده على تساؤل حول ما اذا كان الجانب السوري قد طرح مسألة ترطيب الأمور بين البحرين وبين «حزب الله» نفى وزير الخارجية ذلك وقال: «لا، لا أبداً».

وردا على تساؤل هل أنتم في مواجهة أكثر مع «حزب الله» قال وزير الخارجية: «نحن ندافع عن أنفسنا، نحن لم نبدأ مواجهة ولم نعلن الحرب على «حزب الله»... «حزب الله» هو الذي أشعل علينا جميع نيرانه، إعلامياً وسياسياً وتدخل في كثير من الأمور. نحن لم نذهب إلى «حزب الله» ونزعجه في مكانه».

وحول المخاوف من أجواء التعبئة الطائفية في منطقة الخليج ككل والخوف من حدوث صدام مذهبي قال الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة: «هذا صحيح، هناك أجواء طائفية محمومة في كل مكان. وعندما أقول مسألة حفظ الأمن والنظام، تدخل فيها أيضاً مسألة الطائفية. مجتمعنا ليس مجتمع عنف. مجتمعنا مجتمع مسالم. مجتمع البحرين إن كان شيعيا أو سُنيا مسالما. الطائفية دائماً تصعد وتنـزل في تاريخنا، لكني متأكد أن اللحمة ستعود بين المواطنين. نحن لا نجد أنفسنا في الصباح نقاتل بعضنا ولا نتآمر على بعض. لكن هناك في المنطقة جو طائفي محموم، بطريقة او بأخرى، وتزكِّيه فضائيات كثيرة، وفضائيات ليست فقط المعروفة، ليست فقط فضائيات طائفية أعوذ بالله».

وردا على تساؤل عن المخاوف من تطور الطائفية الى المواجهة العسكرية أو المواجهة المسلحة؟ قال وزير الخارجية: «نحن في البحرين مجتمع مسالم، كما تعودنا عليه. كان خوفنا أن تتطور الأمور بهذا الاستقطاب إلى أن تبدأ مواجهات شعبية وليست رسمية، أن تبدأ مواجهات شعبية على أساس طائفي، ولا تحدث فقط في البحرين، تحدث في كل المنطقة. كانت فتنة كبرى ستأتي في المنطقة وليست فقط محدودة في البحرين. ما قمنا به هو لإطفاء فتنة كبرى تستهدف المنطقة».

وتطرق الوزير الى وجود مخططاً للفتنة. وقال: «انه واضح»، وتساءل: «ألم تري الاستقطاب؟ أيُّ مشاهد يشاهد التلفزيون في البحرين أو في المنطقة يعرف أن الكلام تشوبه الفتنة، مِن الجُمَل التي يسمعها، المتابع للإعلام الاجتماعي، على الفايسبوك واليوتيوب والتويتر، يجد أن هناك فتنة تقسم المجتمع الى نصفين في البحرين وفي الكويت وفي كل مكان. ماذا نفعل؟».

وحول طمأنة المواطنين فى البحرين قال وزير الخارجية: «هذه تماماً إجاباتي وملتزمون بها كحكومة وكقيادة». مشيرا الى أن جلالة الملك منذ أول حكمه تعهد بالإصلاح، وخطا خطوات إصلاحية كبيرة نتائجها واضحة، برلمان، صحافة، قوانين، إلغاء قانون أمن الدولة، أمور كثيرة. البحرين اليوم تتنفس. إننا ملتزمون بأن نأخذ أيضاً بعشرين خطوة إلى الأمام. هل هناك تجربة برلمانية لا تتطور؟ انظري إلى الدستور الأميركي، كم مرة تم تعديله؟ كم تعديل حصل في الدستور الأميركي؟ كم من القوانين سُنت لتجريم التفرقة بين المجتمع.

وتساءلت الصحفية فى ختام المقابلة: «الوقت ليس في صالحكم. هناك أناس يتحدثون عن أن الحكم في البحرين على شفير الهاوية». استهجن الوزير هذا الكلام وقال: «لا، هذا كلام مضحك وكلام فاضي، ليس هناك أحد على شفير الهاوية، ولازم أن يعوا أن البحرين هي أولاً نظام ثابت ومعروف وقائم»، مؤكدا أن البحرين عندما تتعامل مع شعبها بكل حضارية وتحاول حقن الدماء، ليست هي الضعيفة التي على شفير الهاوية، بل هي القوية التي تتحمل مسئولية شعبها

العدد 3127 - الثلثاء 29 مارس 2011م الموافق 24 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 91 | 5:05 ص

      مرحبا بحرينيين الاصل

      بصراحة كنت بكتب تعليق بس الجماعة ما قصرو ويعطكم العافية .

    • زائر 90 | 5:01 ص

      كلامك طويل

      بس بقول لك شي واحد
      مطالبنا العادل لن نتنازل عنها ,
      واحنا قبلنا الحوار في بادئ الامر بضمانات لان انتون مو ثقه,بس يوم قالو مبادرة امير الكويت قلنا امير الكويت هو الضمانه

    • زائر 89 | 4:57 ص

      حقيقة مرة ارعبتك يا وزير الخارجية

      «الوقت ليس في صالحكم. هناك أناس يتحدثون عن أن الحكم في البحرين على شفير الهاوية».
      منطق القوة والتجويع والتهميش وزرع الفتنة ليس الا بركان سينفجر فيجب الحر منه لئلا نرجع لنقطة الصفر اي قبل الازمة واسبابها

    • زائر 87 | 4:53 ص

      تهديد ووعيد

      الكرامه والحريه لها ثمن ونحن لها هذه الرض الطاهره محضبة بالدما الطاهره ..التهديد والوعيد لايرهبنا نحن طلاب حق ..

    • Angel eyes | 4:53 ص

      الله اكبر

      (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

    • زائر 84 | 4:43 ص

      المعارضة لا تريد الحوار لمصالحها الشخصية

      أعتقد أن المعارضة هي من الشرفاء الذين يريدون العزة والكرامة لأجل كل الوطن ,, ولا يريدون الحوار لأجل مصلحتهم الشخصية ,, هم قبلوا بالحوار بشرط خروج أمر رسمي من سمو الأمير سلمان ولي العهد وقبل أن تصل الورقة الرسمية وصلت الدبابات والمدرعات والجيش ,, لا داعي لخلط الأمور

    • زائر 74 | 4:05 ص

      لا طائفية في البحرين ...

      المشكلة في البحرين ليست طائفية وإنما سياسية بحتة .

    • زائر 73 | 4:05 ص

      ممكن توضيح؟

      هذه مسألة بحرينية خالصة. ونحن لم نقل إننا لا نريد الدخول في حوار، نحن نقول إننا الآن مشغولون فقط بتثبيت الأمن والاستقرار
      مرة تقولون الوقت للحوار أنتهى ومرة تقولون مشغولون , شسالفة ياوزير؟

    • زائر 68 | 3:51 ص

      الله سبحانه وتعالى يراقبنا جميعا..

      كلنا مسؤول امام الله حكومة وشعبا كل واحد يتخذ موقف ويقول كلمه هو مسؤول واذا ما راقب الله كل فرد فينه فالله سبحانه وتعالى يراقبه لا تحسبن يا بني آدم ان الله غافل عما تعمل كلنا بين يدي الله و مشيئته سبحانه هي النافذه وهي القائمه فلحق يحق والحق لا يضيع لأي كان فحينها لن يقال عفا الله عما سلف بحق وحقيقه

    • زائر 67 | 3:47 ص

      لم يكن هناك حوار من قبل الحكومة..

      ما تم طرحه تحت مسمى الدخول في الحوار لا يقبل به طفل صغير فكيف بمن رفعوا سيارة الملك ومن صوتوا على الميثاق؟!
      ومن شهدوا المجزرة الثانية؟!

      الشعب لم يستجدي منكم الحوار ..ولا حوار معكم إنما أنتم من أردتموه "خوار"

    • زائر 66 | 3:47 ص

      كلشي مسجل

      كل هالتشهير والوعيد وذكر اسماء ناس شرفاء مسجل ولن يمر مرور الكرام وسيعرف الجميع في هذا البلد حجمة الطبيعي في النهاية .

    • زائر 64 | 3:36 ص

      يعني الآن الكلام للقوة و السيف ؟

      عمره العنف ما قدر يوفر الأمن في البلد و العنف لن يجر الا الى مزيد من العنف

    • زائر 63 | 3:35 ص

      همسة ..

      لا حوار من أجل الحوار .. و لم يتباكى أحد على الحوار يا سعادة الوزير لأنه لم يكن واضح المعالم منذ البداية ، و برأيي أن الحكومة لم تنجح في الحل السياسي فلجأت إلى الحل الأمني قاطعة الطريق على عقلاء القوم في الوصول إلى الحل الأنجع ، و برأيي أن الحلول الأمنية أو حتى الإجراءات الترقيعية سيكون بمثابة الإبرة المخدرة .. و التي بالطبع لن تكون البلسم الشافي و سيراوح الألم مكانه حتى يتداعى كل الوطن لأجله !

    • زائر 60 | 3:24 ص

      العبره في النهايه

      اخي بحريننا .. لا تستعجل ترى للحين البحرين في بداية البسمله .. العبره في النهايه ...

    • زائر 59 | 3:24 ص

      ..

      حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 36 | 2:14 ص

      بحريننا

      كفو عليك ياوزيرنا والله كلام في الصميم وعاشت بحريننا كلامك يبرد القلب

اقرأ ايضاً