العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ

نسعى إلى طرح «الوفاق» كخيار وطني مؤثر في مواقع صنع القرار

قائمة «الوفاء والبناء» في حوار مع «الوسط»:

كشفت قائمة «الوفاء والبناء» التي تنوي خوض انتخابات جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن الخطوط العريضة لتحركها في مجلس «شورى الوفاق» المقبل.

وقالت القائمة «إنها ستسعى جاهدة لأن تكون (الوفاق) نموذجاً لحكومة ظل لمناكفة البرامج الحكومية في مختلف مؤشرات التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية».

وتتكون القائمة التي يترأسها محمد جميل الجمري من أكثر من عشرين شخصاً، وهي أكبر القوائم - من ناحية العدد - المطروحة أمام أعضاء الوفاق في انتخابات «شورى الوفاق» التي ستجرى في الشهر الجاري.

وأكدت القائمة في حوار مع «الوسط» أنها ستعمل على تحقيق رؤية الجمعية ورسالتها وأهدافها، وبناء الوفاق على أسس تنظيمية مؤسسة فاعلة تكفل المحاسبة وتنسجم مع نظم إدارة الجودة، والعمل على زيادة المشاركة الشعبية والتواصل الجماهيري من خلال تأسيس مقار فرعية مناطقية فاعلة، وتفعيل دائرة الحوار الداخلي والوطني ليشمل كل التيارات الرسمية والوطنية والسعي لحلول المشكلات الرئيسية من خلال تحريك ملفات البطالة والإسكان والتعليم والصحة والمسألة الدستورية.

وقالت القائمة أيضا إنها ستضع على رأس أولوياتها ملف التمكين السياسي للمرأة، ومنح شباب الوفاق فرصة الاستفادة من الامتيازات التي توفرها البرامج التنموية التي تطرحها منظمات الأمم المتحدة المتخصصة، وكشفت أنه ستطرح لإتاحة الفرصة للتجار للاستفادة من اتفاقات التجارة الحرة التي توقعها المملكة مع مختلف الدول. وهنا نص الحوار...

- حامد خلف: القائمة تحتوي على أعضاء من الهيئة الاستشارية، عضوين من مجلس إدارة «الوفاق»، عضوين في مجلس إدارة جمعية التوعية الإسلامية، عضوين في المجالس البلدية، أعضاء وعضوات فاعلين في مختلف اللجان داخل «الوفاق» اغلبهم كانوا من مؤسسي الجمعية، بالإضافة إلى نقابيين معروفين ومختلف التخصصات والتوجهات: «اقتصاديين، مهندسين، أطباء، أساتذة جامعة، ناشطين سياسيين، نساء كفوءات معروفات بنشاطهن. العنصر الشبابي موجود بيننا بوضوح».


العدد ليس باعثاً للقلق!

* ولكن ما هو سر هذا العدد الكبير الذي تتكون منه القائمة، والذي يشم منه ربما محاولة للاستئثار بالمقاعد؟

- عفاف الجمري: كلا، هذا العدد عائد لوجود انسجام وتوجه فكري بين أعضاء القائمة، فنحن نريد أن نثري الوفاق لكيلا تكون ذات توجه فكري واحد، ولكل قائمة توجه فكري مختلف، وهذه فكرة نظام القوائم بالضبط، فالهدف واحد والوسائل مختلفة.

* وما هي دلالة الاسم والشعار؟

- حامد خلف: في الحقيقة أن الاسم والشعار يحملان الكثير من الدلالات المعبرة عما يدور ويختلج في أذهان وعقول أعضاء القائمة، فالوفاء يعكس معنى العرفان لكل أولئك الذين مهّدوا الطريق لنا في سبيل الوصول لما نحن فيه اليوم من منجزات ومكتسبات سياسية، ونعني بذلك عطاءات جميع الحركات الوطنية والشهداء والضحايا، والوفاء نقصد به أيضاً وفاء للرموز العلمائية، ووفاء للثوابت الإسلامية والوطنية.

أما البناء فنعني به بناء «الوفاق» على أسس تنظيمية متقدمة، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين حزب قوي يكون فيه مبدأ فصل السلطات واضحاً، لنستخدم فيه المفاهيم الحزبية ونتعامل مع كل القضايا الوطنية بذهنية منفتحة، كما نهدف إلى بناء تواصل جماهيري فعال عبر الإلحاح على تكوين المقار الفرعية لتحقق التواصل المباشر، ونحن نرى إن هذه الفروع ستكون محاضن تزود «الوفاق» بالكوادر الفعالة، وبناء ثقافة حزبية مؤسسية على ثوابت الوفاق، ليكون العضو الوفاقي عضواً نوعياً من الكفاءة السياسية.

- عفاف الجمري: الهدف الآخر من البناء هو بناء الإنسان الذي هو محور التنمية البشرية المستدامة، وتحقيق احتياجات الإنسان الأساسية وحل الملفات الرئيسية من مسكن وعمل وتعليم متطور، وفي الدرجة الثانية سنبذل قصارى جهدنا لمحاولة وضع حلول لمشكلات التجنيس السياسي، و التمييز الطائفي و التعديلات الدستورية. ونعني بالبناء أيضاً ترسيخ «الوفاق» في الشارع البحريني كمشروع وطني في برامجه، أما الشعار فهو «عين على المستقبل».

- توفيق الرياش: إن حجم القائمة يدل على مدى الثقة التي يتمتع بها أعضاء القائمة، وعلى قدرة المنظمين على استقطاب الكفاءات الوفاقية بشأن مرئيات وبرامج محددة. ومن ناحية أخرى، فإن برنامج العمل الذي طرحناه يحتاج إلى كتلة متجانسة لتطرحه وتقره وتنفذه، وهذه العملية تتطلب عدداً معقولاً لتنفيذ البرنامج، فالعمل الفردي لا يمكنه الضغط بهذا الاتجاه.

- سيد كامل الموسوي: أود أوضح أنه حتى قبل ساعات قليلة من موعد إغلاق باب الترشيح، كنا نستقبل طلبات للانضمام إلى القائمة، لكننا قررنا الحفاظ على هذا العدد.

- عفاف الجمري: أي إنسان يريد أن يوصل رؤيته أو برنامجه لابد أن يضمن الوصول إلى موقع صنع القرار.

وهنا يجب التنويه إلى أن العدد الأصلي للقائمة كان يصل إلى شخصاً، ولكن مراعاة للآخرين اتفقنا على تقليصه إلى عددنا الحالي ( عضواً)، والذين انسحبوا كان انسحابهم بالتنسيق الكامل مع القائمة، وفي النهاية كل المرشحين نعتبرهم أخوة لنا، ولا نبخس حقوقهم، واتفقنا معهم لتقليص عددنا، بل و نحن بادرنا إلى التوقيع على ميثاق شرف بين القوائم. فما المطلوب أكثر من ذلك؟

- ابتسام العريض: إن الأعضاء الذين انسحبوا من القائمة كان انسحابهم بالاتفاق معنا، يمثلون كفاءات متميزة جداً مثل عبدعلي محمد حسن، وسيدعبدالله سيد مجيد، وعلى رغم ذلك فنحن قررنا أن نقلص عددنا لحيثيات موضوعية، وكان أول من ضحى هو عبدعلي محمد حسن بطيب خاطر وتراضينا جميعاً.

- حامد خلف: تكوين القائمة بهذا العدد الكبير زاد من حمى الحراك الانتخابي داخل «الوفاق» وهذا أمر حسن ومطلوب.

- كامل الموسوي: العدد الكبير لأعضاء القائمة ساهم كذلك في حفز المستقلين على الدخول في القوائم.


المشاركة والمقاطعة

* وما رؤية القائمة من مسألة المشاركة والمقاطعة في الحياة البرلمانية المقبلة؟

- حامد خلف: ليس أمراً مخفياً إن قلنا إن تحديد الموقف من المشاركة أمر لم يحسم بعد في «الوفاق» حتى الآن، فالأمر متروك للمؤتمر العام ومجلس «شورى الوفاق» المقبل، وسنلزم أنفسنا بما يقرره هذا المجلس، ولكننا في الوقت نفسه سننطلق من تطلعات جماهير الوفاق، وخصوصاً أن هناك دراسات ميدانية جارية على قدم وساق الآن لتحديد خيار جماهير الوفاق. وفيما لو قررت «الوفاق» المشاركة فإننا سندفع بالمشاركة النوعية.

* وما مفهوم المشاركة النوعية بالنسبة إليكم؟

- سيد كامل الموسوي: نقصد بذلك أن «الوفاق» ليس لديها أوهام، وهي تدرك محدودية ما يمكن إنجازه عبر المجلس النيابي الحالي المكبل بالقيود، ومن جهة أخرى ترتيب الأولويات التشريعية الوطنية ليس اعتماداً على أجندة الحكومة فقط، ولكن وفقاً لما يتطلبه الوضع الوطني. كما نقصد بالمشاركة النوعية جعل مطالب الناس وحقوقهم في أعلى سلم الأولويات، في محاولة للتعويض عما حرموا منه خلال العقود الماضية، وسنعمل كذلك على وضع المنظومة النيابية على المحك، والدفع بها دفعاً يكشف عما يعتيريها من قصور ذاتي.

- عفاف الجمري: من خلال استقرائنا لواقع جماهير الوفاق، سنجد أن الميل غالباً ما يتجه نحو المشاركة عبر الدخول في البرلمان، وحتى ان الهيئة الاستشارية رفعت توصية بالمشاركة، وفي حال قررت الجمعية الدخول فإن «الوفاق» لابد أن تكون رمز المعارضة الفاعلة، و«الوفاق» ستهدف من خلال الدخول ليس فقط لحلحلة الملفات العالقة، وإنما لحماية الناس من القوانين المكبلة للحريات، شبيهة بالتي ورطنا فيها المجلس الحالي مثل: قانون الجمعيات السياسية ومحاولات لإصدار نسخة سيئة من قوانين التجمعات والإرهاب. وفي حين لو دخلت «الوفاق» فستقوم على الأقل تقليل حجم وتأثير هذه القوانين، فخيارتنا تتراوح بين السعي إلى تحقيق المطالب أو على الأقل الحد من هذه القوانين، لكي لا نصبح في وضع أسوا مما نحن عليه اليوم.


علاقتنا بالمجلس العلمائي

* وما علاقتكم بالمجلس العلمائي الذي يترأسه الشيخ عيسى قاسم؟

- عفاف الجمري: المجلس الإسلامي العلمائي يمثل ثقلاً كبيراً وكلمة مسموعة، وقياداته من ذوات التاريخ العريق مثل الشيخ عيسى قاسم والسيدعبدالله الغريفي، وهما بمثابة الأبوين للتيار. و«الوفاق» غير معزولة عن هذا الواقع، بل هي منفتحة على جميع العناصر الفاعلة والمؤثرة في الساحة، ومن أهم هذه الهيئات هي المجلس العلمائي الذي نسترشد بآرائه.


حمائم وصقور

* يبدو أن البعض يصنف قائمتكم بأنها قائمة حمائم بلا صقور؟ ألا تعتقدون أن ذلك سيترك تأثيراً على التوازن السياسي في القائمة؟

- سيد كامل الموسوي: نحن نتبنى نهج فتح باب الحوار، والضغط من أجل فتح هذا الباب، لتخفيف التوتر وتعزيز الثقة بين الحكم والناس، لأن تخلخل الثقة المتبادلة انعكس سلباً، وحال دون تحقيق التوافق على قضايا كثيرة من بينها الدستور، فنحن نهدف إلى تخفيف الاستفزازات المتبادلة، وهذا لا يعني التنازل عن الضغط بالوسائل والآليات السلمية المكفولة قانونياً ودستورياً.

- عفاف الجمري: نحن نسعى إلى أن تكون المعارضة إيجابية، المعارضة من أجل تحقيق مطالب، وليست المعارضة من أجل المعارضة، ونحن لا نحبذ استخدام لفظتي الصقور والحمائم، فالإنسان ربما يكون حمامة في موقف ما، وصقراً في موقف آخر.

- توفيق الرياش: سنكون صقوراً على كل مفسد وكل فساد سواء صدر من الدولة أو من الأفراد، وسنكون حمائم مع كل من يبتغي السلام والوئام وأمن المجتمع وحقوقه.


التمكين السياسي للمرأة

* وما برنامجكم لحفز التمكين السياسي للمرأة؟

- ابتسام العريض: نحن نعتقد أن مشاركة المرأة شيء لابد منه وخصوصاً في هذا المستوى من الوعي الحضاري الذي وصلنا إليه، فمن هو الأجدر أن يمثل المرأة وقضاياها غير المرأة؟ فهي أعرف بمشكلاتها واحتياجاتها، وإذا قررت «الوفاق» المشاركة فنحن نحبذ أن تشارك المرأة لمعالجة مشكلاتها.

- عفاف الجمري: التمكين السياسي للمرأة يعد من أه

العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً