العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ

رواية «المنبوذ» تم الإعلان عن صدورها في المكتبة الوطنية بمدريد

صدرت عن دار «دون كيشوت» الإسبانية وبالتعاون مع دار «عين الزهور» السورية، رواية «المنبوذ» للكاتب عبدالله زايد. وتم تقديم الكاتب والرواية في المكتبة الوطنية الإسبانية، وسط حضور من المهتمين بمجال التأليف الروائي، وعدد من الأدباء الإسبان، إضافة إلى أعداد أخرى من المثقفين العرب المقيمين في إسبانيا. ونوه مستشار وزارة الثقافة الإسبانية فرناندو بيريرا بالأدب العربي، والأدباء العرب، وفي كلمته قال: إن هذه مناسبة جميلة وهي فرصة جيدة للقاء الأصوات الجديدة من العالم العربي التي تكتب في مجال الرواية. وأضاف أن وزارة الثقافة الإسبانية تقوم سنويا بدعم مئات الكتب التي تتم ترجمتها للغة الإسبانية، وأن الأدب العربي ليس بمعزل عن هذا الاهتمام.

ثم استحضرت الناشرة ملك مصطفى في كلمتها البداية مع رواية «المنبوذ» التي لم تكن بداية تقليدية، مثلما هي الرواية التقليدية المتعارف عليها، التي تخضع لتسلسل زمني محافظ، وقالت: «كانت علاقة فيها من تلقائية «الإنترنت» وسرعتها في كسر الحواجز وإلغاء المسافات. حيث إن الكاتب أرسلها لي، وبعد قراءتها شعرت أنه لابد من تبنيها لأنه لا بد من صوت خليفة للكاتب العلم... عبدالرحمن منيف».

ثم شرعت تستعرض زوايا هذا العمل الروائي، فقالت: لقد استطاعت رواية «المنبوذ» أن تبقي على التسلسل الزمني كإطار خارجي لها، مخفية الترتيب الزمني للحوادث، باستبدال علاقات التتابع بعلاقات التداخل، وتفكيك الحديث وتهشيمه بانتقال الراوي في سرده بين الماضي والحاضر بحسب ما تقتضيه الحاجة. فجاءت، بقالب الرواية التقليدية. ولهذا فهي لا تمتلك الخيال العلمي ولا توقعات فيها، إلا ما تحمله المفاجأة الحقيقية. إلا أن تداخل الحكايا من خلال بانوراما الوصف الدقيق السينمائي، يحمل القارئ معه وكأنه المشاهد في قاعة السينما. الكاتب عبدالله زايد جعلنا نعيش من خلال روايته «المنبوذ» أجواء الثلاثينات البسيطة منتقلا بنا إلى تناقضات الحاضر وشعاراته الجوفاء من خلال شخصية بطله الحاضرة في شخصياته المتنوعة، هي ورقته الحزينة التي شاء القدر له أن يلعبها، حتى في أحلامه التي لا يرى فيها إلا بيئته العامرة بالتناقضات. إنها مأساة متلومة في أزمان عذابات. لقد استطاع الكاتب أن يربط ربطا محكما بين الزمان والمكان والحدث، فالقارئ لا يجهد نفسه لالتقاط المعنى لأنه حاضر في وصف مليء بالفجائع والضيق، ولم يأت هذا من حوادث هامشية، لأن الكاتب تعاطى مع قضايا الوطن منتجا رواية تحمل هموم المواطن ومحنة الإنسان العربي الموعود بقمع الحاكم وزبانيته. وأضافت: لقد جاءت «المنبوذ» ببنية روائية شفافة تحمل تعدد الدلائل على استحالة الحوار في مجتمع يأتي من الدولة وأدواتها، من بشر يعيشون على الفساد والتمايز الطبقي، القهر الإنساني ومعاناة المرأة التي لا تنتهي، على رغم التناول الخجول لها من الكاتب. في الرواية نعيش صورة مجتمعية واضحة عن مجتمع البادية في بداياته الأولى ثم استسلامه للتغيير الظاهري التكنولوجي مع البقاء على الموروثات التعيسة بالعادات والتقاليد. سيطرة تقنية على عقلية بدوية.

الرواية لا تخلو من الوطنية، من مجابهة العدو والرفض للاستغلال، على رغم المنفى الداخلي الذي كان يعيشه داخل مناف خارجية.

ذاكرة الطفولة مذهلة قادرة على الامتصاص العجيب لتأتي لاحقا بمرحلة الطرح والمعالجة. فالذاكرة، بالرواية، هي التي تلاحق الإنسان وتصاحبه إلى آخر لحظات حياته. وأضافت: أن لغة الرواية لغة سهلة استطاع الكاتب من خلالها، وبكل بساطة، أن يصور الشوق، الخوف، الحب والقلق. ومن هنا جاءت جماليتها، من خلال توظيفها وعلاقتها بالمحيط.

تنتهي الرواية إلى أن القسوة والحرمان، شيئان طبيعيان في بلادنا. يقول الكاتب: «لا غرابة في أن تُهان، ولا غرابة في أن تُطرد ، وأن تُحتقر لم أدرك معاني الكبرياء، عشت ذليلا بائسا منبوذا... إنه قدرنا». ويتدارك الإنسان إنساننا فيقول: «كان على أبي أن يضيف قيمة للحياة داخل نفسي»

العدد 1224 - الأربعاء 11 يناير 2006م الموافق 11 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً