العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ

الرفق بالحيوان... رحمة متى ندركها؟

يحكى أن رجلاً كان يعيش في قرية مع زوجته وكان يملك حماراً يعمل عليه ويقتات من ورائه فكان يجر وراءه عربة مملوءة بالرمل والحصى الذي يستخرجه من عرض البحر اثناء عملية الجزر إلى القرية، ولكن يا ترى هل كان هذا الرجل رحيم القلب يرحم هذا الحمار المسكين؟ طبعاً لا! كان يذهب به من الصباح الباكر إلى المساء ويضع على ظهره أثقالا وأثقالاً ويعطيه القليل من الطعام والشراب، ولا يرحمه أبدا. وان نهق الحمار أوتباطأ في المشي انهال عليه بالضرب والشتائم. وبقي الحمار المسكين على هذا الحال مدة طويلة يتحمل ما لا يتحمله غيره.

وذات يوم بينما كان راجعاً في المساء سمعته زوجته حين اقترب من المنزل يقول للحمار: تحرك أيها الكسول وإلا ضربتك!الزوجة الطيبة كانت عكسه تماماً إذ كان قلبها مليئاً بالرحمة والشفقة على هذا الحيوان المتعب. فقدمت إليه البرسيم وسقته شرابا صافيا من الماء، وقالت لزوجها وهي غاضبة: اما تخاف الله في هذا الحمار المسكين؟ تطعمه القليل وتجهده بتحميله فوق طاقته فإن حسابك عسير جدا يوم القيامة، فإن لم تغير معاملتك مع هذا الحمار المسكين فسأترك لك البيت ولن أعود إليه أبداً.

تعجب الرجل من كلام زوجته ذات القلب الرحيم، ولم يتفوه بكلمة واحدة وخصوصاً انه طيلة حياته معها لم يَر منها إلا كل خير ولم تقل أدبها معه أبداً. وما ان أوى إلى الفراش وراح في سبات عميق حتى رأى في منامه حلماً مزعجاً إذ رأى نفسه كأنه هو الحمار والحمار هو صاحبه، فكان يضع الأثقال على ظهره وهو لا يستطيع النهوض والحركة جراء ثقل المتاع على ظهره، وهو يضربه، ويقول له: تحرك أيها الحمار وإلا ضربتك وأخذ يضربه ضربا مبرحا. فاستيقظ مذعوراً وهو يصرخ: لا تضربني! لا تضربني! فضحكت زوجته وهي تقول: من ذا الذي يضربك؟ فاخبرها بما رأى في منامه فقالت له أرأيت؟ إن ترحم ترحم! فقال لها: أعاهدك ان اكون انساناً آخر! فقالت له زوجته: ان رسولنا الكريم (ص) امرنا بالرفق بالحيوان إذ جاء في الحديث الشريف: «عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار!».

نعيمة مطر

العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً