أكد الأمير السعودي طلال بن عبدالعزيز وجود مبادرة سعودية لنزع فتيل الأزمة بين لبنان وسورية وأسف لنفي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وجود هذه المبادرة واعتبارها «ورقة عمل سورية». وأكد رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس الأول في تونس أن السعودية تقدمت فعلاً بمبادرة في هذا الشأن إلى لبنان وسورية، وبالتالي فإن ما ورد على لسان السنيورة «غير صحيح، ولاسيما أن هذه المبادرة جاءت من الملك عبدالله». وقال: «إن لبنان يمر بظروف قاسية جداً، ومع ذلك مازلت أشعر بالتفاؤل على رغم أن كل طائفة في لبنان تغني على ليلاها». وأسف الأمير طلال للتصريحات الأخيرة للسنيورة التي وصف فيها المبادرة السعودية لنزع فتيل التوتر الذي يسود بين لبنان وسورية بأنها «ورقة عمل سورية». وأضاف في إشارة واضحة إلى النائب اللبناني وليد جنبلاط «نرجو من هؤلاء الديماغوجيين الذين يسكنون الجبال أن يصمتوا قليلاً، أو أن يتكلموا بالحسنى والخير، لأنهم بتصريحاتهم يؤججون الأوضاع في لبنان». على صعيد متصل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس الأول أن سورية تعهدت بالتعاون كلياً مع لجنة التحقيق الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريري التي انتقلت رئاستها إلى القاضي سيرج برامرتس. وقال عنان للصحافيين إن «وزير الخارجية (فاروق) الشرع اتصل بي قبل يومين كي يؤكد لي أن حكومته ستتعاون كلياً مع القاضي الجديد». وأضاف «لقد شجعتهم (السوريين) على التعاون كلياً ومن دون تحفظ، وأكدوا لي أنهم سيفعلون ذلك». وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة أن تفعل المنظمة كل شيء لإثناء الدول التي تورد أسلحة إلى لبنان، ولكنه حذر من تدخل مجلس الأمن في هذه المرحلة لحساسية الوضع في البلد. وكان أعضاء مجلس الأمن بحثوا مسودة مشروع فرنسي اميركي بريطاني يطالب دمشق بالتقيد بعدم السماح بتهريب السلاح إلى لبنان. من جانبه، قال برامرتس للصحافيين في بيان مقتضب في بيروت «ستظل الأولوية بالنسبة لي مساعدة السلطات اللبنانية في تحقيقاتها». وأضاف «أدرك تماماً الآمال المعلقة علينا من قبل عائلات الضحايا والشعب اللبناني والمجتمع الدولي وسأبذل قصارى جهدي من أجل تحقيق تلك الآمال». من جهة أخرى، ألقى الجيش اللبناني القبض على تسعة أشخاص في منطقة عكار بشمال شرق لبنان، إذ وجهت إليهم اتهامات باعتزامهم القيام بأعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة في لبنان. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن المقبوض عليهم من بينهم شخص يدعى «أبوقتادة» وأن غالبيتهم شاركوا في القتال في العراق وعادوا منذ نحو عام إلى لبنان وانضم أبوقتادة إلى الجيش. وفي السياق ذاته، ألقى مجهولون قنبلة يدوية بالقرب من حاجز للجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني الليلة قبل الماضية
العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ