العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ

امرأة تصدم المجتمع السعودي برواية «بنات الرياض»

على رغم حظرها فنيا في السعودية مازالت رواية «بنات الرياض» للروائية رجاء الصانع ­ والتي تتناول شخصيات كمراهقين شواذ ونماذج لنساء نهمات ونساء يشربن الخمر في حفلات زفاف ورؤيتها الصريحة والمفجعة أحياناً للعالم المغلق للمرأة السعودية ­ تثير ضجة بعد 4 أشهر من نشرها في بيروت. وطلب معلقو الصحف المحلية من الشبان السعوديين التبرؤ من هذا الكتاب الذي يشوه صورة النساء في السعودية المحافظة. واتهم محاورون في قنوات فضائية تلفزيونية مملوكة للسعودية الصانع بتصوير الرجال السعوديين على أنهم اجلاف مملون. ولكن شبانا كثيرين ممن يستخدمون غرف الحوار عبر الإنترنت أشادوا بأول رواية للصانع لصدقها. وأشاد كتاب بارزون بهذا العمل كجزء من اتجاه جديد يشير من خلال التركيز على نفسية الأفراد إلى أن حاجات الإنسان تعلو على مطالب المجتمع والدين. وقالت الصانع التي ترتدي الحجاب إنها لم تتخيل ابدا أن تؤدي ردود الفعل تلك إلى ضجة كبيرة. وأضافت أن الرجال غير معتادين على هذا الحوار الصادق والصريح فهناك في كل مجتمع اقلية تقاوم أي تغيير وبعضها نساء. وتركز الرواية على 4 نساء من عائلات مؤثرة يتعين عليهن تخطي حقل ألغام من القواعد والمحظورات بشأن الجنس والزواج والمركز الاجتماعي من أجل الحصول والحفاظ على رجالهن. وتنسحب من تفشل في مواجهة الرفض على غرار كثيرين من السعوديين المؤثرين إلى عواصم أجنبية لمداواة جروحهم في بيئة أكثر تحررا. وفي إحدى فقرات الرواية تعود إحدى الفتيات الأربع من لوس أنجليس لتجد أن الحب في بلدها يعامل كدعابة في غير محلها تستمتع بها لفترة وجيزة قبل أن تمنعها السلطات العليا من التداول. وفي مشهد مبكر تشرب نساء الخمر في حفل زفاف. وفي فصل آخر يتعرض شاب شاذ للضرب من والده الخجل من شذوذه الجنسي. وعندما تغلق إحدى الشخصيات الرئيسية عينيها وتهيئ نفسها لما يفترض أن يكون أول ليلة في سعادتها الزوجية تصدم عندما تجد زوجها «يفعل أشياء لم تكن تتخيلها قط» وينتهي زواجها. ونص الرواية مطعّم بإشارات إلى الثقافة الشعبية بما في ذلك أغنية لمطرب سعودي تستمد الرواية اسمها منها، بالإضافة إلى آيات من القرآن الكريم فيما تقول عنه الصانع إنه انعكاس للتأثير المتباين على الشباب. وقالت الصانع وهي في العشرينات تقريباً من العمر لـ «رويترز» إن «الصدام بين التقاليد والتمدن هو القضية». وأضافت أن السبب في الحياة المزدوجة هو الخوف من رفض المجتمع. واعطت الصانع كمثال على التناقضات الصارخة في السعودية الإنترنت وهي أحدث سلسلة من الاختراعات الحديثة التي تزعج رجال الدين المتشددين الذين يخشون تفتت النموذج الاشتراكي السعودي للإسلام. وتتحدث بطلة الراوية في القصة عن صديقاتها من خلال مراسلات الإنترنت، ما اثار ردود فعل غاضبة في مناقشة وطنية عبر الإنترنت تماماً مثلما حدث عندما خرجت الرواية إلى النور. وقالت الصانع إن السعودية شهدت خلال 30 عاماً فقط تغيرا تكنولوجيا وفي البنية الأساسية، لم تحققه مجتمعات أخرى إلا بعد قرن أو قرنين. وأضافت أنها تستخدم أحدث التكنولوجيا، ولكنها مازالت تعيش بعادات وتقاليد القرن السابق. ويجادل بعض المسلمين بأن السعودية مهد الإسلام ولابد أن تبقى بعيدة عن التيارات الليبرالية في مناطق أخرى كنوع من المدينة الفاضلة الإسلامية. ولكن كثيرين يشعرون بمناخ سياسي جديد منذ تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ­ وهو مؤيد للإصلاح الحذر ­ السلطة في السعودية العام الماضي. وجعل الملك عبدالله تطوير المرأة في المجتمع أحد أولويات التنمية الاقتصادية للبلاد، ولكنه قال إن أي تغييرات ستكون متماشية مع مبادئ الإسلام. وتقول الصانع إن زيادة عدد النساء العاملات سيكون عاملاً أساسياً في التغيير الاجتماعي. وتضيف أن السعوديين يفضلون زواج المدرسات لأن دخولهن تنعكس على دخل العائلة. وتقول إن هذا الاستقلال المادي يعطي المرأة السعودية القوة للتعبير بشجاعة عن رأيها في أي حوار.

العدد 1233 - الجمعة 20 يناير 2006م الموافق 20 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً