صرحت اختصاصية طب العائلة وعضو لجنة حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال في الرعاية الصحية الأولية منال العلوي بأن وزارة الصحة ممثلة في اللجنة عالجت 150 حالة إيذاء جسدي وجنسي بحسب آخر إحصاء في الفترة من العام 1991 إلى العام 2001. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقتها في الدورة التدريبية التي نظمتها اللجنة صباح أمس في فندق جراند ميركيور بعنوان «حماية الطفل من سوء المعاملة والإهمال» تحت شعار «معا من أجل الطفل» برعاية بنك البحرين الإسلامي ومشاركة 45 فردا ما بين أطباء عائلة وأخصاصيات اجتماعيات وممرضات صحة مجتمع ومثقفات صحيات، والتي تستمر حتى اليوم.
الاعتداء في أرقام
وقالت العلوي: «إن وزارة الصحة سجلت في آخر إحصاءة أجريت 50 حالة اعتداء جسدي و87 حالة اعتداء جنسي، وهناك عشر حالات شملت النوعين وثلاث حالات إهمال، ويبلغ متوسط عمر الضحايا سبع سنوات تصل نسبة الذكور إلى 53 في المئة وبلغت نسبة الإناث إلى 47 في المئة، كما ان الذكور هم غالبية ضحايا الاعتداء الجسدي إذ تصل نسبتهم إلى 63 في المئة في حين تقارب الجنسين في نسبة الاعتداء الجنسي». وتساءلت العلوي عما إذا كان هناك تراجع في تسجيل حالات تعرض الإناث إلى الاعتداء. وأضافت «حوالي 77 في المئة من المعتدين جنسيا على الأطفال هم أشخاص من المفترض أن يكونوا موضع ثقة الطفل مثل الأهل أو أصدقاء العائلة، وأدت الاعتداءات الجسدية في البحرين بحسب الاختصاصية إلى إصابات بليغة لدى 19 في المئة من الأطفال ووفاة خمسة أطفال، ونجم عن الاعتداءات الجنسية إصابة 5 في المئة من الأطفال الذكور بمرض السيلان و8 في المئة من الإناث وأدت إلى حمل 13 في المئة من الفتيات». كما تطرقت العلوي إلى نسب الإعتداء الجنسي والجسدي في الولايات المتحدة وبريطانيا.
المعتدون من هم؟
من جهتها كشفت رئيسة اللجنة سمية الجودر ان 65 في المئة من المعتدين جنسيا على الأطفال هم من داخل الأسرة بحسب العينات التي تم تحليلها من العام 1991 إلى العام 2001 وما يقارب 35 في المئة من المعتدين جنسيا على الأطفال هم من خارج الأسرة، ودعت إلى الاعتراف بوجود المشكلة كأول خطوة لحل المشكلة بالإضافة إلى تظافر الجهود بين الآباء والمدرسين والأطباء للإبلاغ عن أية حال مشتبه فيها من أجل مساعدتها والأخذ بيدها.
نصائح ذهبية للمربين
وعرضت العلوي المحاضرة التي أعدتها ضابطة التمريض من المنطقة الوسطى فاطمة الجيب عن الطرق الوقائية لحماية الطفل من الاعتداء الجنسي والتي اشتملت على جملة إرشادات للوالدين والتي من جملتها تعريف الطفل على اللمسة التي يقوم بها الكبار مع الطفل ما إذا كانت لمسة سيئة أو جيدة أو مشكوك فيها وتدريب الطفل على التعرف على هذه اللمسات عن طريق التمثيل واللعب والحوار ومشاركة الطفل فيما يشاهد في وسائل الإعلام ولابد ان يكون من يدرب الطفل على ذلك الأم في المنزل أو المدرسين في المدرسة او شخص يثق فيه الطفل، فمعرفة الطفل بكل هذه الأمور يعطيه الثقة بنفسه ويجعله يبلغ الطفل بالحادث حال حصوله، فمد جسور الثقة والاطمئنان مع الطفل ضرورية جدا حتى يتحدث مع والديه ويصارحهما. كما تحدثت عن ضرورة تعليم الطفل رفض اللمسة السيئة ومواجهة المعتدي وتعليم الطفل الثقة بنفسه وأن يدرب الطفل أن يقول «لا» للشخص الذي يحاول الاعتداء عليه سواء بلمس الأجزاء الحساسة من جسمه أو عند شعور الطفل بنوايا الشخص المعتدي السيئة، ووجهت المشاركين إلى عدة خطوات ليحمي الطفل نفسه من الاعتداء الجنسي منها عدم الانفراد مع أي شخص في مكان منعزل وترك مسافة متر واحد تقريبا بين الطفل والمتحدث، مركزة على زرع الشجاعة والثقة في نفس الطفل وإفهامه ألا يستمع لأقوال المعتدي فيما يقوله بأن والديه سيعاقبانه إذا عرفا بما حدث وعدم ذهاب الطفل إلى الأماكن العامة بمفرده.
وسائل التربية بالحب
وذكرت العلوي ان تربية الطفل بكلمة الحب وضمة ولقمة ودثار الحب ضرورية لإشباع حاجات الطفل العاطفية والنفسية بما يساعده على النمو السليم وإشعاره بالأمن والحماية لأنهما من حقوقه وكذلك ضرورة فتح قنوات الحوار مع الأبناء والإصغاء لهم من أجل التعرف على وقوع الاعتداء وتفاديه، وطمأنة الطفل وتوضيح الخطوات التي سيتبعها الوالدان في حال تعرضه لاعتداء وطلب المساعدة من الهيئات المختصة لحماية الطفل، وأشارت إلى تعليم الطفل الدفاع عن نفسه في حال تعرضه لمحاولة إعتداء.
أعراض الاعتداء
وأوضحت اختصاصية طب العائلة وعضو اللجنة بدرية ياسر ان «هناك صورا كثيرة للإعتداء على الأطفال مثل الإعتداء الجسدي والجنسي والعاطفي النفسي والإهمال واستغلال الأطفال في المهن، وهناك مؤشرات تدل المربين والآباء على احتمال تعرض الطفل لاعتداء جنسي مثل إبداء الانزعاج أو التخوف أو رفض الذهاب إلى مكان معين أو البقاء مع شخص معين مثل التصرفات الجنسية أو التولع الجنسي المبكر والاستخدام المفاجئ لكلمات جنسية أو لأسماء جديدة لأعضاء الجسم الخاصة ومشكلات النوم على اختلافها كالقلق والكوابيس ورفض النوم وحيدا بالإضافة إلى التصرفات التي تنم عن نقص مثل مص الاصبع أو التبول الليلي». وأضافت «وكذلك التغير المفاجئ في شخصية الطفل والمشكلات الدراسية المفاجئة والسرحان وأحيانا الهروب من المنزل والاهتمام المفاجئ أو غير الطبيعي بالمسائل الجنسية، وكذلك السلوك العدواني أو المنحرف أو حتى غير الشرعي أحيانا وثورات الغضب والانفعال غير المبرر، كما ان هناك مؤشرات جسدية مثل صعوبة الجلوس او المشي وتبقع الملابس الداخلية بإفرازات او دم والرغبة في هرش الأعضاء التناسلية».
العوامل المسببة للاعتداء
وتطرقت ياسر إلى العوامل المسببة مثل تدني العامل الاقتصادي للأسرة والتفكك والعنف العائلي والبطالة، بالإضافة إلى قلة خبرة الأهل في التربية والمرض النفسي لأحد الوالدين والأطفال المصابين بإعاقات جسدية أو نفسية أو ذهنية والنشاط الزائد عند الطفل والأم والأب الذين كانوا ضحية اعتداء أو إهمال في طفولتهم وكذلك الاختلاط غير السليم بين الإخوان الذكور والإناث بعد البلوغ وسكن العمالة الأجنبية داخل الوحدات السكنية للأسر
العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ