انتقد خطيب الجمعة في جامع طارق بن زياد في المحرق الشيخ صلاح الجودر الاعتداء على شخصية الرسول الأعظم (ص)، داعياً المجتمع الدولي المحب للسلام إلى «وقف مثل تلك الممارسات التي تسيء إلى مليار مسلم في العالم». موضحاً أن «مسلسل الاستهزاء والأكاذيب وتلفيق التهم على شخص النبي (ص) لايزال مستمراً. هذا المسلسل الذي بدأه كفار قريش ومشركو العرب، إذ يطلقون كل يوم تهمة يلصقونها في حق نبينا محمد(ص)، بدعوى حرية التعبير والصحافة، وآخر تلك الحملة الظالمة هي التي تولت كبرها وحملت لواءها صحيفة نرويجية ومن قبلها دانماركية عندما أظهرت سيدالبشرية في بعض الرسومات المسيئة»، مشيراً إلى أن تلك الرسومات تجاوزت « كل التعاليم السماوية والأعراف الدولية وحدود المنطق والعقل في احترام الأنبياء، ومنفلتة من كل القيم والمبادىء والأخلاق». وأشار الجودر إلى أن «هذه الأساليب الممجوجة من بعض وسائل الإعلام الغربية توجب على كل مسلم أن يستنكرها ويرفضها، فهذه حملة ظالمة على الإسلام وأهله، واعلموا أن تلك الممارسات لن تزيد المسلمين إلا تمسكا بدينهم وحمية له». كما تطرق الجودر إلى حياة العرب والمسلمين قبل أن يبعث الله الرسول الأعظم (ص) ، مشيراً إلى أن «العرب قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة يعبدون الأصنام، يشربون الخمور ويقترفون الفواحش، ويسيئون الجوار ويقطعون الأرحام، يأكل القوي منهم الضعيف، حياتهم فرقة واختلاف لأتفه الأسباب، حتى أرسل الله إليهم رسولا من أنفسهم يعرفون حسبه ونسبه هو النبي محمد بن عبدالله (ص)، ليخرج الله به العباد من الظلمات إلى النور ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة». من جهته، دعا خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم إلى «التوقف عن العنف والعنف المضاد، وإيقاف التحدي والفعل وردة الفعل»، مطالباً بإيقاف «جميع الفعاليات المؤدية الى ذلك». وقال: «رأينا هو أن تسد باب المناطحات والمواجهات»، موضحا أن الحكومة تملك الكثير على هذه الطريق ومنها حل المسألة الدستورية وإيقاف التجنيس، وتعديل النظام الانتخابي»، منوهاً إلى أن «المعارضة ليست عاجزة عن المساعدة في ذلك». وذكر قاسم إن قضية معتقلي حوادث المطار «كانت منذ بدايتها مزعجة ومقلقة وهي مازالت كذلك بتبعاتها وبقاء معتقليها في السجن لمدة طويلة (...)»، مردفاً «أن استمرار الفعل وردة الفعل واستعمال القوة المفرطة لأكثر من مرة من قبل قوات الأمن كما حدث في المحاكمة الأخيرة لمعتقلي حوادث المطار من إطلاق الرصاص المطاطي على ظهور المتظاهرين يهدد الوضع الأمني والشامل (...)». مطالباً الجهات الرسمية بالإفراج عن معتقلي حوادث المطار، موضّحاً» «موقفنا هو المطالبة الجادة والقوية بإطلاق سراح الموقوفين ونزع فتيل الأزمة (...)». كما تناول قاسم موسم عاشوراء الإمام الحسين (ع)، مشيراً إلى أن «موسم عاشوراء هو موسم الوعي والإرادة الإيمانية القوية والبذل والإصلاح والتضحية، وهو موسم التعقل والبصيرة والحكمة والخبرة الميدانية، والإلمام الموضوعي بالزمان والمكان (...)، وهو التصميم الدقيق وعدم الارتجال في المواقف (...). وأكد انه حتى «من يريد التضحية فلابد أن تقوم تضحيته على الخطة الدقيقة، كما أن موسم عاشوراء هو موسم المأساة». مردفأ انها مأساة حكم تضل بضلاله أمة، ومأساة حكم يعني انحرافه انحراف المسيرة عن الطريق. مشيراً إلى أن موسم عاشوراء هو من «أجل الدين ومن أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(...)». وذكر قاسم خطوات عدة يجب القيام بها في موسم عاشوراء ومنها في الإطار الخاص والأخرى في الإطار العام «يجب أن يكون حضور الشخص للحسينيات موزعاً وليس مركزاً في واحدة دون أخرى، كما لا بد لمسئولي الحسينيات والمواكب من تبادل للزيارات»، مؤكداً ضرورة «تنسيق مواعيد الخطابة بحيث لا تتعارض مواعيد الخطابة في الحسينيات مع بعضها بعضاً، كما يطلب في موسم عاشوراء وحدة الموكب العزائي للقرية وخلاف ذلك يعد شذوذاً وخروجاً عن خط الإمام الحسين (ع)»، مشيراً إلى أن التوحد بين المواكب لا يجب أن يقتصر على القرية بل «أن تتوحد مواكب القرى المتجاورة ولو لمرة واحدة»، كما نوه إلى أن «التوحد بين المواكب لا يخص القرى فقط بل حتى المدن». كما دعا قاسم المواكب إلى «عدم مهاجمة الطوائف الأخرى»، لأن الإمام الحسين (ع) للأمة كل الأمة وللعالم كل العالم، كذلك يجب أن يكون شيعته ومحبوه، ولنفهم كل المسلمين والعالم ذلك من خلال الكلمة الهادئة والموزونة، ومن خلال الموقف الرسالي (...). كما تناول المشكلات التي تحدث بين الحسينيات والمواكب خلال الموسم العاشورائي، وقال «فلنستفتي الإمام الحسين (ع) في كل مشكلاتنا وليس لنا أن ندع الهوى يفتينا، وعندما يفتينا الهوى والعصبية فسنصبح فتاتاً (..)، كما يجب علينا الحفاظ على المواكب وتنقيتها من عبث العابثين وإسقاط الساقطين وذلك يتطلب مراقبة قوية للمواكب. كما تناول خطيب الجمعة بمنطقة دار كليب الشيخ حميد المبارك في خطبته موسم عاشوراء و«ضرورة تأكيد خطاب وحدوي يصل إلى كل الآذان ويتسرب في كل القلوب، وذلك من خلال تأكيد المشتركات بين المسلمين جميعاً». وقال: «ان حب أهل البيت محل إجماع بين المسلمين، ويجب ان نلتزم بإطار ما قاله الرسول (ص) «عامل الناس كما تحب ان يعاملوك»، وقول الإمام الباقر (ع) «قولوا للناس أحسن ماتحبوا ان يقال لكم»، وبالتالي ينبغي استخدام اللغة الوصفية للأفعال، والابتعاد عن الاشتغال بالشتم وإهانة الرموز والمقدسات الدينية». وعرج على صعود الاسلاميين في الانتخابات العراقية والفلسطينية، ورحب بانتصار حركة حماس في فلسطين، وقال: «ان القوى الغربية لديها اتجاهان، احدهما يرحب بصعود الحركات الاسلامية ويعتبر ذلك مقدمة لاعتمادها العمل السياسي السلمي، بينما عبر الآخر عن قلقه معتبراً ان ذلك يؤثر على العلاقات السياسية والثقافية». وأضاف «لا ينبغي التخوف من صعود الإسلاميين إلى موقع القرار، مع العلم بأن التطرف انما جاء نتيجة لسياسات الغرب أيام الاستعمار وما بعد الاستعمار عندما ساند انظمة استبدادية وتفشي الفقر والبطالة والفساد». وأكد «ان التطرف ليس حصراً على اتجاهات دون أخرى، فأي تموضع سياسي يمكن ان يولد تقديساً من نوع معين، وبالتالي يحدث التطرف». وقال ان «الحل يكمن في اشراك الإسلاميين وتأصيل ثقافة قادرة على التعامل مع الآخر، وان تقبل الحال الدينية بالحال الليبرالية، والعكس صحيح»
العدد 1240 - الجمعة 27 يناير 2006م الموافق 27 ذي الحجة 1426هـ