أبرمت منظمة أوبك اتفاقا لابقاء انتاج النفط قرب أقصى مستوياته بهدف ترويض الأسعار أمس (الثلثاء) لكن مندوبين قالوا ان ايران المتورطة في نزاع حول برنامجها النووي قامت بمحاولة في اللحظة الاخيرة لخفض الانتاج. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان اتفاق اوبك جاء بالاجماع، نافيا ان تكون إيران اقترحت خفض انتاج المنظمة. واضاف انه لا يتوقع ان اوبك ستحتاج الى خفض الانتاج في اجتماعها المقبل في مارس/ اذار. واشار الى ان المنظمة ستستمر في اداء دورها كمنظمة غير مسيسة. وقال النعيمي ان أسعار النفط بين 50 و60 دولاراً للبرميل ستكون "مرضية للجميع" لكن التقلبات بين 50 و70 دولاراً غير مرغوب فيها. وقال وزير الطاقة والتعدين الجزائري شكيب خليل ان أوبك مستعدة للمخاطرة بارتفاع سريع في مخزونات النفط. وستحتفظ أوبك التي تورد أكثر من ثلث نفط العالم بسقف الانتاج قرب أعلى مستوى له في 25 عاما عند 28 مليون برميل يوميا مع اقتراب الاسعار من 70 دولاراً للبرميل ووسط مخاوف بشأن الامدادات من إيران ونيجيريا وروسيا. واصر الوزراء عند خروجهم من الاجتماع على أن القرار كان بالاجماع وعلى أنه لم تقع انقسامات خلال المحادثات. ونفى وزير النفط الإيراني كاظم وزيري أن يكون قد سعى الى خفض الانتاج. وقال رئيس اوبك ادموند دوكورو: ان فائض الطاقة الانتاجية لاوبك يبلغ مليوني برميل يوميا وسيزداد هذا العام. وقال دوكورو ان كثيرين في اوبك يوسعون طاقتهم الانتاجية ومنهم السعودية وبلده نيجيريا. وقال في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع اوبك أمس "اذا أثمرت منظمة اوبك كل هذه الخطط للدول الاعضاء فانه سيكون بمقدورنا تلبية الزيادة في الطلب. هذا وهيمن نزاع إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بشأن برنامجها النووي على هذا الاجتماع وأثار احتمال تعطل الامدادات من ثاني أكبر منتج في اوبك. وسعى وزيري الى طمأنة الجميع. وقال وزيري للصحافيين "نحن لا نخلط السياسة بالقرارات الاقتصادية في هذا الامر. ايران لن توقف الصادرات". وجاءت تصريحات وزيري بعد ساعات من اتفاق الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن في لندن على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تقدم تقريرا الى المجلس هذا الأسبوع بشأن ما يتوجب على إيران عمله لكي تتعاون. وقال وزير نفط ليبيا ان أي تحرك لاحالة إيران الى مجلس الأمن سيكون له "تأثير كبير جداً" وسيصعد بالأسعار لمستويات أعلى. وتقول إيران انها تريد أن تستخدم الطاقة النووية لتوليد الكهرباء لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين لديهم شكوك. وقالت عضو أوبك فنزويلا وهي مورد كبير للنفط الى الولايات المتحدة انها ستدعم إيران. من جانبه، قال جيسون شينكر من بنك واتشوفيا الاميركي "انهم يمدون السوق (بالنفط) بأقصى طاقتهم لكنهم يملكون تأثيرا ضئيلا جداً على طاقة التكرير العالمية وعلى حوادث الجغرافية السياسية". وزادت كلفة برميل النفط بأكثر من مثليها خلال موجة صعود لعامين يغذيها الطلب من الولايات المتحدة واقتصادات الهند والصين الآخذة في النمو بسرعة. وزادت مخاوف بشأن الامدادات من قوة الدفع تلك. وقلصت هجمات على صناعة النفط في نيجيريا بحدة من حجم صادراتها. وخفضت روسيا التي كانت موردا للطاقة يعتمد عليه صادراتها من الغاز مرتين هذا العام. وتنتج اوبك ما يقترب من 30 مليون برميل يوميا منذ عدة أشهر لكن النفط مازال عند أعلى مستوى له بالأسعار الحقيقية منذ ربع قرن. وبلغ سعر الخام الاميركي 68 دولاراً للبرميل اليوم (الثلثاء). ويتوقع اقتصاديو منظمة اوبك أن يتراجع الطلب في سوق النفط العالمية البالغ حجمها 85 مليون برميل يومياً بواقع مليوني برميل يوميا في الربع الثاني عندما تكون ذروة الاستهلاك في فصل الشتاء قد مرت. وقدر محللون انتاج اوبك بواقع 28,23 مليون برميل يوميا في ديسمبر/ كانون الأول. وبأخذ العراق غير الخاضع لنظام الحصص في الحسبان يكون الانتاج قد بلغ 29,81 مليون برميل يومياً وذلك وفقا لنتائج مسح أجرته "رويترز"