أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد أن الرئيس حسني مبارك أمر بإجراء «تحقيق عاجل» في أسباب غرق العبارة (السلام - 98)، مؤكدا أن «سرعة غرقها وعدم وجود قوارب كافية للإنقاذ يؤكدان أن هناك خللا ما». وكان المتحدث باسم شركة السلام للنقل ري المالكة للعبارة اكد أن السفينة «تنطبق عليها معايير السلامة الدولية». وأفادت وزارة الدفاع البريطانية أن قاعدة عسكرية بريطانية تلقت ليلاً إشارة استغاثة من العبارة التي غرقت في البحر الأحمر وعلى متنها أكثر من 1300 شخص تم إنقاذ 300 منهم وانتشلت عشرات الجثث.

إنقاذ 300 ناجياً وانتشال 185 جثة ومبارك يتمسك بإجراء تحقيق عاجل لمعرفة المسببات

غرق عبارة مصرية تقل 1300 في البحر الأحمر

القاهرة، الرياض - وكالات

غرقت العبارة المصرية «السلام - 98» التي كانت تقل أكثر من 1300 شخص، معظمهم من المصريين، ليل الخميس الجمعة في البحر الأحمر وانتشلت فرق البحث والإغاثة المصرية 25 جثة كما أنقذت 70 من الناجين.

وصرح رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر اللواء محفوظ طه بأن العبارة غرقت على بعد 57 ميلا من ميناء الغردقة. وأضاف أن مروحية من مركز البحث والإنقاذ التابع للهيئة رصدت ناجين على متن قوارب إنقاذ في البحر. وأكد أن «أربع وحدات من القوات البحرية المصرية توجهت لإنقاذ هؤلاء الركاب».

وقال مصدر ملاحي إن 300 من الناجين تم نقهلم فعلاً إلى سفن الإنقاذ التابعة للقوات البحرية المصرية التي انتشلت كذلك 185 جثة.

وفي الرياض أعلن قنصل مصر عفيفي عبدالوهاب أن العبارة كانت تقل 1318 شخصاً بينهم 1158 مصرياً ومئة سعودي و«عدد كبير من الأطفال». وقال استناداً إلى بيانات العبارة وتقرير مدير مرفأ ضبا السعودي على البحر الأحمر والذي أبحرت العبارة منه إنها كانت تقل «1318 شخصاً بينهم 1158 مصرياً ومئة سعودي وإماراتي واحد وعماني واحد ويمني واحد وكندي واحد وأردني واحد وسوداني واحد وستة سوريين».

وأوضح أن هذه الأرقام تشمل أفراد الطاقم، موضحاً أن العبارة كانت على متنها «بعض الأسر المصرية وعدد كبير من الأطفال (...) لا يقل عن 30 طفلاً». وذكرت مصادر في ميناء ضبا أن «مروحيات سعودية تشارك في عمليات البحث وان جثثاً تطفو في المياه الإقليمية السعودية».

وأكد وزير النقل المصري محمد منصور في تصريحات للتلفزيون أن العبارة كانت تقل 1310 أشخاص، إضافة إلى أفراد طاقمها البالغ عددهم 104 أشخاص. وأوضح انه «تم الاتصال بالسلطات السعودية لكي ترسل فرق إنقاذ إضافية». وكان الاتصال انقطع بين السلطات الملاحية المصرية والسفينة بعد إبحارها من ميناء ضبا مساء الخميس في طريقها إلى ميناء سفاجا المصري ولم تعرف بعد أسباب غرق العبارة. وأكد المتحدث باسم الرئاسة سليمان عواد أن الرئيس المصري حسني مبارك متمسك بإجراء تحقيق عاجل ينتهي إلى مسببات الحادث.

وقال اندريا اودون من إدارة العمليات في شركة السلام للنقل البحري إن «العبارة مسجلة في بنما وهي مطابقة لكل معايير الأمان الدولية».

وأضاف أن العبارة (السلام - 98) كانت تقل «عددا اقل من الحمولة القصوى لها وهي 1487» راكباً، مؤكداً «اننا أرسلنا ثلاثاً من سفننا التي كانت تبحر في البحر الأحمر إلى موقع الحادث». وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قواتها البحرية طلبت من السفينة الحربية اتش ام اس بولورك التوجه إلى موقع الحادث. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن محافظ البحر الأحمر بكر الرشيدي انه تقرر «تشكيل غرفة عمليات بميناء سفاجا وإعلان حال الطوارئ بمستشفيات المحافظة تحسبا لأي تطورات بعد تأكد غرق العبارة السلام 98». وأوضحت أن أهالي الركاب بدأوا بالتوافد على ميناء سفاجا انتظارا لأية معلومات عن ذويهم.

وكانت سفينة أخرى تابعة للشركة نفسها وهي العبارة السلام - 95 اصطدمت في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بسفينة شحن قبرصية قبالة ميناء بورتوفيق على بعد عشرة كيلومترات من السويس، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص. وأدان القضاء المصري بعد ذلك قائد السلام 95 بتهمة القتل الخطأ، محملا إياه مسئولية الحادث.

وفي باريس، قال الخبير الفرنسي في شئون السفن ايفان برتشوك ان العبارة السلام - 98 هي «واحدة من عدة سفن إيطالية قديمة أضيفت إليها طوابق جديدة لزيادة طاقتها الاستيعابية ثلاث مرات في بعض الأحيان».

ويعد هذا أول حادث غرق لعبارة مصرية في البحر الأحمر منذ قرابة 15 عاماً. وكانت العبارة سالم اكسبريس غرقت في ديسمبر/ كانون الأول 1991 قبالة الغردقة وعلى متنها 476 شخصاً لقوا جميعاً مصرعم.