رفض رئيس الوزراء الدنماركي الليبرالي المحافظ انديرس فوغ راسموسن أمس الاعتذار عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص) بزعم أن الصحف في بلاده لا تخضع لسيطرة الدولة. وقال اثر اجتماع دعا إليه جميع السفراء في كوبنهاغن إن «الحكومة الدنماركية لا يمكنها أن تقدم اعتذاراً باسم صحيفة حرة ومستقلة».
وقال راسموسن للصحافيين «إني سعيد بإبلاغكم أن السفراء عبروا عن تفهمهم للوضع وعن إرادتهم للمساهمة في شرح الوضع في الدنمارك وموقف الحكومة الدنماركية».
وكان وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر أعلن في تصريحات نقلتها الصحف «لن نقدم اعتذارانا. لكن من المهم بالنسبة إلينا أن نؤكد أننا مجتمع يدعم التسامح والاحترام المتبادل». وأضاف «خلال اللقاء ستكرر الحكومة إدانتها للأعمال التي تشهر بالأديان، لكن لا يعود للحكومة التدخل في حرية التعبير».
وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة التي ترجمت بتظاهرات في الشارع ومقاطعة المنتجات الدنماركية في الشرق الأوسط وتهديدات ضد الدنمارك، اكتفي راسموسن بإطلاق حملة إعلامية ودبلوماسية. وأفادت الصحافة الدنماركية الصادرة أمس أن السفراء الـ 11 للدول المسلمة، والذين طلبوا مقابلة لكن بدون جدوى مع راسموسن بعيد نشر الرسوم، سيشاركون في اللقاء.
ومساء الخميس الماضي أعلن رئيس الوزراء الدنماركي في مقابلة مع قناة «العربية» انه «منزعج جداً» بسبب الإهانة التي شعر بها المسلمون في العالم بعد نشر الرسوم. وقال: «استطيع أن أقول لكم إن الحكومة قلقة جداً إزاء ما يحصل حالياً لان لدينا تاريخاً في التعاون السلمي مع العالم الإسلامي ونود أن يستمر ذلك».
وأضاف «أما بالنسبة لي شخصيا، فانا منزعج جداً بسبب ما شعر به المسلمون اثر نشر الرسوم الكاريكاتورية التي رأوا فيها تشهيرا بالنبي محمد». وعلى صعيد متصل، وجه مسئولون مسلمون في النرويج أمس نداء من اجل الهدوء. وقال رئيس المجلس الإسلامي في النرويج محمد حمدان بعد لقاء مع وزير الخارجية يوناس غار ستوري انه «على الأئمة تحمل مسئولياتهم والتحدث إلى المسلمين وخصوصاً الشباب، لتهدئتهم». واقترح المجلس على الحكومة «مبادرة عملية» لتوضيح موقف البلاد من العالم الإسلامي، عبر اتصالات مع قادة دينيين ووسائل الأعلام. من جهته، كرر ستوري الموقف الرسمي من القضية، معبراً عن «الأسف» للإساءة إلى المسلمين والتأكيد على حرية التعبير
العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ
