العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ

كتاب يروي قصة انجراف الطبقة البرجوازية الألمانية إلى النازية

في كتاب بعنوان «الحياة الاجتماعية في ظل النازية»، يروي المؤرخ الفرنسي فابريس دالميدا كيف انجرفت الطبقة النبيلة والبرجوازية الالمانية الى نظام هتلر الذي بهرهم بحفلات فخمة ومكافآت ثمينة وجو من الترف والبذخ.

ويصور الكتاب كيف استطاع النظام الذي اسسه الحزب القومي الاشتراكي جذب الطبقات الحاكمة سابقا التي شعرت بالذل اثر هزيمة المانيا في الحرب العالمية الاولى في 1918.

وكانت هذه الطبقة تشعر بالحنين الى حقبة الامبراطورية المتسلطة وتعارض بصورة عامة قيم الانفتاح التي تميزت بها جمهورية «فايمار».

ويندرج هذا الكتاب في اطار سلسلة من المؤلفات التي تحلل الحماس الذي شعر به الالمان تجاه هتلر، ككتاب المؤرخ الالماني غوتز ألي «دولة الشعب في عهد هتلر» (هتلرز فولكشتات) الذي يوضح كيف اغدق الزعيم النازي على الالمان بامتيازات اجتماعية لا سابق لها بعد ان حرم اليهود من اموالهم وممتلكاتهم.

واستنادا الى الكثير من وثائق الارشيف والمفكرات الخاصة والصور في المانيا بعضها لم ينشر من قبل، يصف فابريس دالميدا وهو مدير «معهد تاريخ الزمن الحاضر»، عالما من النفاق، إذ «تعاشر النخب القديمة الاغنياء الجدد والمستفيدين وتتجنب فضحهم»، حسبما تقول دار النشر «بيران».

ويكشف الكاتب انه في المرات الاولى التي دعي فيها هتلر الى الاوساط المترفة في ميونيخ، استطاع هذا الشخص الذي اصبح فيما بعد ديكتاتورا التأقلم مع هذا المحيط ليعطي انطباعا جيدا عنه.

وقام لاحقا بتأييد الطبقة النبيلة الالمانية والبرجوازية الكبيرة بصورة مبالغ فيها احيانا.

وبالتالي فإن هذا الكتاب يبدد الفكرة السائدة بحصول طلاق بين النخب السابقة والنازية، وايضا فكرة ان هذا النظام لم يكتسب شرعيته الا من القاعدة الشعبية.

وقال المؤرخ ان النظام النازي «الذي كان يسعى الى تكوين طبقة ارستقراطية جديدة» عين الكثير من الارستقراطيين في كوادره.

ومن خلال الولاءات الخاصة والدعوات والهدايا الثمينة، استطاع النظام النازي توسيع اطار هذه النخب التي لم تعد تقتصر على النخب السابقة.

ويظهر الكتاب كيف لجأ هتلر الى برجوازيين اغنياء مثل هيرمان غورينغ ليكونوا ساعده الايمن.

ويقول الميدا إن المجتمع الراقي «لم تكن تربطه بالمسئولين تحالفات قائمة على الروابط العائلية»، معتبرا ان وقوفه الى جانب النظام «لم يكن ناجما عن دوافع ايديولوجية بحتة، لكن بداعي الانسجام مع التيار السائد».

وكان المسئولون النازيون يفعلون اي شيء لابهار الشعب الالماني واقناعه بأنهم على صواب: الافراط في تنظيم حفلات تميزت بالبذخ والترف وتمجيد الرجولة وركوب سيارات فخمة واحصنة وعرض لوحات فنية مسروقة وتنفيذ مشروعات معمارية ضخمة. ويقول المؤرخ الفرنسي ان النازيين كانوا «يصورون للشعب انهم يعيشون حياة شخصية يبدون فيها بأبهى الصور، على مثال الابطال الرياضيين. وتحويل الحياة الشخصية الى نوع من الايديولوجيا لم يكن فقط وسيلة للتغلغل في الاوساط الشعبية، بل ايضا نهجا فرض على المسئولين من اجل ايهامهم بأنهم مثاليون».

ويضيف الكاتب ان «هذه المظاهر استمرت 12 عاما وكانت الجزء المكمل للجرائم التي ارتكبت في وقت قصير وعرفت باسم الابادة»

العدد 1247 - الجمعة 03 فبراير 2006م الموافق 04 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً