تقيم الجمعية البحرينية لمتلازمة داون دورة في الأساليب الفعالة للتعامل الجيد مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاسيما في التخاطب والتربية الخاصة في الفترة 20 - 21 فبراير/ شباط الجاري وذلك على مدى 3 ساعات من الخامسة حتى الثامنة مساء في مقر الجمعية بالعدلية، صرح بذلك مدير مركز العناية بمتلازمة داون محمد عبد الكريم المناعي.
وقال المناعي إن الهدف من هذه الدورة هو تنمية مهارات المختصين في التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وإيجاد حلول عملية لبعض المشكلات التي تظهر أثناء التدريس وزيادة فرص وصول الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى التعليم في المراحل المختلفة، موضحاً أن الفئات المستهدفة في هذه الدورة هم أولياء الأمور والمعلمون والمعلمات بمدارس الدمج الحكومية والأهلية والمعلمات برياض الأطفال، وان التسجيل لهذه الدورة يتم من الآن وحتى قبل بداية الدورة برسم رمزي هو 10 دنانير للفرد الواحد.
يذكر أن موضوعات الدورة في اليوم الأول سيتناولها أخصائي تربية خاصة بالجمعية أسامة مدبولي لتوضيح خطوات التعلم الأساسية، والعوامل المؤثرة في التعلم، والمبادئ التي تسهل عملية التعلم، ووضع أربعين مبدأ من مبادئ التعامل الجيد مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن هؤلاء الأطفال يتعلمون بصورة تتميز بالبساطة ومحاولة توصيل المعلومات إليهم بكل الطرق المتاحة مع استخدام الوسائل التعليمية المناسبة لهذه المهارة التي يتم تعليمها للطفل، كما سيتم توضيح أن الإعاقة لا تعني التوقف عن النمو وإنما هي انحراف يحتاج إلى مجهود يبذله الأخصائي والمعلم واولياء الامور لمحاولة تعديل هذا الانحراف، إذ يكون الطفل اقرب إلى الطبيعي، وبالتالي يتم اختيار ما يناسب الطفل وعمل سيمفونية من هذه المبادئ حتى يكون هناك أفضل خدمة مقدمة لطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم يحقق الهدف النهائي الذي يسعى للوصول إليه كل أولياء الأمور من اجل زيادة استقلالية طفلهم وأيضا إدماجه في المجتمع بصورة جيدة، كما يحاضر أخصائي التخاطب بالجمعية محمد المنتصر في موضوعات اليوم التالي التي تتناولها الدورة تعريفا بماهية التخاطب وأنواعه وتصنيف اضطراباته وتأثيرها عند من لديهم متلازمة داون على العملية التربوية والتعليمية، إذ يعد معرفة اضطرابات التخاطب والمسببات العلمية الصحيحة لها ضرورة ملحة بالنسبة للعاملين في مجال خدمة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وإيضاح أسباب تأخر نمو اللغة عندهم، ووضع برنامج إرشادي للتنبيه اللغوي العام لأسر فئة ممن لديهم متلازمة داون، وجعل تدريب هذه الفئة بين النظرية والتطبيق، بمعنى تفعيل الجوانب النظرية في صورة جوانب عملية يستفيد منها القائمون على خدمة هذه الفئة بصورة واضحة، وتوحيد المصطلحات المستخدمة في تشخيص حالات اضطرابات التخاطب بوجه عام حتى نستطيع فيما بعد وضع استراتيجيات علاجية ناجحة تقوم بعلاج العلة الصحيحة، ومن ثم سيكون هناك إطار تطبيقي من خلال البرنامج الإرشادي للتنبيه اللغوي العام لأسر فئة متلازمة داون، وبالتالي يتم من خلاله توضيح الركائز الأساسية التي يستند إليها تنمية المهارات اللغوية وذلك بصورة عملية.
شكت الجمعية البحرينية لمتلازمة داون خلال لقائها الوكيل المساعد للخدمات التربوية والتعليم الخاص خالد العلوي في مكتبه بالوزارة من بطء الإجراءات في تقدم مسيرة إدماج الأطفال من الفئات الخاصة في المدارس الحكومية ومن عدم تجاوب الوزارة مع الجمعيات المتخصصة في هذا الشأن الأمر الذي ينعكس سلباً على المعوق وذويه ولا يحقق أية مصلحة لأية جهة تعمل في هذا المجال، مطالبة بمرونة التفاعل الاجتماعي مع المعوق. وأكد رئيس لجنة حق التعليم للجميع التابعة للجمعية البحرينية لمتلازمة داون محمد عبدالكريم المناعي أن اهتمام الوزارة يجب أن ينعكس على الخدمات الجديدة والبرامج المتطورة التي تستوعب جميع الفئات والأعمار، مشيراً إلى أن التفكير في نقل من تم دمجهم في السنوات الماضية إلى مؤسسات وزارة التنمية الاجتماعية هو إجراء غير صحيح ولا يرضي طموحات أولياء الأمور. وأوضح رئيس لجنة حق التعليم للجميع للوكيل المساعد عدم تجاوب الوزارة مع الجمعيات المتخصصة في هذا الشأن الأمر الذي ينعكس سلبا على المعوق وذويه ولا يحقق أية مصلحة لأية جهة تعمل في هذا المجال، وطالب المناعي «بمرونة التفاعل الاجتماعي مع المعوق بما يسمح بإيجاد دور له في المجتمع وذلك عن طريق إيجاد مشروعات صغيرة ذات أهداف قابلة للتحقيق وبرمجتها وتقويمها لتساعد في تحديد الوسائل الأساسية لإدماج المعوق في التنمية الاجتماعية ارتباطا بالاعتبارات السابقة، كما ناقش الاجتماع الذي حضرته ممثلة أولياء أمور المعوقين إيمان الناصر موضوع نقل الطلبة ممن تم دمجهم في السنوات الماضية إلى المدارس الإعدادية بهدف دمج الأعمار المناسبة مع زملائهم الطبيعيين إذ تشكل خطوة أساسية يجب دراستها من الآن بهدف تطبيقها عمليا في العام المقبل».
يذكر أن لجنة حق التعليم للجميع تؤمن بأن المعوق إنسان لديه قدرات لابد من التفتيش عنها وإتاحة الفرصة له من أجل التنمية، ومن ثم تنادي بتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للمعوقين وضرورة التخطيط لتطوير علاقة المعوق بذاته وتأهيله وتنمية قدراته وتعميق مشاركته بالآخرين والتركيز على عملية تنشئته الاجتماعية وصوغ المشروعات الاجتماعية ذات النفع العام والإنتاجية الخدمية التي يشارك فيها المعوق، وتسهم في إكسابه المزيد من الثقة بنفسه.
العدد 1252 - الأربعاء 08 فبراير 2006م الموافق 09 محرم 1427هـ