حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس من أن بلاده ستعيد النظر في التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي حال اتخاذ أية إجراءات صارمة ضدها.
وقال أحمدي نجاد في خطاب ألقاه في احتفال أقيم في ذكرى مرور 27 عاماً على قيام الثورة الإسلامية: سياسة إيران حتى الآن تقوم على تطوير التكنولوجيا النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي والوكالة الدولية للطاقة الذرية... ولكن في حال ما إذا واصلتم (الغرب) جهودكم لحرمان الشعب الإيراني من حقوقه (النووية) فإننا سنعيد النظر في هذه السياسة».
عواصم - وكالات
استجاب مئات الآلاف من الإيرانيين أمس إلى دعوة مرشد الجمهورية علي خامنئي بالخروج في تظاهرات حاشدة للتعبير عن ما يريدون قوله بشأن برنامج بلادهم النووي وشارك في «التظاهرة المليونية» الذي جاءت في ذكرى الثورة، الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي جدد وصفه للمحرقة اليهودية بالخرافة وهدد ضمنا بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
وتجمع مئات الآلاف من الإيرانيين في ساحة الحرية. وقال أحمدي نجاد أمام الحشد إن إيران ربما تعيد النظر في عضويتها في معاهدة حظر الانتشار النووي إذا شعرت أن أعداءها يستغلون المعاهدة لممارسة ضغوط غير عادلة عليها. وأبدى الحشد تأييده لخطاب أحمدي نجاد بالهتاف «التكنولوجيا النووية حق لا تنازل عنه».
غير أن الرئيس الإيراني قال إن بلاده لن تنسحب من المعاهدة بشكل مفاجئ كما فعلت كوريا الشمالية. وقال «نود أن نظل متحلين بالصبر لذلك لا تجعلوا صبرنا ينفد». وبشأن المباحثات الروسية الإيرانية لبحث المقترح الروسي، أشار أحمدي نجاد إلى أن مثل هذه الاقتراحات ليست قابلة للنجاح. من جهة أخرى، شكك الرئيس الإيراني بحقيقة محرقة اليهود. وقال «على مدى أكثر من ستين عاما، أتاحت هذه الخرافة للصهاينة أن يبتزوا الدول الغربية ويبرروا قتل نساء وأطفال وجعلهم لاجئين في الأراضي المحتلة». وتابع أن «المحرقة الحقيقية تحصل في فلسطين والعراق».
من جهة أخرى، تساءل أحمدي نجاد أيضاً «لماذا يسمح بشتم النبي محمد ويحظر التحقيق بشان المحرقة؟». وهاجم الغرب واتهم بلدانا أوروبية بكونها دمى في أيدي «إسرائيل» بسبب نشر رسوم ساخرة للنبي محمد (ص) في صحفها. وأضاف «كيف تكون الإساءة في بلدكم بلا قيد بينما أي بحوث بشأن المحرقة تعد جريمة».
من جانبه، دافع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي عن برنامج بلاده النووي وقال إن الغرب يجب أن يركز جهوده على أن يكون الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية في إشارة إلى «إسرائيل». وحذر خاتمي على هامش مؤتمر في العاصمة الماليزية «من مصاعب اقتصادية حال فرض العقوبات». وذكر «حالياً يصل سعر برميل النفط إلى 70 دولاراً وهذا السعر المرتفع أثار الكثير من الصعوبات للعالم الصناعي. الأثر الأول لعقوبات ضد إيران سيكون أن هذا السعر المرتفع سيرتفع أكثر».
وقال دبلوماسي أوروبي إن احتمال استخدام القوة العسكرية «يثار كلما كنا في واشنطن» في مناقشات مع مسئولين في الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس «لكننا لا نرى أن الخيار العسكري قريب». لكن مسئولاً أميركياً سابقاً أثار خلال اجتماع خاص مع دبلوماسيين أوروبيين الأسبوع الماضي فكرة إطلاق 12 قاذفة بي .2 في غارة جوية تهدف إلى إصابة المنشآت الإيرانية.
وتزامن ذلك مع تشكيك أميركا في نتيجة الاتصالات الروسية الإيرانية بشان التخصيب. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية آدم ايرلي إن إيران لم توافق على الاقتراح الروسي بعد وإن واشنطن لم تر أية مؤشرات من إيران تدل على وجود نية لإجراء تغيير سياسي مهم في سياستها.
وأضاف أن «عقد اجتماع في روسيا لا يوازى تعليق التخصيب والرجوع إلى المفاوضات إنما يعنى مجرد اجتماع، وهكذا لا أقرأ فيه الكثير».
وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الموجود في صقلية لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اجتمع في لقاء خاص مع نظيره الروسي سيرغي ايفانوف لبحث موضوع الطموحات النووية الإيرانية.
ورفض رامسفيلد الإدلاء بتفاصيل اللقاء وقال «لن أخوض في جوهر محادثاتي. لقد كان اجتماعا خاصا»
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ