العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ

ماذا وراء إقفال ناد إسلامي في بافاريا؟

بافاريا (ألمانيا) - يو بي آي 

11 فبراير 2006

قرر وزير داخلية مقاطعة بافاريا الألمانية قبل فترة إقفال ناد مسلم بسبب «نزعته المتطرفة».

وكان النادي الذي يكاد يكون غير معروف لدى الجالية المحلية، يخضع لمراقبة أجهزة الاستخبارات الألمانية منذ سنوات.

لكن في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن وزير داخلية بافاريا غونتر بيكشتاين إغلاق نادي «بيت الثقافات المتعددة»، إذ كانت تلتقي الجالية المسلمة في مدينة نيو - أولم الصغيرة والتي لا يزيد عدد سكانها على 51 ألف نسمة.

وقال بيكشتاين: «لن نتساهل مع التنظيمات التي تقاتل بعدائية ضد دستورنا ومفاهيمنا الدولية وتدعو علانية إلى العنف».

وكان أعضاء النادي ينظمون مباريات كروية ويعطون دروسا في القرآن واللغة العربية. وكان المسلمون من البوسنة، روسيا، تركيا وألمانيا ومن معظم دول الشرق الأوسط يجتمعون في النادي.

واستنادا لتقارير وزارة الداخلية، فإن نحو 200 مسلم كانوا يجتمعون في النادي كل يوم جمعة لأداء فريضة صلاة الجماعة.

وأغلقت أبواب النادي وصودرت موجوداته لفحصها من قبل خبراء الإرهاب.

ورفع النادي دعوى قضائية منذ قرار إقفاله يعترض فيها على قرار وزير الداخلية، لكن المسئولين في الوزارة يقولون إن: أبواب النادي ستبقى مقفلة على الأرجح.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في بافاريا مايكل زيغلر: «إن العوائق أمام قرار إغلاق ناد كبيرة. عليك أن تمتلك إثباتات دامغة ونعتقد أن ذلك بحوزتنا».

وقال زيغلر إن العملاء الفيدراليين وأجهزة الاستخبارات الألمانية كانوا يراقبون النادي عن كثب منذ سنوات عدة «بسبب نزعته المتطرفة والأشخاص الذين كانوا يرتادونه».

وداهم المسئولون الأمنيون مقر النادي الذي يقع في الضاحية الصناعية من مدينة نيو - أولم عدة مرات منذ بداية العام الماضي وقاموا بتفتيشه.

ووجد المسئولون مواد دعائية إسلامية في كتب وأقراص مدمجة وأفلام، معظمها تروج لقتل اليهود والمسيحيين. كما وجدوا في شقتي رئيسين سابقين للنادي وثائق وتعليمات بشأن كيفية صناعة قنابل محلية.

وأضاف الناطق باسم وزارة الداخلية أن 10 في المئة من المواد المصادرة كافية لإغلاق النادي نهائيا.

واستنادا لوزارة الداخلية وجدت في النادي نحو 270 نسخة من كتاب «النظرية المتشددة للجالية السنية» والتي يرد فيها مقاطع مثل «يجب الطلب من كل شخص يقول كلمة الله ويقبل بدين غير الإسلام - مثل المسيحية أو اليهودية - أن يتلو فعل الندامة أو يجب قتله لأنه مرتد ويرفض القرآن».

وقال أحد الرؤساء السابقين للنادي راني منصور إن قرار إغلاق النادي بني على مواد أخرجت عن سياقها.

وقال إن معظم المواد المصادرة التي ذكرتها الوزارة في قرارها كتبت من قبل أكاديميين قبل بضعة مئات من السنين وان مثل هذه الكتابات لا يمكن أن ينظر إليها بمفاهيم العالم اليوم لكنها وثائق تاريخية مهمة.

لكن المسئولين يقولون إن النادي ليس بريئا كما يزعم منصور.

ويفصل نيو - أولم عن مدينة أولم - عدد سكانها نحو 110 آلاف نسمة - نهر دوناو. وتعتبر المدينتان ساحة أكثر النشاطات الإسلامية استنادا للسلطات.

وقال ناطق باسم مكتب حماية الدستور في بافاريا: «كنا نراقب الساحة عن كثب منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي. يوجد ما بين 15 و20 متطرفا مرتبطين بالنادي منذ سنوات».

لكن يبدو أن النادي لم يكن موضع شك لدى السلطات المحلية في المدينتين.

وقالت مونيكا فيلشنباور الناطقة باسم مدينة نيو - أولم: «لم تكن هناك اتصالات بين النادي وأندية أخرى أو مع المسئولين في المدينة. كان النادي مسجلا بشكل رسمي في أولم لهذا السبب لم يكن يحظى باهتمام المسئولين في المدينة كثيراً».

وقالت الناطقة باسم المدينة مارليز غيلدهاوس: «ليس لدينا اتصالات معهم. لم يلفتوا الانتباه بأي شكل من الأشكال».

وأضافت «لم ينظموا يوما احتفالات مفتوحة أو غيرها من النشاطات العامة. إذا لم تكن تعلم أنهم موجودون، كنت ستنسى أمرهم».

العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً