أكد عضو مجلس بلدي المحرق الشيخ صلاح الجودر أن بعض الجمعيات السياسية، وخصوصاً ضمن التيار الإسلامي، تضع المرأة في عضويتها بصورة «شكلية» من دون أن يكون للمرأة فعلاً دور حقيقي في صنع القرار السياسي. وأشار الجودر إلى أن نسبة النساء في مجالس إدارة الجمعيات السياسية جميعها ضعيفة، ويجب أن تتضاعف هذه النسبة، داعياً الجمعيات السياسية أن تفتح المجال لأن تترأس امرأة مجالس إدارتها وتكون صاحبة القرار الفعلي فيها.
وفي مقارنة بين المرأة في التيارات الإسلامية والليبرالية من حيث واقع العمل السياسي قال الجودر إن الاثنتين تشتركان في قلة عدد العضوات، إلا أن النساء المنتميات للتيارات الليبرالية يعتبر حضورهن فاعلاً أكثر من النساء في التيارات الإسلامية، وعزا ذلك إلى التاريخ الطويل للنساء في التيار الليبرالي والأنشطة الخارجية التي قمن بها وصقلت خبرتهن ما أعطاهن دفعة للتميز برأيه. مشيراً إلى أن المرأة في التيار الإسلامي مازالت في بداياتها وتحتاج إلى وقت لكي تثبت جدارتها خصوصاً مع وجود «قيود» تفرضها إدارة الجمعيات الإسلامية. وأكد الجودر أن المرأة أثبتت حضورها وتأثيرها ضمن مؤسسات المجتمع المدني وعلى مدى عطاء دام أكثر من ستين عاماً، مشيراً إلى أن المكتسبات التي حققتها المرأة وخصوصاً بتعيينها في مواقع صنع القرار (كتعيينها عضو مجلس شورى أو وزيرة أو سفيرة) إلى جانب تشكيل المجلس الأعلى للمرأة يعتبر مكسباً كبيراً لها. وأكد من جانب آخر أن المرأة يمكنها أن تقوم بمهمات عدة ولكن ضمن الضوابط الشرعية التي يجب أن تهتم بها بأن تحافظ على نفسها وتبتعد عن الخلوة المحرمة. وعن رؤيته الشخصية يقول الجودر إن المرأة خلقت مثل الرجل، ولكل منهما أدواره الطبيعية، ويمكن للمرأة أن تقوم بأدوار أخرى غير الاهتمام بالمنزل بحسب طبيعتها، فبعض النسوة يناسبهن البقاء في المنزل والاهتمام به، والبعض الآخر يتفوق في مجالات أخرى مساهمة في المجتمع، ويجب ألا يحرم أي طرف من ذلك، مؤكداً أن المجتمع لا يمكن أن يرتقي من دون خدمات المرأة.
وساق الجودر هنا ملاحظة بشأن بعض الجمعيات النسائية التي لا تحبذ دخول الرجل في عضويتها، داعياً تلك الجمعيات إلى القبول بعضوية الرجل فيها لأنه مثلما تريد النساء العضوية في الجمعيات ذات الطابع «الذكوري»، فعليهن القبول بعضوية الرجل لما له أثر في تكامل المجتمع.
قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي علي سلمان إن هناك حاجة ماسة لوجود المرأة وتمثيلها في المؤسسات السياسية، مشيراً إلى أن النساء اللاتي تمكن من الوصول إلى قمة الهرم في الجمعيات السياسية أثبتن فعالية كبيرة في عملهن، وأثبتن امتلاكهن لقدرات نوعية و«حنكة سياسية»، إذ إن الشخص الذي يتمكن من النجاح في انتخابات الجمعيات السياسية، رجلاً كان أو امرأة، لابد أن يكون «محنكاً».
وأشار سلمان إلى أنه يرى أن الحاجة متبادلة لتمثيل النساء داخل الجمعيات السياسية، إذ تحتاجهن الجمعيات لتسيير أعمالها مثلما يحتجنها لعرض شئونهن، وأن تجاهل المرأة في أي تيار سياسي يعتبر من «الغباء» بمكان. غير أنه أشار إلى أن بعض الفعاليات النسائية تفضل عدم الظهور على الساحة السياسية على رغم عطائها الكبير، وربما كانت المحاذير التي تضعها الجمعيات أحياناً سبباً في ذلك.
العدد 1255 - السبت 11 فبراير 2006م الموافق 12 محرم 1427هـ