تخوفت مصادر سورية من تكرار ما قام به النائب السابق للرئيس، عبدالحليم خدام، في صفوف مسئولين آخرين، خصوصا في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على دمشق، في وقت أعلن فيه مستشار في وزارة الإعلام السورية رفض دمشق لقاء لجنة التحقيق في اغتيال الحريري بالرئيس السوري. وقالت المصادر إن احتمال انشقاقات جديدة في صفوف المسئولين السوريين والتحاقهم بخدام هو أبرز المخاوف في المرحلة المقبلة، إذ إن نائب الرئيس لم يكن أول المنشقين. وتوقعت المصادر عدم المضي نحو محاكمة خدام، لأن ذلك سيؤدي إلى فتح «ملفات الفساد» التي تطاول كبار البعثيين. من جانبها طلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري الاستماع إلى أقوال الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع بعد تصريحات خدام، إلا أن المستشار في وزارة الإعلام السورية أحمد الحاج علي أكد رفض دمشق طلب اللجنة لقاء الرئيس السوري. ومن المقرر أن تشهد جدة اليوم (الثلثاء) قمة سعودية مصرية ستركز على محاولة «تحسين العلاقة بين سورية ولبنان وتعاون دمشق مع لجنة الحريري».
عواصم وكالات
لاتزال تداعيات «الزلزال المدوي» الذي أطلقه النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام تتفاعل وتحدث مضاعفات على الصعيدين السوري واللبناني، إذ فتحت الباب من جديد أمام تكهنات وتداعيات تخص ملف التحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري وملف العلاقات اللبنانية السورية. في الوقت ذاته تراجع في لبنان الحديث عن الأزمة الحكومية المجمدة في انتظار زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للسعودية ولقاءاته المرتقبة مع المسئولين الكبار فيها ومع النائب سعد الحريري. وذكرت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الدولية نصرت حسن أن اللجنة طلبت لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع وترغب في الاجتماع بخدام في أسرع وقت ممكن. وكانت اللجنة الدولية واجهت في الماضي رفضا لطلب رئيسها القاضي الألماني ديتليف ميليس لقاء الأسد والشرع. إلى ذلك، صرح المحلل السياسي السوري أحمد حاج علي بأنه «لا بد من الربط بين تصريحات خدام وبين هذه السرعة فيما صدر عن لجنة التحقيق، من لقاء الأسد». وأشار إلى أن الطلب «ليس له أي تأثير سلبي على الموقف السوري بل على العكس سيعزز الموقف السوري في مسألة التحقيق، وليس هناك أي عامل أو قانون يمكن له أن يستجيب لمثل هذه الادعاءات لطلب شهادة الأسد فهو محصن بموقفه المشروع وبالقانون الدولي». وقال المحلل إنه «لن يكون هناك إمكان لتحقيق مثل هذا الطلب الذي يدل على نية مسبقة وعلى استجابة سريعة لمفاصل وفقرات التوجه العام للقوى المعادية لسورية». وأضاف أن «القضية بكاملها تفهم على أساس الدور المفتعل والتوظيف غير الشريف للأقوال والشهادات ولاسيما من خلال خدام». وعلى صعيد متصل، يستعد القاضي البلجيكي سيرج برامرتز لرئاسة «لجنة الحريري» خلفا للقاضي الألماني ديتليف ميليس اعتبارا من 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، إذ سيصدر القرار رسميا بتعيينه قريبا. ومن جهة أخرى، قالت صحيفة «النهار» إن الحديث الذي يجري عن الأزمة الحكومية المجمدة في لبنان تراجع في انتظار زيارة بري للسعودية ولقاءاته المرتقبة مع المسئولين الكبار فيها ومع رئيس كتلة تيار المستقبل النيابية سعد الحريري. وأضافت أن ردود الفعل الداخلية على حديث النائب السابق للرئيس السوري اندفعت وكان أبرز مضاعفاتها أمس اندلاع سجال حاد ومباشر للمرة الأولى بين رئاسة الجمهورية والنائب الحريري.
«لوفيغارو» تكشف نقاط الضعف في تصريحات «أبو جمال»
دمشق تريد فتح ملفات «فساد خدام»
عواصم وكالات & قررت الحكومة السورية فتح تحقيق بشأن ملفات فساد تتهم بها النائب السابق للرئيس عبدالحليم خدام (أبو جمال). وذكرت صحيفة «الثورة» أمس أن «رئاسة مجلس الوزراء ستقوم بإجراءات متابعة وتنفيذ توصيات مجلس الشعب القاضية بمحاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى، إضافة إلى فتح ملفات فساده في مجموعة من القضايا التي ستتولاها جهات مختصة وتشمل حجز أموال وأملاك». وفي بيروت، انتقد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون كل الردود على خدام، مشيرا إلى أن كل ما ذكره في حديثه عن القضايا اللبنانية سبق وان ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ورفض التعليق على كلام خدام عن النظام السوري باعتباره أمرا داخليا. إلى ذلك، تناولت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية ما اعتبرته نقاط ضعف في موقف خدام. وأشارت إلى أن ما قاله عن أن الرئيس السوري بشار الأسد هدد الحريري «بسحق» كل من يعارضه، هو اتهام بلا دليل، فالشاهد الذي رواه (الحريري) اغتيل، والشاهد الذي تابع الحديث (وزير الداخلية السوري السابق غازى كنعان) انتحر... ولم يبق من شهود الواقعة سوى الرئيس بشار الأسد... ». وقالت الصحيفة إن من نقاط الضعف الأخري انه ظل صامتا 35 عاما أمضاها في السلطة ولم يتحدث إلا بعد «تهميشه»...، ثم انه احتج في تصريحاته على النظام السوري لغياب الإصلاحات وهو نفسه الذي قال في حديث آخر لصحيفة سورية أخيرا إن «التعددية الحزبية تخدم مخططات الخارج وإسرائيل»... ثم انه هو شخصيا لم يكن يوما إصلاحيا.
قمة سعودية مصرية في جدة اليوم
الرياض د ب أ يصل الرئيس المصري حسني مبارك إلى جدة اليوم في زيارة للمملكة تستغرق عدة ساعات يبحث خلالها مع القيادة السعودية الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في العراق وسورية والأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت مصادر سعودية مطلعة أن مبارك سيجري خلال الزيارة مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان تتركز على «تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي وفي مقدمتها القضايا في الشرق الأوسط». وأضافت المصادر أن مباحثات مبارك مع الملك عبدالله ستركز على محاولة «تحسين العلاقة بين سورية ولبنان وتعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري». وشهدت السعودية ومصر وسورية حركة اتصالات للتشاور بشأن تطورات الأوضاع إثر صدور تقرير ديتليف ميليس بشأن التحقيق في اغتيال الحريري والذي اتهم مسئولين أمنيين لبنانيين وسوريين بالضلوع في الجريمة.
العدد 1215 - الإثنين 02 يناير 2006م الموافق 02 ذي الحجة 1426هـ