العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ

ازدياد المحاضرات وتلاشي الظواهر السلبية في المآتم النسائية

في محاضرة بعنوان «تطوير الخطاب الحسيني النسائي»

نظم مأتم الإمام الباقر مساء الأربعاء الماضي محاضرة بعنوان «تطوير الخطاب الحسيني النسائي» بالتعاون مع اللجنة النسائية لصندوق بوري الخيري، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الملا عطية الجمري، حضرته أكثر من 500 من الجمهور.

وشاركت مديرة قسم النساء في حوزة الإمام الباقر للمعارف والعلوم الإسلامية فاطمة الحمران بطرحها بعض الملاحظات والظواهر الايجابية التي بدأت المآتم النسائية باتباعها وتنفيذها، مبدية ارتياحها «من تلاشي ظاهرة التصفيق أثناء ذكر المصائب في المآتم النسائية»، مؤكدة «أنها تراجعت بنسبة 90 في المئة، وذلك بحسب النسبة التي علمتها بعد انتهاء عاشوراء هذا العام»، عازية ذلك «لوجود إرادة جدية للتخلي عن الصفات غير المحببة والخاطئة»، مشيدة «باكتساح أسلوب المحاضرات في المآتم النسائية»، مشيرة إلى «أن المآتم التي لا تتبع هذا الأسلوب لا تتميز بحضور كبير».

كما أشادت «بانتشار المآتم النسائية التي قد يصل عددها إلى عشرة مآتم في الحي الواحد»، مؤكدة «ضرورة البحث العلمي والرجوع إلى المصادر لتوخي نقل المعلومات بدقة وتجنب الندب الكاذب من خلال الرجوع إلى أحد الأسلوبين؛ أسلوب الصدق أو أسلوب غير معلوم الصدق وغير معلوم الكذب (أي نسبته إلى الرواة)» عازية ذلك الى «أن أسلوب الكذب يؤدي إلى الإخلال بالعقيدة، وابتعاد الحاضرات عن الهدف المقصود».

ومن جانبها، شاركت المعلمة بحوزة الإمام الباقر (ع) ليلى علي، بورقة تطرقت فيها إلى أنواع المآتم، موضحة «أن للمآتم أنواعا، منها ما بدأ مع بدء مصيبة الحسين (ع) وخروجه من المدينة المنورة متجها إلى كربلاء العام 61 هجري، وبعد مضي أربعين يوما على استشهاده، ونوع آخر بدأ في مجالس أئمة أهل البيت (ع) وبيوتهم عندما كانوا ينصبون العزاء على الحسين ويدعون الشعراء كدعبل الخز اعي لإقامة مجلس عزاء، لإيمانهم أن ببقاء المآتم الحسينية يبقى الإسلام».

واستطردت علي «أن مصطلح تطوير المآتم الحسينية النسائية لا يعني وصفها بالتخلف أو الرجعية بل لتصبح نموذجا خاليا من العيوب»، مؤكدة «ضرورة الاهتمام بقراءة (المصيبة)، معتبرة إياها الخطوة الأولى في تطوير المجالس الحسينية».

وأضافت علي «انه يجب تصحيح الروايات التي تقال وتنقيحها»، موضحة «أن تحقيق هذه الخطوة لا يتم إلا بالبحث العلمي والاعتماد على المصادر العلمية الموثقة ككتاب (بحار الأنوار)، وعرضها على العلماء والمتخصصين».

وعن اختيار الأشعار قالت علي: «يجب عدم التدقيق في اختيار الأشعار التي تؤدي إلى اختيار الهابطة منها والتي قد تقلل من قيمة الحادثة»، مشيرة إلى «ضرورة إدخال الأشعار الفصحى واستخدام وسائل التقنية الحديثة والمسرح والاوبريت وإصدار النشرات الخاصة بالمأتم وعمل المجسمات والاستفادة من السواد المعلق على جدار المآتم من خلال كتابة عبارات مفيدة عليه»، مشيدة «بالمآتم التي بدأت تنفيذ ذلك في البحرين والتي تهدف لإرضاء جميع الفئات والأعمار من الحضور».

ومن جانبها، اعتبرت الباحثة الكويتية ليلى عبدالهادي «الخطاب المنبري وسيلة من الوسائل المعتمدة من بداية الحركة الإعلامية التي تبنَّتها زينب ابنة علي (ع) منذ واقعة كربلاء في العاشر من المحرم، منتهجة بذلك نهج أمها الزهراء (ع) في تعاون المرأة مع الرجل وحمل مسئولية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتعديل مسار الأمة وتقييم كل من أوضاعها الفكرية والاجتماعية والسياسية».

وأضافت عبدالهادي «من العوامل الأساسية التي تضمن سلامة الرسالة الحسينية هو عامل الورع والتقوى»، ملفتة إلى «أنه يتحتم على الخطيبة أن تُحدث الناس بالرواية الصادقة الموثقة فلا يكون همها استنزاف الدمعة وإثارة العواطف على حساب الحق»، مستشهدة بقول الأمام جعفر الصادق (ع) لبعض أصحابه: إنك أخذته بالحق والباطل وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل».

كما حضرت الخطيبة نجيبة السيد علي من المملكة العربية السعودية للمشاركة في فعاليات المهرجان، متحدثة عن تجربة المآتم النسائية في السعودية، موضحة «أن مآتم السعودية أصبحت في السنوات الأخيرة عامرة بالوجوه الشابة»، مضيفة «أن المآتم تقام باستمرار طوال العام»، مشيرة إلى «أنني استطعت تعليم الحاضرات وتشجيعهن بأن يكن خطيبات المستقبل».

وعن الصعوبات التي واجهت المآتم النسائية في السعودية قالت أم الحسنين «ان أسلوب إلقاء المحاضرات لم يكن منتشرا، إلا أنه بعد ذلك أصبح سهلا ومستساغاً، حتى أن بعض الخطيبات (الملايات) المشهورات طلبن تعلم كيفية إلقاء المحاضرات لما لمسنه من قيمتها وأثرها على الحضور»، مؤكدة «أن ذلك يدل على نجاح الفكرة وتقبلها»، مشيرة إلى «ضرورة التعلم والاهتمام بالنطق السليم وتطوير اللغة العربية، لما له من أثر في جذب الحضور».

كما أكدت «التعامل بنية صادقة وإكساب الأخريات تجاربنا»، آملة «في توسيع الخطيبات تجاربهن والإكثار منها».

يذكر أن مهرجان الملا عطية الجمري يقام للمرة الأولى بمناسبة استشهاد الإمام الحسين (ع)، على أن تتكرر إقامته في الأعوام المقبلة.

العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً