لقد شاهدتهم بأم عيني عندما يزورون الشرق كيف يفتتنون بتراثنا الإسلامي وعادتنا وتقاليدنا العريقة وكاميراتهم تنفد منها كميات كبيرة من الأفلام ويمشون في الأسواق والأحياء يدرسون التاريخ الإسلامي العظيم وهم منبهرون بعظمة الرسول (ص) وسيرته والكثير منهم كتبوا عن أخلاقه ورسالته التي اصطفاه الله بها واختاره ليؤديها، ومعظم هؤلاء المشركين في النهاية يسلمون كي يتلذذوا باللغة العربية وتاريخ ومجد الإسلام وروعة القرآن وقدسيته... إنه منهج كامل رتب الحياة وأسسها برحمة منقطعة النظير ترتعش لها الأبدان وتخشع لها العقول وكل عالم لبيب يفهم مدى ذلك من دون تراجع.
إنهم في الدنمارك خسروا مليار مسلم وخسروا اقتصادهم الآن وسيشحتون من الاتحاد الأوروبي المال وضاعت منهم ثلاثون مليار دولار أميركي يجنونها من الدول الإسلامية وهذه هي نتيجة الرسوم الكاريكاتورية... فهم لم يجعلوا لمصلحة بلادهم واقتصادهم في الدستور قانوناً يجرم ويحرم حرية التعبير التي تمس الأديان. لذلك ينطبق عليهم المثل القائل «جنت على نفسها براقش»، ونحن في العالم الإسلامي يجب أن نعتمد في أكلنا ومشربنا على أنفسنا، فالحليب الدنماركي وغيره من المأكولات الأجنبية التي نطعمها أولادنا وأهلنا حراما في بطوننا لأن الملائكة تلعننا وتلعن من يستوردونها كل يوم، لأن الرسول (ص) يروى أنه قال «لعن الله أمة تأكل مما لا تزرع». ولو أنهم أدركوا يوما ما مدى اعتمادنا على أنفسنا لما تجرأ رسام وصحافي جاهل في بلادهم على إهانة شعوب إسلامية تلف حول العالم وحول عقله الفارغ من المعرفة الإسلامية وهم دائما ينسبون أخطاء بعض المسلمين القرآن والإسلام والرسول العظيم وكلما شاهدوا مسلماً يتشاجر أو يقتل في سبيل قضية عادلة أو غير عادلة أو يقوم بعمل ما حرمه الله في القرآن يقولون إن ديننا أو رسولنا (ص) هو الذي طلب منه ذلك ويجعلونها قاعدة عامة باسم الإرهاب ويهينون بذلك مقدساتنا وديننا ورسولنا العظيم وينسون أن معظم الأوروبيين الذين يدرسون تاريخ الإسلام في جامعاتهم وسيرة الحبيب المصطفى (ص) يسلمون فورا في المحاكم الشرعية في بلادنا وينطقون بالشهادة وعيونهم تذرف الدموع حسرة على ما فاتهم من دين الحق، وعندما يقارن ضعفاء النفوس الحياة في بلادهم بالحياة في بلادنا يجدون الأمان في بلادنا أكثر من بلادهم فيدب الحسد في قلوبهم لأن أكبر معدل للجريمة في العالم كالقتل والاغتصاب والإباحية والمخدرات والسرقات والرذيلة... الخ، توجد في بلادهم ويضايقهم كثيرا عندما لا يجدون في بلادنا ما يحدث في بلادهم من دمار أخلاقي كبير، فلذلك يعكفون ليل نهار على تصدير ثقافتهم الفاسدة لبلاد المسلمين وكل خمس دقائق تحدث جرائم القتل والموت في مجتمعاتهم ولم يجدوا منفدا لهم يصبون جام غضبهم فيه سوى ديننا وحبيبنا محمد العظيم الذي انتشل البشرية من الظلمات إلى النور.
ويؤسفني أن أرى بعض المسلمين في العالم الآن يتعاطفون ويتناسون التجريح الذي يقع على رسولنا (ص) مندهشين باللغة الانجليزية التي حفظوها وبكم صديق أو صديقة أوروبية استطاعت أن تنسيهم دينهم إذ سينالون عذاب الحريق في جهنم والله يقول «أنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى» و«إن الله عزيز ذو انتقام» (74: إبراهيم). سنعبد الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، ولن تهمنا أباطيلهم ولن تهمنا الصهيونية العالمية وما تنفقه من ملايين الدولارات من أجل محاربة إيماننا وتشتيت مبادئنا وعظمة إسلامنا فنحن نبشرهم بأننا مع الحق وهم مع الباطل إنا الباطل كان زهوقا وسينتصر الإسلام مهما فعلوا من تشويه، فعلينا أن نصنع ونزرع ونجني الثمار لأننا أغنى دول العالم في الذهب والزراعة وهم الفقراء في المذهب والدين والسلام ولا يخفى على الجميع أن 55 من نفط العالم موجود في الخليج العربي ولدى العالم الإسلامي مساحات وأراض زراعية شاسعة تكفي لسد جوع العالم بأسره، ولأننا أعطيناهم الفرصة كي يتحكموا بنا ويحولوننا إلى سوق مستهلك عالميا لم يبق أمامهم الآن إلا ديننا... فهذا هو الأسلوب البشع الذي يحدد حجمهم كأقزام فقد عاشوا مع المسلمين مئات السنين بسلام وكنا أقوى قوة نضيء العالم بعلومنا وثقافاتنا ولكننا لم نهن مقدساتهم إطلاقا بل كنا نحترم أديانهم وثقافاتهم ولم نجبرهم قط على ترك دياناتهم كما قال الله تعالى «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي» (652: البقرة) وأعلنها صراحة من هذه الصحيفة... اعتذر الدنماركيون أم لم يعتذروا فهم في ظلام أشد سوادا من الفحم... قاطعوا سلعهم ولا تشربوا ولا تأكلوا من أيديهم وإلا فإن الله سيغضب علينا...
مصطفى خلفان
مما لاشك فيه أن مخرجات التعليم في ازدياد يومي، ففي كل سنة نرى المخرجات في ازدياد متواصل ناهيك عن بعض المخرجات من الجامعات الخارجية. ولكن يبقى هناك الكثير من الأسئلة في أذهان المهتمين بتطوير هذا الجيل والبلد: هل جميع هذه المخرجات ذات كفاءة ومدربة تدريباً جيداً - ولن نقول ممتازاً وإنما جيداً فقط - من قبل المؤسسات التعليمية المختصة (جامعات، معاهد، مدارس) للخوض في سوق العمل؟! طبعا غالبية هذه المؤسسات التعليمية توفر دراسات ودورات نظرية أكثر منها عملية وعندما يقترب وقت تخريج هذه الدفعات تقوم هذه المؤسسات التعليمية بزجها في بعض الشركات والوزارات من أجل التدريب العملي لتطوير الذات وكسب الخبرة بحسب ما هو متعارف... ولكن غالبية هذه الوزارات والشركات لا يوجد بها من هو مختص فعلا بتدريب هذه الكفاءة البحرينية التي تعتبر عماد الوطن وأمل المستقبل، فيحس الطالب المتدرب بأنه عالة على هذه الجهة المتكفلة بتدريبه! فنرى الطلاب يذهبون إلى التدريب من الصباح الباكر من غير رغبة في التدريب وإنما من باب الفرض الواجب عمله أو بلا هدف سوى الحضور وأخذ شهادة التخرج! وعندما ياتي المدرس المختص من قبل الجهة التعليمية، يأتي فقط للتأكد من الحضور والغياب للطلبة ويسألهم إذا ما هم بحاجة إلى المساعدة فقط، ثم ينصرف ليذهب إلى جهة تدريبية أخرى ويريح نفسه من هم المراقبة للانضباط الطلابي في موقع التدريب! فعندها يصبح التوجيه على عاتق المؤسسة التدريبية المتكفلة بالتدريب فقط والتي قد لا تكون جادة فعلا في التدريب إلا لأنه واجب وطني لا مفر منه لا غير أو من أجل أن يسطع اسمها كنجم لامع مهتم بالمخرجات الوطنية لا أكثر ولا أقل.
نحن لو نظرنا إلى التدريب الميداني من جهة فكرية سليمة فسنرى أن التدريب هو أساس العمل وصقل المهارة والشخصية الحقيقية للطالب والاستثمار الحقيقي لوطننا العزيز. ومما يجب على المؤسسات التعليمية تشكيل لجنة مختصة فعلا لتقييم التدريب العملي المعطى لطلبتهم من قبل الجهة الكفيلة ومن ثم تقييم تحصيل التدريب الفعلي للطالب من خلال امتحان قصير أو أي معيار آخر منظم من قبل الجهة التعليمية، بالتنسيق مع الجهة الكفيلة حتى لا نصدم في نهاية المطاف بجيل لا يفقه أجواء العمل ويرفض العمل في المستقبل في مؤسساتنا الوطنية.
ومن باب الحرص على خلق أجواء مهنية مهيأة، يجب قبل زج المخرجات الطلابية في بيئة العمل إعطاؤهم محاضرات تثقيفية منظمة عن سلوكيات وأجواء العمل بالتنسيق مع الجهات الكفيلة والجهات التعليمية لكي تكون الصورة واضحة وجلية وذات قيمة للجميع.
ونحن هنا نطرح سؤالنا للجهات التعليمية المختصة سواء جامعات أو أكاديميات أو مدارس ثانوية: هل هناك جهة رقابية فعلية لتقييم هذه المخرجات المستقبلية قبل أن تصاب بداء طاعون البطالة وعدم الكفاءة؟!
أملنا كبير في أن يصحح هذا الوضع ونحصل على جيل قادر على أن يتماشى مع سوق العمل وتكون عملية الإحلال القيصرية سهلة للجميع ونقتل داء البطالة الذي اجتاح مملكتنا بفنونه وجنونه بتكاتف جميع المسئولين في مملكتنا الغالية.
عصام محمد رمضان
لا يمكن أن تكون تلك الأيام في طي النسيان فهي من الأيام الخالدة. والشعب البحريني دائماً يتطلع إلى تاريخه ويبحث عن أمجاده، فهناك رجال يضرب بهم المثل لما قاموا به من جهد وعطاء من أجل هذا الوطن، فالتاريخ لا ينسى تلك الرموز التي سجلت أسماؤها وكتب عنها وعن حياتها؛ فالمؤرخ أو الكاتب المنصور لا ينسى هؤلاء والباحث أو من يصدر كتابا قيما يروي عن حياة هؤلاء فبفضل هؤلاء الكتاب - ولو بنسبة قليلة - تعرفنا على الكثير من الأشياء ما كنا من قبل لنعرفها ولا الجيل الحالي، وهذه حقيقة. فالمؤرخ الراحل مبارك الخاطر هو من استطاع أن يؤرخ تاريخ البحرين ويصدر عدداً من الكتب التي لها قيمة في حياة القارئ البحريني والخليجي وفائدتها تعم الجميع، فالخاطر هو من كتب عن تلك الشخصيات التي أثرت الحياة الثقافية والأدبية في مملكة البحرين، ثم يعود الكاتب خالد البسام ليكمل الصورة فلم يقصر البسام مشكورا الذي أخذ يبحث أكثر ويكتب ويصدر بعض الكتب وإعداد موضوعات ذات أهمية مثل كتاب «تلك الأيام» الذي صدر في العام 1988م الذي يتحدث عن تلك المراحل والأيام وهو من أجمل الكتب وله قيمة عالية. فلو قرأنا هذا الكتاب لوجدنا التاريخ لايزال يقلب أوراقه من جديد ويعود الفضل كله لهؤلاء الباحثين المؤرخين. نعود مرة أخرى إلى تلك الأيام وما هي تلك الأيام في نظرنا اليوم؟ هل هي أيام ذهبت وطواها الزمن وأصالتها لاتزال باقية حتى يومنا هذا ولدى الكثير ممن يبحثون عن التاريخ ويقلبون صفحات الماضي العريق؟
تاريخ البحرين لا يمكن أن يكون في طي النسيان ودائماً يتجدد، فالوثائق تثبت أن تاريخ أهل البحرين يعتبر تاريخ الحضارات القديمة والمراحل، وعلماء الآثار كانت لهم دراية وأثبتوا من خلال استمرارهم في التنقيب والبحث المستمر والحصول على بعض الأشياء والأواني القديمة والأختام الدلمونية والسومرية وحياة أهل سومر ودلمون وكيف عاشوا في البحرين.
حميد أحمد الدرازي
حسناً فعل اتحاد الكرة حينما قرر إعفاء المدرب لوكا من مهمة تدريب المنتخب، بعد مسلسل طويل من الخسائر والتعادلات منذ أن تسلم لوكا القيادة. وآخرها الخسارة القاسية أمام المنتخب الأسترالي في بداية تصفيات كأس الأمم الآسيوية. يذكر أن المنتخب الأسترالي لعب المباراة من دون لاعبيه المحترفين وبقيادة مساعد المدرب، ليبرهن الكابتن لوكا وبكل اقتدار انه غير قادر على تحقيق الفوز ولو حتى في أفضل الظروف! وليثبت لاتحاد كرة القدم بأنه لا يملك مفاتيح الفوز، ما جعل الجمهور يهتف في المدرجات مطالباً اتحاد كرة القدم بإقالة المدرب لوكا، الذي تسبب في تدني مستوى الكرة البحرينية.
صحيح أن قرار الاتحاد كان متأخراً بعد أن فاتت الفرصة في المشاركة في نهائيات كأس العالم، وبعد أن كنا قاب قوسين من الوصول إلى النهائيات، لذلك يجب على الاتحاد أن يفتح صفحة جديدة كما تعهد الكابتن رياض الذوادي بذلك، ويجب على الاتحاد أن يضع كل إمكاناته لخدمة المنتخب.
وكنا نتمنى أن تبدأ الانطلاقة من الكويت كما كانت الانطلاقة الأولى عندما فاز منتخبنا على نظيره الكويتي في الكويت بهدف مقابل لا شيء في المباراة الحاسمة المؤهلة للتصفيات النهائية لكأس العالم العام 2002. وكل التوفيق للمنتخب الوطني في تكملة مشواره لنهائيات كأس الأمم الآسيوية.
سيد فاضل حميد
يا بني النهرين فيما قد مضى
قد ورثتم معجزات القدماء
هكذا أنتم ومازلتم على
ما مضى أصحاب علم وذكاء
واصلوا الدرب وهذا حقكم
فغداً مسكنكم أوج العلاء
أنتم التاريخ قد وثقكم
وبكم أصبح مرموق الرواء
طلعت شمسكم فاغتنموا
كل وقت في صباح ومساء
واصلوا الدرب تعيدوا مجدكم
واصبروا فالصبر شأن العظماء
واصلوه واتركوا جهالكم
إنهم قد ركبوا متن العماء
دربهم شوك وشوك دربهم
هكذا هم في ظهور وخفاء
فدعوهم في حماقاتهم
إنهم قد اغلقوا باب الرجاء
انهم قد حفروا أجداثهم
ولكم من دونهم طول البقاء
يا بني النهرين رصوا صفكم
انه حقاً سلاح ذو مضاء
يا بني النهرين في وحدتكم
نصركم وهو مقال الحكماء
يا بني النهرين هذا شأنكم
يا بني النهرين هيا للبناء
واصلوا الدرب تنالون غداً
قصب السبق وموفور الثناء
محمد جعفر العرب
العدد 1274 - الخميس 02 مارس 2006م الموافق 01 صفر 1427هـ