عقد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً أمس الأول لمناقشة الملف النووي الإيراني ووضع أسس نص مقبل لمجلس الأمن. وفي ختام الاجتماع، غادر السفراء ولم يصدروا إعلاناً. وذكر سفير الصين وانغ غوانغيا أنهم قرروا عقد لقاء جديد ظهر اليوم (الجمعة). وأضاف «لكن التدابير التي يمكن أن يتخذها المجلس يجب ألا تزيد الوضع تفاقماً». فيما قال السفير الاميركي جون بولتن إن الهدف من الاجتماع هو مناقشة «الرد المناسب لمجلس الأمن» على الوضع المتعلق بالبرنامج الإيراني. وأوضح نظيره البريطاني ايمير جونز باري «مازلنا في المرحلة التمهيدية». وأضاف «سنكثف الآن مناقشاتنا هنا لنرى بالضبط ما سنقوم به وأعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن الوقت الذي سنعرض فيه نصاً على مجلس الأمن». كما ذكر السفير الفرنسي جان-مارك دو لا سابليير أن هدف الاجتماع هو إجراء مناقشات مع روسيا والصين «بشأن العناصر التي يتعين إدخالها في النص». وأشار إلى أن عمل مجلس الأمن يفترض أن يكون «تدريجياً»، لأن الهدف هو إقناع الإيرانيين «بالعودة الى وقف أنشطتهم المتعلقة بتخصيب اليورانيوم».
وأعلن عدد من الدبلوماسيين أن النص الذي يمكن أن يعرض على المجلس لتبنيه يفترض ألا يكون قراراً إنما إعلاناً لا ينطوي على الطابع الإلزامي لقرار لكنه يتطلب إجماع الدول الـ 15 في المجلس. وأضاف آخرون أن البيان يطلب تقريراً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال 30 يوماً بشأن هل تعاونت إيران مع الوكالة وأوقفت أنشطتها. غير أن أحد المبعوثين قال إن بريطانيا تريد الآن مهلة 14 يوماً لكن لم يتم التوصل إلى قرار فوري بين الأعضاء الخمسة الدائمين.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس إن إيران هي التحدي الأول أمام أميركا وانه لا توجد دولة تشكل خطراً على أميركا أكثر من إيران. بينما قالت بريطانيا إنها تأخذ على محمل جدي تهديدات إيران بأنها يمكن أن تلحق «أذى وألماً». ورحبت «إسرائيل» بقرار إحالة الملف إلى مجلس الأمن، غير أنها اعتبرت أن هذا القرار بمثابة الخطوة الأولى على طريق من الضغوط الدبلوماسية للحيلولة دون وصول إيران للقنبلة النووية.
وتزامن ذلك مع اعتبار وزير الخارجية سيرغي لافروف فرض عقوبات على إيران لن يفيد في إقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية. وأوضح أنه يعارض حلاً عسكرياً للأزمة الإيرانية وعبّر عن تشككه في أية إجراءات قد يقترحها الغرب في المجلس.
ورداً على سؤال هل يتعين على المجلس طرح إمكان فرض عقوبات، قال: «إن الوضع يذكره ببحث مجلس الأمن لمسألة إذا كان لدى العراق أسلحة دمار شامل قبل الغزو الذي قادته أميركا العام 2003». وسئل لافروف عن تصريح نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي، قال: «إن المجتمع الدولي مستعد لفرض عواقب وخيمة» إذا لم تذعن إيران. وأوضح «نحن على قناعة بأنه لا يوجد حل عسكري»، وأشار إلى أن مسئولين بريطانيين وألماناً قالوا علناً إنهم يشاركونه هذا الرأي.
كما، دعت الصين إلى التفاوض لنزع فتيل المواجهة قائلة إنه مازال هناك متسع للتعاون. في المقابل، أعلن المرشد الأعلى السيدعلي خامنئي إن بلاده «ستقاوم أي ضغط أو مؤامرة» وستواصل برنامجها النووي. وقال في خطاب أمام مجلس الخبراء «بعون الله وباستخدام المنطق والحكمة وبالحفاظ على وحدتهم، سيواصلون طريقهم نحو التكنولوجيا المتقدمة بحيث تشمل التكنولوجيا النووية». وقال: «بناء عليه، إذا تخلى الشعب وحكومته عن الحق النووي، فإن المغامرة الأميركية لن تنتهي وسيجدون ذريعة أخرى».
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «زمن الترهيب ضد بلاده قد ولى». وقال خلال لقاء عام في مدينة كوه دشت في محافظة لورستان: «إننا سنتبع شعار الإمام الحسين ونقول هيهات منا الذلة».إلى ذلك، قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إن مئات المواطنين شكلوا سلسلة بشرية حول نطنز لتخصيب اليورانيوم.
وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني، أن أميركا لا تملك «الوسائل» لشن عمليات عسكرية محتملة ضد إيران... بينما أكد رئيس الشورى غلام علي حداد عادل أن الضغوط ضد إيران تستهدف استقلالها. واعتبر سفير إيران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية تحويل الملف قضية أمنية، معتبراً أن مقترحات طهران للوصول إلى حل سلمي قد أهدرت عمداً.
وطرح سفير إيران لدى تركيا فيروز أبادي بشكل مفاجئ اقتراحاً لتخصيب اليورانيوم وتطوير وقود الطاقة النووية الإيرانية على أراضي تركيا، وذلك حسبما ذكرت صحيفة «جمهوريت» التركية التي أعربت عن رفضها للمقترح ووصفته بأنه بمثابة رشوة.
العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ