اعتبر مسئول ومحللون إيرانيون أن قادة طهران المحافظين المتشددين لن يتراجعوا عن البرنامج النووي الإيراني حتى وإن أدى ذلك إلى عقوبات أو ضربات أميركية.
ويرى النظام الإيراني أنه في موقع قوة معتمداً على الدعم الشعبي الذي تغذيه الأسعار المرتفعة للنفط، ومعتبراً أن الولايات المتحدة منهكة بتورطها في المستنقع العراقي.
وقال مسئول في النظام طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس: «نأمل أن تتغلب الدبلوماسية، لكن الأميركيين يريدون إذلالنا ويريدون أن نتخلى عن حقوقنا المشروعة وإلا يشنون هجوماً علينا».
واعتبر المسئول أنه بما أن إيران لا تنوي الرضوخ للضغوط والتراجع عن مشروعاتها النووية «فإننا نتوقع أن تنتهي هذه القصة كلها بهجوم أميركي على إيران ونحن مستعدون له».
ويتوقع أن يجتمع مجلس الأمن الدولي قريباً للنظر في ما يجب اتخاذه من إجراءات إذا رفضت إيران تعليق نشاطاتها النووية الحساسة والتعاون بشكل أوسع مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبغض النظر على تحذير محتمل، يتوقع أن يتخذ المجلس عقوبات كما حذرت من ذلك السلطات الأميركية الأربعاء الماضي.
لكن طهران تدافع بحزم عن «حقها» في تخصيب اليورانيوم على نطاق محدود بهدف الأبحاث. إلا أن الدول الغربية تنكر عليها ذلك لاشتباهها في أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى صنع سلاح نووي.
وأكد المحلل لشئون الشرق الأوسط محمد صادق الحسيني، والذي يعتبر من المعتدلين، أن «إيران ستقاوم أمام الولايات المتحدة». وأضاف «أن القادة الإيرانيين يعولون على الدعم الشعبي. لقد فكروا في احتمال وقوع حرب لكن الولايات المتحدة اليوم أضعف مما كانت عليه قبل شن الحرب على العراق».
وفي إشارة إلى نفوذ النظام الإيراني في المنطقة، أكد المحلل أن «الأميركيين رهائن لإيران في العراق وأفغانستان وسورية ولبنان وفلسطين».
واعتبر مدير صحيفة «القدس» المحافظة غلام رضا غلاندريان أنه حتى وإن كانت إيران «ترغب في التفاوض فإننا لن نقبل بتجاهل حقوقنا». وقال: «إن المسالة النووية في الحقيقة موضوع بين إيران والولايات المتحدة. وآخر خطة أميركية للشرق الأوسط هي في الواقع خطة لفرض سيطرتها على المنطقة».
وأوضح أنه «إذا تغير الوضع وأصبحنا نواجه المزيد من القيود، فليس معقولاً ألا نلجأ إلى ما لدينا من وسائل ضغط».
وعلاوة على وضعها كثاني منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط، تقيم إيران علاقات بمجموعات إسلامية في دول المنطقة سواء كانت منظمة بدر في العراق أو حزب الله في لبنان أو حركة «حماس» في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال غلانداريان: «إذا حدث ذلك فإنه لن يكون في صالح الولايات المتحدة والمنطقة». واعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيدعلي خامنئي أمس (الخميس) النزاع بشأن الملف النووي الإيراني آخر مرحلة في المواجهة الدائرة - على حد قوله - بين إيران والولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية العام 1979. وأكد خامنئي «أن السلطات الأميركية تستخدم المسألة النووية ذريعة لمواجهة النظام الإسلامي».
وأكد المسئول الأول أن إيران استعدت لهذه المعركة الأخيرة، وقال: «كان باستطاعتنا، إذا أردنا، خلق مشكلات كثيرة للولايات المتحدة في المنطقة في كل الدول التي توجد فيها، مثل العراق وأفغانستان».
وحذر من أنه إذا هاجم الأميركيون إيران «فإننا سنضرب مصالحهم في كل مكان، في المنطقة وغيرها. إن قواتنا مستعدة. سنسقطهم من موقعهم كقوة عظمى في العالم».
العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ