قالت حركة «حماس» مساء أمس انها ستقدم صيغة جديدة لبرنامجها الحكومي إلى حركة «فتح» التي اشترطت للمشاركة فيها أن يتضمن «وثيقة الاستقلال» والنظام الأساسي للسلطة الفلسطينية. وقال الناطق باسم كتلة «حماس» صلاح البردويل بعد اجتماع مع كتلة «فتح» البرلمانية والكتل الأخرى إن الحركة ستعرض «صيغة مشتركة على الإخوة يدرسونها من خلال مرجعياتهم». وتضاربت الأنباء بشأن تعرض «فتح» لضغوط أميركية تدعوها إلى عدم المشاركة في حكومة «حماس». بينما قالت مصادر دبلوماسية غربية إن واشنطن تعتزم تقليص اتصالاتها بالحركة إذا انضمت إلى الحكومة، ونفى رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد، تعرض الحركة لتلك الضغوط.
الأراضي المحتلة - وكالات
عقدت حركة «حماس» أمس لقاء موسعا مع ممثلي الكتل البرلمانية - باستثناء كتلة «الطريق الثالث» برئاسة سلام فياض - في منزل قائد كتلة الحركة في المجلس التشريعي محمود الزهار لبحث مصير الحكومة.
ويعد هذا اللقاء مصيريا بالنسبة لتشكيل الحكومة، إذ إنه من المقرر أن تعطي الكتل قرارها النهائي بشأن تشكيل الحكومة التي من المتوقع أن تعلن نهاية الأسبوع الجاري برئاسة إسماعيل هنية الذي شارك في الاجتماع.
ومنعت «إسرائيل» رئيس كتلة «فتح» في المجلس عزام الأحمد من الوصول إلى غزة عبر معبر إيرز الأمر الذي دفع الحركة إلى تعيين ماجد أبوشمالة رئيساً لوفد الحركة في الاجتماع. وعزت عضو التشريعي عن قائمة «الطريق الثالث» حنان عشراوي عدم مشاركة وفد القائمة إلى أن «حماس» لم توجه الدعوة إليها.
وأكد هنية عقب انتهاء الجلسة الأولى من المشاورات أنه يرغب شخصيا والحركة في تشكيل حكومة ائتلاف وطني يجمع الفصائل. ووصف الأجواء التي جرت فيها المشاورات بأنها مريحة وان الكتل البرلمانية ستواصل مشاوراتها المكوكية اليوم.
وسبق الاجتماع موقف لـ «حماس» أعربت فيه عن استغرابها من التصريحات التي عبرت عن رفض «فتح» للخطوط العامة للبرنامج السياسي لحكومتها وطرحها بدائل في وقت مازالت المشاورات قائمة.
واعتبرت «حماس» إن مثل هذا الرفض «استباق لنتائج الحوار». وقال الناطق باسم كتلة «حماس» البرلمانية صلاح البردويل «أرسلنا رسالة إلى فتح وإلى كل القوى تضمنت الخطوط العامة للبرنامج السياسي للحكومة المقبلة، وهذا البرنامج سيجري مناقشته ولم نتلق رداً على الخطاب بالرفض أو القبول من فتح أو غيرها».
في الإطار ذاته، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تعتزم تقليص اتصالاتها بـ «فتح» إذا ما انضمت إلى حكومة «حماس». وقال مسئولون فلسطينيون إن مسئولين أميركيين ابلغوا الرئيس محمود عباس وكبار مسئولي الحركة إن واشنطن تعارض انضمام فصيلهم إلى الحكومة الجديدة.
في غضون ذلك، نفى رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات تقارير ذكرت أن مصر قامت بوساطة بين عباس وهنية. في حين، قال مسئول مصري إن أبومازن سيقوم اليوم (الثلثاء) بزيارة القاهرة لإجراء مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك بشأن الجهود المبذولة لتشكيل حكومة «حماس». وأضاف أن هنية سيصل إلى القاهرة بعد غد (الخميس) أيضا لإجراء مباحثات مماثلة مع كبار المسئولين المصريين.
ويستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجمعة المقبل عباس لمناقشة المسائل المتعلقة بعواقب فوز «حماس». وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن زيارة عباس إلى باريس لم تكن مدرجة في برنامج الجولة التي يقوم بها في أوروبا التي تشمل زيارة فيينا وستراسبورج وبروكسل والقاهرة يوم السبت والأردن.
وعلى صعيد المساعدات، كشف عضو المكتب السياسي لـ «حماس» وعضو الوفد القيادي الذي يزور السعودية حالياً عزت الرشق، عن اتصالات مباشرة بين أعضاء الحركة داخل فلسطين والمسئولين الأوروبيين، أكد فيها الأوروبيون دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني.
في وقت، صرحت فيه وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس «انه ولو من الممنوع بموجب القانون الأميركي إعطاء معونات مباشرة إلى حكومة تقودها حماس فإنها تأمل أن تتمكن أميركا من تقديم مزيد من المعونات الإنسانية إلى الفلسطينيين». وقالت قبل زيارتها إلى أندونيسيا أن أميركا تفكر في زيادة مساعداتها الإنسانية للفلسطينيين.
من جهة أخرى، أكد مصدر فلسطيني في القاهرة أن اتصالات تجري حالياً بين عباس وبين أمين سر اللجنة المركزية لـ «فتح» فاروق القدومي بشأن إعادة بناء تنظيم الحركة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
في الجانب الإسرائيلي، لم يستبعد رئيس حزب العمل عمير بيريتس احتمال انضمام حزبه إلى ائتلاف حكومي مع حزب «كاديما» الذي يترأسه رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت. وانتقد رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت تصريحات اولمرت بشان رسم الحدود النهائية ل»إسرائيل» بحلول 2010 وقال إنها جزء من الحملة الانتخابية وتتناقض مع مرجعيات السلام.
ميدانيا، أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه أوقف عند حاجز في بيت ايبا قرب نابلس شابين فلسطينيين كانا ينقلان في كيس شحنة ناسفة تزن 20 كيلوغراماً يشتبه بانهما خططا لهجوم بمناسبة عيد المساخر اليهودي.
كما قال المتحدث إن الجيش أوقف 11 فلسطينيا في الضفة الغربية بينهم 3 ناشطين في «حماس» وناشط في «الجهاد». إلى ذلك، أصيب 3 أشخاص خلال مواجهات بين مستوطنين وناشطي سلام كانوا يريدون زرع أشجار زيتون قرب الخليل جنوب الضفة الغربية.
القاهرة - د ب أ
أفادت تقارير إسرائيلية أن عدداً من الدول العربية وافقت على تسليم مسئولين فلسطينيين كبار يشتبه بتورطهم في عمليات فساد مالي إلى السلطة الفلسطينية.
ونسبت صحيفة «جيروزاليم بوست» إلى مسئولين في السلطة قولهم إن البعض من هؤلاء المشتبه بهم وصلوا فعلاً إلى قطاع غزة قادمين من مصر. وكان المدعي العام الفلسطيني أحمد المغني قال إن السلطة تلاحق المسئولين الفاسدين في الداخل والخارج وإنه لن تكون هنالك حصانة لأي شخص ثبت تورطه في سرقة المال العام.
وأبلغ الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي توافق فيها دول عربية على تسليم مسئولين فلسطينيين إلى السلطة مشيرين إلى أن هذه الدول هي مصر والأردن وقطر
العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ