العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ

العلمانية اصطدمت بالدموية في عالمنا الإسلامي

في منتدى كلية الآداب في جامعة البحرين:

رأى عضو هيئة التدريس في جامعة البحرين عدنان زرزور في ندوة عن «العلمانية والدولة الدينية» أقيمت بالجامعة صباح الأحد 26 مارس /آذار الجاري أن الحديث عن العلمانية بدأ يطفو على السطح بصورة لافتة، بالتزامن مع ما يشهده العراق من عنف ومحاصصة طائفية، وظهور ولاية الفقيه في إيران، وحكم طالبان السابق في أفغانستان.

وذهب زميله عضو هيئة التدريس في قسم العلوم الاجتماعية باقر النجار في الندوة التي أقامتها اللجنة الثقافية في منتدى كلية الآداب إلى أن قضية العلمانية «اصطدمت في العالم الإسلامي بكثير من الدموية والحواجز النفسية التي حالت دون أن يأخذ هذا الصراع سياقه» في التداول والطرح. واعتبر النجار في الندوة التي أدارها عضو اللجنة الثقافية بالجامعة فتحي أبوالعينين أن «الحديث عن العلمانية، وتحديداً في المنعطف الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية، هو حديث شائك لا يخلو من الانعطافات، كما أن شظاياه تتقاذف هنا وهناك». وتحدث النجار - أحد علماء الاجتماع المعروفين على المستوى الخليجي من خلال دراساته عن المجتمع والمرأة والتحديث في منطقة الخليج العربي - في محورين، الأول يرتبط بتطور المفهوم كما جاء في التجربة الأوروبية، والثاني يتعلق باختراق المفهوم لكثير من مجتمعات العالم الأخرى في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.

بدايات العلمانية

وعن بدايات العلمانية قال النجار: «إن الحالة الأوروبية لا يمكن عزوها إلى عملية راهنة، بل هي تموجات منذ عصر النهضة حتى الآن»، مشيراً إلى «انعطافة الثورة الصناعية» و«تطور مفهوم القدسية بشكل عام» الذي انتهى إلى «مبدأ الفصل بين الدين والسياسة». ووقف الباحث عند فرنسا التي وصفها بـ «أم العلمانية الأوروبية»، منبهاً إلى أن «فصل الدين عن السياسة لم يتحقق فيها (فرنسا) إلا العام 1905 مع صدور قانون يحدد معالم العلاقة مع الكنيسة».

ورأى النجار أن مفهوم العلمانية في فرنسا يختلف عن المفهوم نفسه في الدول الأخرى، وبالتحديد المنظومة الإنجلوسكسونية التي تمثلها بريطانيا وايرلندا وأميركا وألمانيا. وبحسب الباحث فإن «مفهوم العلمانية في فرنسا يتمثل في فصل الدين عن السياسة، وتشكيل الدولة اللادينية، ولكنها ليست بالضرورة دولة ملحدة، أما في بريطانيا على سبيل المثال فإن العلمانية تعني إضعاف دور الدين في الدولة، وكلما ضعف هذا الدور اتسمت هذه الدولة بالعلمانية». وعلى رغم إقراره بأن العلمانية دخلت في مناوشات في أوروبا فإنها استقرت في بعض الدول، وألمح في الوقت ذاته إلى أن ذلك الاستقرار «استقرار هش».

وأوضح النجار المفهوم السائد للعلمانية، معتبراً أن «حياد الدول وعدم تحيزها يفضي إلى التماهي مع الآخرين في أرض الوطن»، من خلال مفهوم المواطنة. وفي محور الحديث حول استقبال مفهوم العلمانية في الدول غير الأوروبية أكد أن «المقولات تعددت في العلمانية، وتراوح رد الفعل عليها بين المناداة لها والارتداد عنها»، غير أن «بعض الكتابات رأت أن العلمانية مقولة للنقاش والرد». وذكر أن هناك مجتمعات تحولت إلى العلمانية، مثل: اليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وتركيا.

نشأة العلمانية

من جانبه، استطرد عدنان زرزور في الحديث عن مفهوم وأسباب نشأة العلمانية في أوروبا، مؤكداً أن دواعيها دنيوية بعد أن أغرق الأوروبيون في الحروب الدينية، اذ «لم تنفع الصلاة والابتهالات (...) فكان الاتجاه نحو التفكير في الدنيا، والطبيعة، والجسد، ما أفضى إلى دراسة العلوم الطبيعية».

ويوافق زرزور العقاد في تسميته للعلمانية بالدنيوية، مؤكداً أنها «حركة اجتماعية تصرف الانتباه عن الآخرة للدنيا، كما تعرفها الموسوعة البريطانية».

وقال في سياق حديثه عن دوافع ظهور العلمانية: «كان الغرض رفع عدوان الكنيسة عن الناس، وليس إقصاء الدين»، مشيراً إلى أن «من نتائج العلمانية الإيجابية تكريس سلطة المواطنة، وحفظ الحقوق الدينية، وتعزيز الاتجاه العلمي». وأضاف: «في المقابل نجد أن الأمة الإسلامية حافظت على تفوقها في الفترة التي شهدت نهضات دينية وثقافية»، مشيراً إلى «علماء القرن الهجري الثاني، والعصر الذهبي في عهد المأمون».

وفي مداخلة لعضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية منذر عياش فضل أن يقف موقفاً آخر مما سمعه قائلاً: «أرى من الأولى رد الأمر إلى السمات الحضارية لكل شعب»

العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً