مشرفة المنتدى الأدبي في منتدى النويدرات هاجر شاركت في منتداها بهذه المساهمة
مذ أن خلق البشر، ومذ أن تكاثروا... فهم في صراع دائم فيما بينهم، كصراع قابيل وأخيه هابيل، إزدادت المشكلات وازدادت أخطارها... فكثيراً ما نرى ابتسامة يعكرها شيئ من حزن أو خوف... ابتسامة اخترقتها الدمعة، ابتسامة تلاشت باعتصار الالم واختناق العبرة
وكثيراً ما تستوقفنا تلك الصور في بعض القنوات والتي تحكي حالاً عصيبة يعيشها المظلومون والمغلوبون على أمرهم، حالاً من القتل والسلب، من الجوع والنهب، من التعذيب حتى الموت.
فلو ألقينا نظرة على البشر في إفريقيا مثلاً... نرى أنهم الأكثر تعاسة على وجه الأرض وذلك لافتقارهم المأكل والمشرب والمأوى، يعيشون حياة أدنى من عيشة الحيوان في أرض خيرة، تؤلمنا قلوبنا حينما نراهم على الشاشة بجسمهم النحيف بحيث يلحظ الهيكل العظمي عليهم، وثيابهم الممزقة، يعيشون بلا مأوى، تؤلمنا قلوبنا حينما نراهم مستسلمين للجوع، مستسلمين للعطش حتى باتوا يروون أنفسهم بمياه الوحل القذرة سعيا للحياة، تؤلمنا قلوبنا حينما نرى الحيوانات أقوى منهم بنية، ويحدث هنا العكس «انقضاض الطير على فريسته وهم بنو البشر»...
مؤلم كل هذا... والمؤلم أننا ننظر إليهم والشفقة تملأ كياننا ولا نستطع فعل شيء...
نحن في زمن تعددت المشكلات وقلت فيه الحلول...
يكاد الإنسان أن ينام مفتوحة عيناه وذلك خوفاً على نفسه، وعلى أسرته من السرقات، ومن الإرهاب عموماً...
لماذا الحروب...؟
يقلقنا كثيراً حينما نرى الشعوب مغلوبة على أمرها، نراها خضعت لحكم مرهب وقاس، نتساءل في أنفسنا، لمَ هؤلاء لا يعشقون السلام كما نحن نعشقه ونحن إليه... لما قلوبنا تختلف عن قلوب هؤلاء الغزاة؟ لمَ القتل وعدم الرحمة؟ لمَ سفك الدماء وحب التغلب على الخير؟ لمَ يعتبرون الحق باطلا والباطل حقاً؟
نحن... نضع اللوم على الزمن الذي نعيشه، ولكنه لم يفعل شيئاً، نعم، كثيراً ما نقول: الحياة ليس لها معنى، فلم خلقنا !!
لا يمكننا الاستسلام بهذه الطريقة، بل علينا أن نتحدى كل ما هو صعب، علينا أن نعي متطلبات الحياة لكي نحقق ما تصبو إليه أنفسنا، فالله سبحانه يمتحن خلقه ليرى مدى تحمله، والابتلاء هو خير من عند الله، لا يمكن لنا أن نهوي بأنفسنا إلى أسفل السافلين بل علينا أن نواجه صعوبات الحياة بكل متطلباتها. وإن استسلمنا فهذا يعني أننا أخطأنا الحكم على الزمان، فنحن من يؤثر على الزمان وليس هو الذي يؤثر علينا.
وكذلك لنتعلم، إذا أراد الفرد أن يحقق رغبته في أمر لا يمكنه أن يقف مكتوف اليدين وكأنما الدنيا مصباح سحري يحقق له ما يريد، لا بل لابد له أن يكافح ويجاهد من أجل الوصول إلى هذا الشيء.
كما النجاح... إذا ذاكر الطالب سينجح وسيحقق خير النتائج وأما إذا تكاسل وخمل لن ينتج إلا أسوأ النتائج..
وأخيراً... وليكن الختام مسكاً بهذه الكلمات
كم جميل أن تزرع شجرة لتحصل على ثمرة
كم جميل أن تنقذ كائناً من الموت بشربة ماء
كم جميل أن ترسم ابتسامة على وجوه الآخرين
اختم موضوعي بهذا البيت الرائع:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو زماننا من غير ذنب
ولو نطق الزمان بنا هجانا
إلى هنا، والحياة مستمرة إلى أن يشاء الله، وكلكم راع ومسئول
العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ