قالت جامعة الخليج العربي إن خطة تنفيذ مشروع إنشاء المدينة الطبية تمضي وفق الخطة الزمنية المحددة.
وقالت الجامعة في بيان بهذا الخصوص: «يرتقب أن تضيف مدينة الملك عبدالله الطبية في مملكة البحرين التي تشرف على تنفيذها جامعة الخليج العربي قيمة مضافة إلى رصيد الانجازات الطبية في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي؛ فهذه الهدية التي قدمها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل عام من الآن هدية من الشعب السعودي إلى البحريني بكلفة تصل إلى مليار ريال، بالإضافة إلى مكرمة أخرى قدمها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هي عبارة عن أرض بمساحة مليون متر مربع، ما هي إلا إحدى ثمار التعاون الخليجي المشترك. لهذا أخذت جامعة الخليج العربي على عاتقها مهمة تشييد مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية على مساحة مليون متر مربع لتمضي في تنفيذ المراحل الواحدة تلو الأخرى».
وبحسب الجامعة «تأتي المدينة الطبية كمشروع حيوي غير الربحي في سياق الاستراتيجيات التي تخدم التعليم الطبي في دول المنطقة لتكون نواة لإنشاء حرم جامعي جديد يحتضن جامعة الخليج العربي التي تأسست في العام 1979، برغبة سامية من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وتحملاً منها لهذه المسئولية الكبيرة، أنجزت الجامعة برئاسة الدكتور خالد عبدالرحمن العوهلي المرحلة الأولى من تصاميم مدينة الطبية بما في ذلك من تخصصات طبية ومكونات وأساليب إدارية وتمويلية، لتركز المدينة على مواجهة الأمراض السائدة في منطقة الخليج العربي كالسكري والسمنة والسرطان وأمراض القلب والأوبئة العالمية العابرة كأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير. بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية العامة في تخصصات طبية عديدة مثل الباطنية والأطفال والأمراض النسائية والجراحة لتكون المدينة الطبية جزءاً من الجامعة وامتداداً لها إذ سيديرها مكتب الرئيس، على ان يتم تشغيلها بنظام القطاع الخاص لتخدم المرضى البحرينيين والخليجيين بأسعار رمزية توجه لتغطية جزء من كلفة الأبحاث العلمية، وتأتي هذه الخطوة لتواكب المدينة التوجهات العالمية في القطاع الصحي للاعتماد الذاتي على تمويل الموازنة التشغيلية، والعمل بالإدارة الرشيدة لتتمكن من تقديم خدماتها الطبية لكل فئات المجتمع الخليجي».
وتستوعب المدينة الطبية ـ التي ستقام على أرض تبلغ مساحتها مليون متر مربع (هي عبارة عن هبة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجامعة الخليج العربي) - مستشفى تعليمياً تبلغ طاقته الاستيعابية 300 سرير ومبنى لكلية الطب ومركز أبحاث ومركز تدريب وسكناً للعاملين والطلبة بالإضافة إلى الخدمات المساندة.
ويتوقع الانتهاء من الدراسات للمدينة الطبية في النصف الأول من العام 2011. إذ يتطلع رئيس الجامعة العوهلي إلى نقل الجامعة من الإقليمية إلى العالمية عبر ضم نخبة من الأكاديميين المتخصصين في البرامج المختلفة مثل برامج الإعاقة الذهنية والتوحد وصعوبات التعلم وعلوم الصحراء والعلوم الجينية وبرامج التعليم والتدريب عن بعد، والعديد من التخصصات الأخرى.
وفي هذا السياق، نظمت الجامعة لقاءً حواريا ضم عددا من المسئولين من وزارات الصحة في دول الخليج وأكاديميين من عمداء وأعضاء هيئة تدريس من كليات الطب الخليجية، ومجموعة من رجال الأعمال الخليجيين في القطاع الخاص في مجال الخدمات الطبية من أجل الاتفاق بشان إعداد الدراسات المرجعية عن التجارب العالمية في الخليج العربي والدول الغربية والآسيوية في بناء المدن الطبية وسبل الاستفادة من الدروس المستقاة من التجارب العالمية.
وعن ذلك، قال رئيس الجامعة خالد العوهلي: «باسم أسرة الجامعة، أجدد شكرنا وامتنانا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ على توجيهه الكريم ببناء مدينة طبية تابعة لجامعة الخليج العربي. والشكر والامتنان موصولان لأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على هبته السخية بمنحه أرضا بمساحة مليون متر مربع لبناء المدينة الطبية تتبع لجامعة الخليج العربي، سائلا المولى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن يديم عزهما ذخرا للإسلام والمسلمين»».
وأضاف: «أن الجامعة تتوجه إلى بناء تعاون مشترك مع عدد من المراكز العالمية التي تعزز من مستوى الخدمات الطبية التي ستقدمها لمدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الطبية، كما ستواصل جهودها لبحث التعاون مع مجموعة متكاملة من المراكز الطبية الدولية الرائدة التي تتكامل مع المدينة الطبية لتحقيق الريادة في تقديم الخدمات الطبية لمجتمع الخليج العربي»».
وتابع «»لابد من الإشادة بمتابعة ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لمستجدات تشييد المدينة الطبية وبالدور الذي يقوم به المسئولون في الديوان الملكي وديوان ولي العهد بتوجيهات من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ولابد من الثناء أيضا على الدور المميز الذي تقوم به وزارة الصحة بتوجيهات من رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة والعمل كشريك استراتيجي لدعم أهداف جامعة الخليج العربي وفي تحقيق المدينة الطبية على أرض الواقع، سواء من خلال الاتصالات أو لقاءات المسئولين بالوزارة، أو من خلال اللجنة المشتركة لكلية الطب ووزارة الصحة أو من خلال تمثيل وزارة الصحة في مجلس إدارة مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية أو في حلقة الحوار لموضوع الأسس التي ستقوم عليها المدينة الطبية، لذلك تثمن جامعة الخليج العربي عاليا الدعم الرائد والمتواصل الذي تتلقاه الجامعة من وزارة الصحة لمساندة هذا العمل الخليجي المشترك».
يشار إلى أن جامعة الخليج العربي عقدت حلقة عمل دعت إليها عددا من المسئولين من وزارات الصحة في دول الخليج وأكاديميين من عمداء وأعضاء هيئة تدريس من كليات الطب الخليجية، ومجموعة من رجال الأعمال الخليجيين في القطاع الخاص في مجال الخدمات الطبية بلغ عددهم 26 شخصية قيادية في مجال الصحة العامة والتعليم الطبي والاستثمار. كما استعانت الجامعة بأحد بيوت الخبرة العالمية Price Water house & Cooper لإدارة حلقة النقاش، وإعداد الدراسات المرجعية عن التجارب العالمية في الخليج العربي والدول الغربية والآسيوية؛ للاستفادة من الدروس المستقاة من هذه التجارب.
في انجاز المرحلة الثانية من هذا المشروع الرائد، وقعت جامعة الخليج العربي اتفاقية تشييد المدينة الطبية مع مجموعة سليمان الحبيب في المملكة العربية السعودية لتعلن بدء تنفيذ أولى أعمال مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية بمملكة البحرين، بالتزامن مع بدء تأسيس المركز الطبي الجامعي التابع للمدينة، الذي يحتوي على عيادات طبية في مجالات متخصصة تعمل بها نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس من كلية الطب في جامعة الخليج العربي إضافة إلى خبرات طبية خليجية ودولية وتجهيزات طبية تقنية متقدمة لتقديم مستوى عال ونوعية متميزة من الخدمات الصحية.
هذه الخطوة التي دعت خالد العوهلي إلى تأكيد أن مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية ستكون مقصداً طبياً لأبناء مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي، وستكون منارة تعليمية ومعلما صحياً متطوراً لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية لمواطني دول الخليج العربية والوافدين.
إذ سيكون المقر الأولي للمركز الطبي الجامعي في مبنى مركز الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية في دورين بمساحة إجمالية قدرها ثمانية آلاف متر مربع وسوف يحتوي المركز على 51 عيادة طبية في تخصصات مختلفة، ومختبرات طبية وأقسام أشعة مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، بالإضافة إلى مركز جراحات اليوم الواحد. وسيتم تشغيل المركز الطبي الجامعي بعد عشرة شهور من توقيع الاتفاقية.
وقال العوهلي إن إدارة الجامعة حرصت على أن يؤسس ويدار المركز الطبي الجامعي من قبل إحدى المؤسسات الخليجية ذات الخبرة الطويلة والرائدة في مجال الخدمات الصحية، ووقع الاختيار بعد المنافسة على مجموعة سليمان الحبيب الطبية نتيجة دراسة متأنية ولما تتمتع به من خبرة متميزة ومتطورة في مجال الخدمات الطبية والعناية الصحية، الأمر الذي يؤهلها لتنفيذ وإدارة وتشغيل المركز بالشكل الذي تتطلع إليه إدارة الجامعة، وتحقق في الوقت ذاته آمال وطموحات المرضى الذين يرغبون في الحصول على خدمات طبية بمواصفات ومعايير عالمية.
وبتوقيع إدارة الجامعة هذه الاتفاقية تبنى جسور التعاون بين كلية الطب بالجامعة ومجموعة سليمان الحبيب الطبية لتقديم خدمات طبية ذات جودة ومستوى عالي، والمشاركة مع القطاع الصحي في مملكة البحرين لتقديم خدمات طبية راقية للمواطنين في مملكة البحرين وفي دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه الاتفاقية هي بمثابة تحالف بين خبرة عريقة وقاعدة علمية رائدة قوامها الكفاءات الطبية والطاقات البحثية لأساتذة جامعة الخليج العربي، وكذلك الإدارة المتميزة في الإدارة والتشغيل والمتمثلة في مجموعة سليمان الحبيب، الأمر الذي سيحقق مزيداً من التميز والريادة في مجالي التعليم والرعاية الصحية، كما أن تلك الاتفاقية ستجسد أطر التعاون المثمر لتوظيف التقنية الحديثة والمتقدمة والاستفادة من الخبرات والكفاءات العملية الموجودة.
وستواصل الجامعة إعداد الدراسات التفصيلية والدقيقة للمدينة الطبية والوثائق المرجعية بعد إنجاز المرحلة الأولى من أعمال الـمدينة الطبية، لتركز أكثر ما تركز على مراعاة متطلبات الاستدامة البيئية، وخفض التكاليف التشغيلية دون الإخلال بمستوى الخدمات الطبية التي تقدمها المدينة وإبراز النواحي الجمالية التي تليق بمعلم حضاري في دولة حضارية كالبحرين.
وفي سياق التعاون مع وزارة الصحة البحرينية زار وفد من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية برئاسة رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية شوقي أمين المركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية إذ استقبل الوفد رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي في المقر المؤقت بمركز الأميرة الجوهرة آل إبراهيم. وقد جاءت بناءً على طلب من الجامعة في إطار التعاون والتنسيق بين جامعة الخليج العربي والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في سياق التعاون مع الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، التي لا ينحصر تعاونها على استكمال التراخيص الفنية، بقدر كونها شريكا استراتيجيا لصوغ الاستراتيجية المتلائمة مع رؤية مملكة البحرين الهادفة لتطوير القطاع الصحي، تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين لأن تكون المدينة الطبية موجهة لخدمة شعب البحرين الشقيق ومجتمع الخليج العربي.
وقد استمع رئيس الهيئة إلى عرض شامل عن المركز الطبي ومحتوياته وتوجهاته الاستراتيجية، اشتمل على استعراضٍ لإمكانات مجموعة سليمان الحبيب الطبية - المؤسسة المكلفة بإدارة المركز الطبي – وأبرز منجزاتها على صعيد تأسيس وإدارة المؤسسات الطبية ذات الخدمات الطبية المتقدمة في دول الخليج العربي. كما تضمنت الزيارة جولة في أروقة مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، حيث أطلع الوفد الزائر على مختلف مرافق المركز والتي تضمنت عيادات الخصوبة والإنجاب، ومختبرات التشخيص الوراثي، والجينات، والطب الجزيئي.
يشار إلى أن جامعة الخليج العربي هي مؤسسة علمية إقليمية غير سياسية، ذات شخصية اعتبارية عامة لا تهدف إلى الربح وتقوم بالإسهام في كل ما من شأنه تطوير التربية والتعليم والبحث العلمي والتنمية الشاملة لدول مجلس التعاون الخليجي، وتسعى من خلال أصالة برامجها وتجديد مناهجها وحداثة أساليبها، لتحقيق أهداف محددة كالعناية بالثقافة والحضارة والعلوم والآداب العربية الإسلامية، وإعداد وتكوين الجامعيين والمتخصصين في فروع المعرفة العلمية والمهنية التي تحتاج إليها الدول الأعضاء.
ومن أهدافها أيضا خدمة المجتمع الخليجي وتلبية حاجات الدول الأعضاء بإقامة المؤتمرات العلمية والفكرية والتركيز في خططها وبرامجها على تطوير الدراسات العليا عبر طرح برامج نادرة التوافر في جامعات المنطقة والتي يحتاجها سوق العمل الخليجي، وهي في هذا الإطار تولي عناية خاصة بالبحوث ذات العلاقة بخصائص الدول الأعضاء الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وتسعى طوال عمرها الذي يدنو من العقد الثالث إلى اجتذاب العُلماء والباحثين والمفكرين للمساهمة في تقدم وتطور المعارف الإنسانية، وتبادل الخبرات مع الجامعات ومعاهد التعليم العالي ومراكز البحوث العالمية
العدد 3156 - الخميس 28 أبريل 2011م الموافق 25 جمادى الأولى 1432هـ