إذا عدنا للتصريحات الصحافية التي تتبعت مشكلة التلوث الغازي، سنقف عند بيان قدمه عضو مجلس بلدي الوسطى عبدالله السيدمجيد العالي، مضمونه أن محطة رصد جودة الهواء المشيدة بين منطقتي بندر الدار وشرق المعامير، أشارت في مؤشرها إلى أن نسبة تجاوزات الغاز وصلت إلى 90 في المئة من الهيدروكربونات، هذا خلاف مادة الميثان، وأن أكسيد الكربون يرتفع إلى نسبة 10 في المئة، وذلك في منطقة المعامير وحدها. الملفت للنظر أن بعض الأهالي من المهتمين والمتخصصين اجروا دراسات أكدت وجود غاز كبريتيد الهيدروجين وغاز الأمونيا، وهناك حالات مرضية مرتبطة بالتلوث، منها الطفح الجلدي، واحمرار العين، وضيق التنفس، إضافة إلى ما حاول رصده الأهالي من غازات، وأبخرة، وأدخنة، يمكن رؤيتها وشمها في المنطقة.
ولهذا، فإن الأهالي وممثليهم ما فتئوا يطالبون المسئولين بضرورة التحرك لحصر أسباب التلوث ودراسة الأمراض والأوبئة والغازات، ومحاولة رفع معاناة أهالي المعامير وجو وعسكر والنويدرات والرفاع. واقترح مجلس بلدي الوسطى ضرورة تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مشكلة التلوث الآني، وكشف الحقائق للرأي العام، مع ضرورة دراسة نسب التلوث، ومحاسبة الجهات المتسببة فيه، وتعويض المتضررين وعلاجهم في الداخل، وإذا تطلب الأمر ففي الخارج، وخصوصا أن هناك الكثير من الحالات أخذت بالتفاقم كحدوث إجهاض وغيرها.
من النقاط المهمة التي يشار اليها، أن المشكلة تتزايد حين تتساقط الأمطار في فصل الشتاء، حتى مع قلتها، أو في حالات ارتفاع معدل الرطوبة في الجو، حين تسقط على أكوام الكبريت التابعة لشركة نفط البحرين (بابكو) التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة المعامير، إذ إن من الثابت علمياً عندما تسقط الرطوبة على الكبريت يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع بخار الماء أو الرطوبة في ظل وجود أشعة الشمس، ما يتسبب في تطاير ثاني أكسيد الكبريت الذي يوصف بأنه عديم اللون وله رائحة مميزة وهو سام عن طريق الاستنشاق ومثير للعيون وللجهاز التنفسي ومن الخطورة استنشاق ثاني أكسيد الكبريت بكميات تفوق الحد المسموح به عالمياً، إذ إن الكمية يجب ألا تتعدى 2 جزء من المليون أو 5 ملليغرام لكل متر مكعب، كما أن الزيادة في هذه الكمية تتسبب في حدوث الالتهابات والاختناق والتأثير على العيون وتعرضها للالتهابات. وماذا عن دور الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية؟ لقد أرسلت اللجنة خطاباً الى المجلس النيابي اشارت فيه الى أنها رصدت الملوثات في فترة سابقة، وتم وضع جهاز شبه متحرك في المخازن المركزية بسترة بالاضافة إلى المحطة الثابتة بمنطقة عسكر الواقعة على بعد (2,5) كم تقريباً باتجاه الجهة الجنوبية من شركة «بابكو» في يناير/ كانون الثاني 2002م لغاية ابريل/ نيسان 2005م. وقد وضعت محطة رصد جودة الهواء شبه المتنقلة عند الحدود الغربية من منطقة المخازن المركزية باتجاه شمال شرق منطقة المعامير وعلى بعد أقل من نصف كيلومتر تقريبا من الحدود الشرقية لهذه المنطقة باعتبار هذا الموقع هو انسب المواقع المتاحة لرصد أعلى مستويات التلوث الهوائي الذي قد ينتج عن الصناعات الموجودة في منطقة جنوب «ألبا» الصناعية وشركة «البتروكيماويات» وشركة نفط البحرين (بابكو)، وذلك عندما يكون اتجاه الريح جنوب غربي. وتم أيضا رصد الحدود الجنوبية من منطقة المعامير السكنية التي تبعد عن شركة «بابكو» أقل من كيلومتر باتجاه شمال شرق منطقة المعامير، وذلك بالاستعانة بجهاز محمول وضع تحت التجربة في الفترة 8 يناير - 4 فبراير/ شباط 2005م. وبينت الهيئة أن الاجهزة المستخدمة قديمة ولا تقيس كل الملوثات المعروفة، وقد تقدمت الهيئة بطلب شراء أجهزة حديثة ضمن موازنة (2005 - 2006م). واشارت الهيئة الى أن اهم نتائج رصد التلوث الهوائي في المنطقة تشير الى زيادة في تراكيز بعض الملوثات، علما بأن هذه الملوثات لا يقتصر وجودها على المعامير فقط، وانما يمتد الى القرى والمناطق المجاورة كسترة وعسكر وجو، اضافة الى المدن والقرى الأخرى في المملكة. كما أن الهيئة لا يمكنها قياس المواد العضوية الضارة في البيئة في المناطق الصناعية إذ إن قياسها يتطلب اجهزة دقيقة خاصة لا تتوافر لدى الهيئة وتم طلب توفير موازنة لشرائها الا أن الجهات المعنية لم ترصد الموازنة المطلوبة
العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ