العدد 1308 - الأربعاء 05 أبريل 2006م الموافق 06 ربيع الاول 1427هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

#المعلمات... بين إدارات راقية وإدارات متزمتة!# 

05 أبريل 2006

مثل أولئك، العامل النفسي خارج المدرسة له دور كبير في تقلباتهن النفسية بين ساعة وأخرى، ومثل هذه الحال المضطربة في القسمين يربك العمل ويضعفه ويقتل الدافعية في داخل المعلمات المتعاملات مع تلك المديرات، المعلمات يعرفن جيدا أن ما تمارسه هذه المديرة أو تلك لا يمت للتربية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، إذا لم تكن تلك الممارسات السلبية تختلف وتصطدم مع أبسط الثوابت الإنسانية والحقوقية والتربوية، والمتتبع لمثل هذه المسائل يتبين له حجم تلك التجاوزات التربوية والإنسانية والحقوقية، وإذا سنحت لأحدنا فرصة الاستماع إلى المعلمات اللاتي يعشن في مدارس تديرها مديرات ابتعدن كليا عن الأساليب التربوية والإنسانية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، سيسمع العجب العجاب الذي لا يستطيع الواحد منا تخيله ونحن في هذا العصر! إذ سيجد أساليب بالية أكل عليها الدهر وشرب تمارس إلى الآن، وهذا يدل بكل وضوح على أن أولئك المديرات ليست لديهن القدرة على التأقلم مع التطور في المجالين التربوي والتعليمي، هذا إذا لم يسهمن في تراجع التعليم في محطاته المختلفة مع الأسف، ولم يعطن المجال للمعلمات المبدعات للاستفادة من إبداعاتهن، الكبت والردع والتقريع من الأساليب التي تستخدمها تلك الإدارات.

لا أطيل عليكم في وصف تلك الإدارات حتى لا أتهم بالمبالغة المفرطة، وسأذكر إليكم بعض المواقف الغريبة... في إحدى مدارس محافظة العاصمة عندما عبرت إحدى المدرسات عن امتعاضها في جانب معين (المتعارف عليه بالانتظار) في الورقة التي أرسلت إليها للتوقيع بجملة (سامحكم الله) من كثرة الانتظارات، أتعرفون ماذا حدث بعد أن وصلت تلك الجملة إلى المديرة؟ انتفخت أوداجها واعتبرت ذلك تجرؤا خطيرا لابد من التصدي له بكل قوة، وهولت المسألة بدرجة كبيرة!... لو نظرنا إلى هذه القضية بواقعية متجردين من كل المؤثرات النفسية، أيستحق الموضوع كل تلك الزوبعة؟!

والأمر الآخر اللجوء إلى مثل هذه الأساليب النفسية البعيدة عن التربية كبعد الأرض عن السماء ألا يدل على أن تلك الإدارات تعيش في قرون تبعد عن حاضرنا مئات السنين؟! وألا يدل أيضا على أن مثل تلك الإدارات تضعف المشروعات التربوية التي تطرحها وزارة التربية والتعليم بتصرفاتها الخاطئة؟! وأرجو أن تكون الوزارة على علم بمثل هذه التجاوزات التربوية الصارخة التي تحدث في بعض المدارس في المراحل الثلاث بنسب متفاوتة، ولا استبعد أن الوزارة وجهت إلى بعضهن النصح، ولكن لا حياة لمن تنادي!

السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستبقى المعلمات في قلق دائم في مدارسهن؟ وإلى متى أولئك المديرات لا يشعرن بأن ما يقمن به خطأ فادح في حق الإنسانية؟ لماذا لا يفتحن قلوبهن إلى معلماتهن ويستمعن إليهن بدلا من إصدار الأوامر المجحفة في أكثر الأحيان؟ المديرة التي تتمتع بحصافة ودراية كاملة بعملها والتي تمتزج الضوابط الإنسانية والتربية في نفسها هي التي ستبادر إلى الاستماع إلى معلماتها، وتغير المفهموم القديم للإدارة الذي يعني الهيمنة، إلى معناه الحديث الذي يحول الإدارة إلى قيادة تعتمد على المشورة والشراكة مع الهيئة التعليمية. وأما المديرة التي لا تجد في نفسها الكفاءة التي تؤهلها الجلوس مع معلماتها ومحاورتهن، سنجدها عشوائية في قراراتها ويغلب على تصرفاتها التخبط الذي يضعف العمل ويفقد الثقة بينها وبين معلماتها اللاتي يتمتعن بمؤهلات وقدرات راقية.

لا أريد هنا التعميم، بل أقول إن هناك من المديرات الراقيات في الجانب الإنساني والإداري وشاهدت إحداهن في إحدى الفعاليات التي أقامتها الوزارة وهي تتعامل مع المعلمات بإنسانية فائقة أثارت إعجاب من رآها ودفعني فضولي إلى أن أسأل معلمات تلك المدرسة عن هذه المديرة فرأيتهن امتدحوها كثيرا، ورأيتهن يتحمسن في العمل معها، إثر تلك المعاملة التربوية والإنسانية المراعية للجوانب التربوية والحقوقية. عرفت بعد ذلك أن تلك المديرة تمتلك قدرة إدارية كبيرة الممزوجة بنفسية عالية والمغلفة بأساليب تربوية رائعة ما جعلها رائدة ومتميزة.

السؤال: كم نسبة المديرات من هذا النوع؟ بحسب الاستطلاعات الشخصية لا يمثل رقما مشجعا مع الأسف... أقول من أجل أن نرتقي بالتعليم لابد من الاعتناء بالجوانب المعنوية للمعلمات وهذا لا يحدث إلا إذا أفهمن تلك المديرات عبر ورش عمل متعددة وإلزامهن بتغيير أساليبهن غير التربوية بأساليب تتوافق مع العصر الحاضر، ومتابعتهن من خلال الالتقاء مع معلماتهن لتتمكن الوزارة من تنفيذ مشروعاتها التربوية والتعليمية بالصورة التي تمنتها، فمن دون إصلاح تلك الإدارات لا يمكن تحقيق الأهداف الوزارية التربوية بحدها الأدنى، وأعتقد أن التصرفات اللاإسانية التي تمارس في بعض مدارس البنات مردها إما إلى أن تلك الإدارات ليست على دراية كاملة بمتطلبات الإدارة الناجحة أو أنها تعلم ولكن عندها نزعة التسلط المفرطة التي تؤذي المعلمات اللاتي كتب عليهن أن يكن تحت مظلة تلك الإدارات، وإلا ما الذي يدفع مديرة إحدى المدارس الثانوية بالمحافظة الشمالية إلى مخاطبة المعلمات بكلمات (هيه... هيه... إنتوا) في محفل عام وأقصد به في لجنة التصحيح المركزي، على ماذا يدل هذا التصرف؟ هل المديرة الفاضلة لا تمتلك الألفاظ الراقية التي تخاطب بها معلماتها؟! ولن أتكلم عن قراراتها الغريبة التي سنتها والتي لا تتناسب مع مركزها التربوي كأن تطلب من القسم الذي يحوي مجموعة من المعلمات اللاتي انتهين من التصحيح والمراجعة بأن يبقين في أماكنهن صامتات من دون حراك لمدة ساعتين على الأقل من دون مبرر مقنع، مع العلم أنهن انتهين من تصحيح المقرر ولا يوجد مقرر آخر لم يصحح، وعندما سألت تلك المديرة عن سبب هذا الإجراء قالت إنه قرار من رئيس التعليم الثانوي بضرورة الالتزام بالوقت، وفهمت من هذه العبارة أن تبقى المعلمات في المدرسة حتى ولو انتهين من أعمالهن، والمعلمات فهمن أن الالتزام بالوقت في حال عدم الانتهاء من التصحيح والأعمال الموكلة إليهن، والمشكلة الأكبر أن القسم الذي أنهى كل أعماله ويطلب الأذن للخروج والانصراف تعتبره المديرة قسما غير متعاون ومن تخرج من المعلمات يصلها لفت نظر إلى مدرستها! على رغم أن هذه المعلمة دعتها الضرورة إلى الحضور إلى المدرسة في يوم الخميس والبقاء في المدرسة إلى أوقات متأخرة لإكمال أعمالها من دون مقابل مادي!

ما أقوله إن مثل هذه الحالات لا تخدم التعليم أبدا لأنه لا يراعى فيها تضحيات المعلمات في أيام العطل والحضور إلى المدرسة حرصا منهن على إنجاز العمل في الوقت القياسي... نعم، بعض المدارس تعوض المعلمات اللاتي حضرن في أيام الخميس بأيام أخرى، ولكن يبقى لهن تقدير خاص لتلك التضحيات، أليس كذلك؟ هذا ما أعرفه عن أدبيات وأخلاقيات وزارة التربية والتعليم. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تتقيد بعض المديرات بتلك الثوابت الوزارية التي تدعو إليها الوزارة في كل المحافل التربوية والتعليمية؟ كل ما نرجوه من الجهات المسئولة والمعنية بالتعليم أن ترفع الغبن عن تلك المعلمات اللاتي وقعن في قبضة بعض المديرات اللاتي يتعاملن معهن وكأنهن جزءاً لا يتجزأ من ممتلكاتهن الخاصة، ولا بأس من إعداد استبانة محكمة توزع على المعلمات نهاية كل عام دراسي يكشف من خلالها الحال الواقعي لهذه المدرسة أو تلك، وتعالج المسألة بحسب المعطيات التي تمخضت بعد فرزها وتحليلها. أتصور أن هذا الإجراء يشعر المعلمات بأنهن ضمن اهتمامات الوزارة ومن أولوياتها. نسأل المولى جلت عظمته أن يحفظ معلماتنا في كل مدارس المملكة وأن يبعد عنهن الضغوط النفسية وأن يرفع من معنوياتهن بتفهم مديراتهن حقيقة العملية التربوية والتعليمية، وأن يوفق القائمين على التربية والتعليم في مملكتنا الغالية لحل هذه المشكلة الكبيرة وأن تتمكن من بسط الأمان النفسي في أوساط المعلمات... آمين رب العالمين

سلمان سالم


الأوقاف الحزينة تطفأ عنها الشمعة الأخيرة

وإنا على وداعك يا خالد الشوملي لمحزونون

ها هي الأحزان تتوالى على إدارة الأوقاف السنية أياماً بعد أيام وأعواماً بعد أعوام... فقد خسرت الأوقاف الكثير من المؤثرين المخلصين الذين كانت لهم اليد البيضاء والبصمة الكبيرة في إدارة الأوقاف وتطويرها.

ولعل أبرز هؤلاء: رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية السابق المؤسس الأول للعمل الوقفي، صاحب الفكر الثاقب والعقل المستنير الشيخ دعيج بن حمد آل خليفة.

أما الرجل الثاني فهو رئيس مجلس إدارة الأوقاف السنية السابق خليفة الظهراني، الذي أكمل المسيرة وسعى جاهداً لتبصير الناس بأهمية الوقف، فأنشأ اللجان المختلفة لتنظيم العمل وطوّر العمل الوقفي. أما الرجل الثالث والأخير فهو مدير إدارة الأوقاف السنية خالد الشوملي، الذي حافظ وبكل أمانة على أملاك الوقف وأعاد الأملاك ووثقها بكل إخلاص وصدق... والحق يقال إن العصر الذي شهدته الأوقاف برئاسة الظهراني وإدارة الشوملي عصر ذهبي لم يسبق له مثيل في التطوير وترسيخ المفهوم الوقفي لأفراد المجتمع كافة، وها هي الشمعة الأخيرة تنطفئ برحيل خالد الشوملي عن الإدارة وتعيينه بمرسوم ملكي أميناً عاماً للمجلس الأعلى بالشئون الإسلامية.

فعلاً يا خالد، رحيلك عن الأوقاف خسارة كبيرة للإدارة ولستترك فراغاً كبيراً لا يسد بعد الله إلا برجل مثلك، فمن يعرف خالد الشوملي يدرك كم هو هذا الرجل عظيم، فهو حكيم في إدارته، لطيف في تعامله، عظيم في تواضعه، عظيم في أخلاقه، مكتبه بل قلبه مفتوح للصغير والكبير، الوجيه والفقير... إن رحيله عن الأوقاف خسارة بل هو (رحيله) خسارة عظيمة.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نبارك له هذه المكرمة الغالية، ونتوجه إلى الله بأن يوفق خالد في عمله الجديد ويعينه على تحمل هذه المسئولية التي هو أهلٌ لها بلا شك. كما نتوجه إلى القيادة الحكيمة، وكلنا أمل، بأن تختار لمنصب مدير إدارة الأوقاف الجديد شخصية كشخصية خالد، في إدارته وجديته ووسطيته وحياديته. ونتطلع كذلك إلى اختيار مجلس أوقاف جديد كلياً بروح شبابية ودماء جديدة يعيد إلى الوقف مكانته وحيويته وإدارته على الوجه الأكمل، واختيار العناصر الفاعلة التي تبرز دوره وأثره في خدمة المجتمع بكل حيادية واعتدال.

عبدالناصر أحمد

العدد 1308 - الأربعاء 05 أبريل 2006م الموافق 06 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً