العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ

الضغوط تترك «حماس» أمام خيارات قليلة

تعرضت حركة «حماس» منذ توليها السلطة قبل نحو أسبوعين لضغوط عسكرية ومالية مكثفة من جانب «إسرائيل» والغرب، غير أنها ليس أمامها مساحة كبيرة للمناورة من أجل الخروج من الأزمة. فالحركة غير قادرة بسبب خلو الخزانة على دفع الرواتب أو التعامل مع النقص المتزايد في الغذاء والدواء والوقود في معقلها قطاع غزة وهو ما نتج عن إغلاق المعابر الحدودية. وأدت أعنف ضربات جوية إسرائيلية ضد نشطاء يطلقون صواريخ من غزة إلى استشهاد 15 فلسطينياً بينهم مدنيان وأثارت دعوات للثأر.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب: «حكومة حماس تمر بمأزق صعب وفريد من نوعه». وأضاف «هي غير قادرة على توفير المعيشة للمواطنين وهي أيضاً غير قادرة على الدفاع عنهم».

غير أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن «حماس» ستذعن بما فيه الكفاية للمطالب الغربية والإسرائيلية بالاعتراف بالدولة اليهودية ونبذ العنف والقبول باتفاقات السلام السابقة كوسيلة لتخفيف الضغوط الخارجية.

ويريد بعض المتعاطفين مع الحركة أن تتخذ نهجاً أشد عنفاً، غير أن إنهاء الحركة احترامها لتهدئة تم التوصل إليها قبل أكثر من عام لن يسفر سوى عن المخاطرة بإثارة مزيد من الضغوط الإسرائيلية والدولية. وقال حبيب: «إذا استجابت حماس للضغوط... ستظهر وكأنها استسلمت للضغوط الخارجية، وإذا ما قامت بالرد بشكل عسكري على التصعيد الإسرائيلي فقد تكون العقوبات صعبة التوقع». وقال الأستاذ بجامعة بار ايلان الإسرائيلية مردخاي كيدار: «ربما يحاولون الخروج ببيان يعترف بالحقائق على الأرض... غير أن إسرائيل لن تقبل به أبداً... سيكون انتحاراً جماعياً إذا قبلت ذلك». وقد يكون ذلك أيضاً مدمراً بالنسبة إلى القاعدة الداعمة لـ «حماس» التي يتزايد الاضطراب بينها.

وقال أبومحمد وهو أحد المتحدثين باسم كتائب شهداء الأقصى: «الناس ينظرون حولهم ويرون جميع فصائل المقاومة (تقاتل)... لكن رجال حماس غائبون». ويعتقد محللون إقليميون أنه إذا انهارت إرادة «حماس» تحت وطأة الضغوط فلن يصب ذلك سوى في اتجاه مزيد من العنف وسيصعب من إنهاء الصراع مع «إسرائيل».

ويعتقد كثير من الفلسطينيين أنه إذا سقطت الحكومة فستقاتل «حماس» بأشد ما يمكنها لمنع الرئيس محمود عباس من وضع بديل لها. وحث مدير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات روبرت مالي على التعامل الحذر مع «حماس» لتجنب انهيار فلسطيني. وكتب في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون»؛ «تبني مثل هذا النهج لا علاقة له بالقبول بايديولوجية حماس أو سلوكها السابق وهو على علاقة كاملة باستنباط سياسة واقعية للتعامل مع مشكلة حقيقية».

وأضاف «هذا يتضمن تقييم ما إذا كانت «حماس» مستعدة للتحول بدلاً من افتراض عدم قدرتها على ذلك».

(رويترز

العدد 1314 - الثلثاء 11 أبريل 2006م الموافق 12 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً