وقف «م.ح» للصلاة في أحد المساجد المطلة على مفترق طرق... ذهب ليتوضأ... لكنه وجد ركناَ أساسياً من أركان الصلاة لن يتم أبداً! ويوجب عليه ذلك البحث عن اجازة شرعية بشأن ما إذا كان التيمم جائزاً أم لا! فلا حنفيات ولا ماء أصلاً في دورة المياه. فقام بفتح صندوق سيارته وتوضأ بالماء الذي يحتفظ به للسيارة، وأثناء دخوله المسجد لم يلحظ أن المسجد كان مفتوحاً فلا أبواب ولا نوافذ ولا مكيفات... توقف ليبدأ في الدخول للصلاة إلا أنه لا سجاد ولا فرش بأرضية المسجد سوى القرطاس، فما كان منه إلا أن أحضر قطعة من الفرش يحتفظ بها في السيارة وبدأ الصلاة وهو يفكر كيف يكون بيت الرحمن مهملاً لهذا الحد؟ ولم ينتبه لنفسه، اذ كان يصلي وأشعة الشمس تضرب رأسه، إذ لا سقف لذلك المسجد المبارك!
لم نفتح هذا الموضوع لنقول إن كل المساجد في مملكة البحرين من دون فرش ولا أبواب ولا تكييف، وان إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية غير آبهتين برعاية المساجد، لا بل إن إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية لهما جهودهما المشهودة في الرعاية الواضحة للمساجد، ولمتابعة الوقفيات الخاصة بكل واحد منها، ولكن ما بات يخاف منه هي ظاهرة سرقة المساجد والحوادث التي تعصف بقدسية المسجد بين فترة وأخرى، لذلك أتى هذا الاستطلاع عن وضعية مساجد وجوامع البحرين وما هي آليات إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية في رعاية المساجد والجوامع.
ترى، هل هناك نظام متبع؟ يبين رئيس الشئون الإدارية والموظفين بالأوقاف السنية أحمد جاسم «أن هناك نظاماً موجوداً متبعاً للمساجد الصغيرة والجوامع الكبيرة، يتضح في عمل اللجان التابعة لكل مسجد والجامع من مرتاديه انفسهم، وهذه اللجنان لها أنظمة موجودة، إذ تكون هي عين الأوقاف، إذ الأوقاف لا تستطيع توفير هذا الكم من الموظفين بكل هذه المساجد، وهذه اللجان هي المسئولة عن المحافظة على المسجد وتقديم الطلبات لإدارة الأوقاف السنية من خلال إمام الجامع أو المسجد، إذ هو الذي يقر الحاجيات الخاصة للمسجد المالية والعينية منها، ولذلك اتخذ قرار في منح أحقية التصرف إلى إمام المسجد والجامع بالتصرف في المبالغ التي لا تتجاوز 30 ديناراً، إذ بإمكانه صرفها لعمل هذه اللجنة».
وتندرج تحت المهمات، انشطة كثيرة، فيشير جاسم الى أن عمل اللجنة يتضح في الصيانة ومراعاة كل طلبات المسجد، وتعتبر إدارة الأوقاف السنية أن إمام المسجد أو الجامع هو المسئول الأول باعتباره موظفاً لديها، وعليه واجبات كما للمؤذن دوره وواجباته، إذ في المساجد الصغيرة على المؤذن أن يقوم بفتح وإغلاق المسجد ومراعاة نظافته وحاجياته.
ويوضح «أما الجوامع الكبيرة فإن المؤذن يقوم بمساعدة المنظف في فتح المسجد وغلقه والمحافظة على حاجياته من السرقة أو التلف أو العبث والإمام هو المسئول من قبل الإدارة، والإدارة تستقبل الطلبات الخاصة بكل مسجد سواء جاء الطلب باسم الإمام أو المؤذن... لا خلاف في ذلك».
إن ما تتعرض له المساجد أو الجوامع - كما يشير محدثنا أحمد جاسم - من حوادث السرقة نسبية جداً، وغالبية ما يسرق من دور العبادة المسجلة لدينا في إدارة الأوقاف السنية هي سرقة أجهزة المكرفونات أو الصناديق المالية الصغيرة أحياناً، وأحياناً الكبيرة منها أو سرقة المكيفات أو الشبابيك، وعادة ما تكون هذه الحوادث بسبب عدم وجود حارس الجامع أو المؤذن، ويكون المساءل الأول من جهة الإدارة هو الإمام، وكذلك نسأل الحارس والمؤذن، وأكرر أنه ولله الحمد أن حوادث السرقة ليست بشكل ملموس، إذ لظروف معينة ونادرة وغير مكررة تحدث مثل هذه السرقات.
من باب اشراك الأهالي في العمل المثمر ضمن اطار رعاية المساجد، يؤكد مدير الأوقاف الجعفرية عون علي الخنيزي ضرورة المحافظة على أي مبنى من بيوت الرحمن، ويبين الخنيزي أن سبيل المحافظة عليها يكمن في رعاية مرتادي المسجد أو الجامع، «وإننا في إدارة الأوقاف الجعفرية نقوم بوضع حارس إلى المقامات والمواقع التي تحتاج إلى خدمة الزائرين فقط، وأن يكون الحارس موجوداً بشكل متواصل، وبالتالي وإذا كان مسجداً عادياً أو جامعاً فبالتالي فإنه لابد لمرتاديه أو القيم عليه مراعاته شخصياً»، ومن مهمات القيم المحافظة على نظافته وانتظام الشعائر فيه، إذ إننا كإدارة نعطي مرونة كبيرة لتعامل في الطلبات الضرورية بأن يقوم القيم بها شخصياً، ومراعاتها من أي تلف وإخبار الإدارة بعد ذلك».
ماذا عن تلك الظاهرة المستهجنة والمستنكرة عن ظاهرة السرقة؟ فيقول الخنيزي إن حال سرقة المساجد أصبحت موضة من سرقة أبواب المساجد ونادراً ما يحدث حريق أو تماس كهربائي ولله الحمد، ومسألة السرقات هي مشكلة أمنية ولا يمكنني أن أضع لكل مسجد حارساً، إذ احتاج إلى 600 حارس أمني.
وهناك ما يتوجب فعله من جانب المجالس البلدية، فيقول الخنيزي إن من الضروري للمجالس البلدية التي تقوم ببناء البيوت الآيلة للسقوط، أن تضع برنامجاً لبيوت الرحمن التي ليست لديها وقفيات، إذ من بين 1000 مسجد مبني وغير مبني وأرض خالية وتلة لمسجد قديم، لدينا منها 600 قائمة وتقام فيها الفروض، و200 لديهم وقفيات، ومنها 100 مكتفية بوقفياتها ومن 100 فيها 20 فائض لوقفياتها
العدد 1317 - الجمعة 14 أبريل 2006م الموافق 15 ربيع الاول 1427هـ