برأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة متهمة آسيوية من تهمة إزهاق روح جنينها بعد أن وضعته حيا، فيما أدانت المحكمة المتهمة باشتراكها بالاتفاق والمساعدة مع آسيوي يعمل عسكريا على إدخاله مسكن مخدومها دون إرادته، إذ حكمت المحكمة بحبس المتهمة مدة 3 شهور وإبعادها عن البلاد بعد انتهاء فترة العقوبة إبعادا نهائيا. وتشير حيثيات القضية إلى أن المتهمة وفي منطقة المحرق قتلت وليدها عمدا بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتله بأن أعدت لذلك أداة ضربته بها على رأسه قاصدة إزهاق روحه فحدثت به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي التي أودت بحياته، كما أنها اتفقت مع آخر عسكري من الجنسية الآسيوية على إدخاله مسكن مخدومها دون إرادته ذلك ليلج إلى المسكن فتمت الجريمة بناء على الاتفاق وتلك المساعدة.
وشهدت ربة المنزل أنها عندما عادت إلى منزلها مع زوجها بعد أن أخبرهم جارهم بأنه قبض على شخص آسيوي بالقرب من منزلهم، وعند مواجهتها بذلك أقرت بأنها تعرف هذا الشخص وأنه حضر إلى المنزل إذ وقف عند الباب لمقابلتها، ومن ثم توجهت إلى غرفتها وأخذت في جمع ملابسها ووضعتها في حقيبة، فقامت الشاهدة بفتح حقيبة الملابس ووجدت بها جسما غريبا ملفوفا بقطعة قماش بها آثار دماء فشكت في الأمر، وتم إبلاغ الشرطة.
كما شهد زوج الشاهدة ربة المنزل بما أفادت به زوجته، أما جارهم فشهد بأنه شاهد آسيوي الجنسية يخرج من منزل الشاهد فقام باللحاق به والقبض عليه وسلمه إلى الشرطة. وذكر تقرير الطبيب الشرعي الذي انتقل لمركز السلمانية الطبي لفحص جثة الطفل المتوفى أن الجثة لجنين ذكر حديث الولادة في حوالي الشهر التاسع الرحمي ولد حيا وتنفس تنفسا كاملا، وأن عموم ظاهر الجثة من الخارج خال من الإصابات الواضحة المشتبهة، ومع التشريح تبين وجود انسكابات دموية بفروة الرأس (إثر تكدم بالرأس) وأن هذه الإصابة حدثت من المصادمة بجسم راض أيا كان نوعه وتحدث من مثل الضرب أو من السقوط على الأرض، وأن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة التنفسية والدموية نتيجة النزيف الدموي الإصابي على سطح المخ الناتج عن الإصابة الرضية على الرأس وأنه مضى على الوفاة لحين الفحوص الطبية بضع ساعات.
وسئلت المتهمة عما أسند إليها من تهم، فأفادت بأنها خلال زيارتها لبلادها عاشرها زوجها هناك، وبعد عودتها شعرت بآلام الوضع، إذ وضعت طفلا ذكرا كان حيا، وسمعت صوت بكائه ومن شدة التعب استلقت على الأرض وكان المولود يبكي وبعد مضي نصف ساعة قامت وحملت مولودها إذ اكتشفت أنه لا يتنفس فقامت بغسله ولفه بقطعة قماش ووضعته في حقيبة ملابسها. أما المحكمة فجاء في حيثيات حكمها أنه ولما مثلت المتهمة أمام المحكمة واستعصمت بالإنكار، وقدم دفاعها مذكرة دفع فيها بانتفاء نية إزهاق الروح، إذ ان الثابت أن المتهمة وضعت مولودها في منزل مخدومها لوحدها دون مساعدة من أحد بعد أن أغمي عليها وبعد مدة من الوقت أفاقت ووجدت المولود لا يتنفس.
وأضاف ان تقرير الطبيب الشرعي كان متناقضا فإنه لم يبين كيف أمكن قتل المولود بضربة على رأسه دون أن يسبب ذلك كسراً في الجمجمة رغم هشاشتها، وأيد الدفاع أقوال المتهمة بأن الوفاة نتجت عن وقوع الطفل على الأرض عند ولادته، ولهذه الأسباب برأت المحكمة المتهمة من تهمة إزهاق روح جنينها فيما أدانتها في إدخال الآسيوي العسكري منزل مخدومها وأمرت بحبسها 3 شهور وإبعادها عن البلاد
العدد 1325 - السبت 22 أبريل 2006م الموافق 23 ربيع الاول 1427هـ